اليمن

بريطانيا في اليمن بقناع جديد



في التاسع عشر من يناير عام 1839م أستطاعت المملكة المتحدة ( بريطانيا) من إحتلال جنوب اليمن وتحديدآ المركز الإستراتيجي محافظة عدن وذلك بسبب الموقع الهام الذي يطل على ثلاثة إتجاهات بحرية تربط التجارة الملاحية البحرية لحركة التجارة المتمثلة بالبحر العربي والبحر الأحمر الممر المائي ( باب المندب) والمحيط الهندي،

ولأن الصراع على السيطرة على ذلك الموقع يُعد قوة وتمكين للسيطرة على الطريق التجاري الرابط مابين قارتي آسيا وأفريقيا والجزيرة العربية والذي توالت عليه أقوى الأمبراطوريات العالمية من العثمانيين والبرتغاليين كانت رغبة البريطانيين متعطشة لإستعمار ذلك الموقع،

بحكم السيطرة على شبة القارة الهندية من قبل البريطانيين بدأت بإرسال ضابط البحرية البريطانية ( هانس ) للتأكد من أهمية ذلك الموقع ( عدن) حيث تم التأكيد على ظرورة المخاطرة والإستعمار بدأ التوغل حيث كانت محمية عدن خاضعة للسلطنة اللحجية بسياسة المراوغة والعمل التجاري والدعم السخي وبعد التنسيق معهم من قبل السلطان اللحجي حتى تورط في الديون وما كان منه إلا أن سلمهم محمية عدن ،

عند ذلك  تمكن المستعمر من بسط نفوذه وتعزيز قوته من الهند البريطانية كما كانت تعرف عن طريق إرسال قواتد عسكرية بحرية والإستحواذ على الجزر والممرات البحرية التجارية عندها بدأت في التوسع على الأرض وضم العديد من المحميات في جنوب اليمن إليها وما كان من أبناء تلك المحميات والسلطنات إلا العمل تحت المستعمر البريطاني والتجنيد ضمن قواته العسكرية وأتت فكرة البناء والتعمير في مختلف المجالات،

أستمر ذلك الإستعمار 129 قرن ونصف إلا قليل من الإستعمار تجسد في طمس الهوية لجنوب اليمن حتى ال14/من أكتوبر 1964م حيث بدأت الثورات في مختلف الدول العربية ضد المستعمرين وإستكمالآ لثورة شمال اليمن ضد المشروع الإمامي في ال26/من سبتمبر 1963،

كانت ولا تزال مدينة عدن والمحافظات الجنوبية في اليمن محل أنظار العالم لأهمية الموقع الأستراتيجي الذي يعزز من إقتصاد أي دولة ويمكنها من بسط نفوذها عالميآ،
اليوم ومنذ تسعة أعوام عجاف يعيشها اليمن عمومآ وجنوب اليمن خاصة مرحلة إستعمار جديد على غرار الأمبراطورية البريطانية والذي لا يدع مجال للشك بأن التخطيط للإستعمار اليوم هي المستعمرة البريطانية ولكن جهات التنفيذ جديدة تخضع لسياسة المستعمر الخارجي،

والمتابع لذلك التاريخ يجد أن آلية الإستعمار وأهدافه والخطط والتنظيم متشابهة إلى حدآ كبير مع متغيرات عصرية وحداثة تواكب المرحلة اليوم، حيث أن رؤية المستعمر اليوم طويلة المدى 
إذ بقي اليمنيين في غفلة ولم يتعظوا من قراءة التاريخ فأن الوضع الذي يعيش تحت جبروته المواطن اليمني يوحي بأن  الفترة ليست بالقصيرة قد تتجاوز بقاء المستعمر البريطاني ،

ولأن المستعمر الوكيل هو ضمير مستتر في مهام عمله الإستعماري وليس واضح للعيان وبحكم علاقته الوطيدة باليمن بالدين والثقافة والإنتماء العربي والمشروع القومي والإنساني والكثير من المسميات التي إلى اليوم يراها الكثير من اليمنيين بأنه لا يندد بأي خطورة على الأرض والإنسان اليمني ،
يمكن المستعمر الجديد من التحكم بكل مفاصل وزوايا الدولة اليمنية حتى ينظر لليمن بإنها جزء من نفوذه
مع إبقاء حكومة شكلية لتصريف لحكم إداريآ كموظف لدى المستعمر الجديد كما كان حاصلآ قبل قرن ونصف من الزمن،

أن التذكير بالماضي الأليم الذي مر على الأجيال اليمنية من الذل والخضوع لآلة المستعمر كما أن التذكير بالإستقلال المُزّيف الذي مُنح للدول العربية واليمن واحدآ منها ماهو إلا إستراحة محارب ورسم لوحة مزيفة لذلك الإستقلال وأن الوسائل الحديثة للإستعمار لم تعد تلك الواضحة بل تغيرت كل المعطيات حتى أصبح المستعمر يعتمد بشكل رئيسي على شركاءه ومواليه من الدول المستعمرة أي الإعتماد على شريك محلي لتحقيق مآرب وأطماع الداعم الخارجي ، فهل يفيق اليمنيين من المشاريع الوهمية والخبيثة ونجد نخبة يمنية مخلصة للوطن غير طامعة في السلطة تحت الوصاية الخارجية لتفشل تلك المخططات التآمرية.



مصدر الخبر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى