اليمن

قائد غيلان: نجح مسلسل دروب المرحلة بسبب أن المواطن اليمني محروم من الجمال و العاطفة

كتب الدكتور اليمني الناقد قائد غيلان ….

لأن اليمني محروم من الجمال ومن التعبير عن العاطفة، لهذا ما يصدق يجد مسلسلا يتحدث عن العاطفة ويقدِّم وجوها جميلة حتى ينجذب إليه بقوة ويتابعه بحرص وشغف. وهذه إحدى مقومات نجاح مسلسل دروب المرجلة، فالمتعة الجمالية من العمل أهم من الرسائل الاجتماعية التي يقدمها، ومن الغريب أن البعض يطالب المسلسل بفتح الطريق وانهاء مسألة التقطُّع، متى كانت مهمة المسلسلات تقديم الحلول للقضايا الشائكة، الفن مهمته مخاطبة العاطفة، وإن خاطب عقلك وتناول قضايا يسرِّب ذلك تسريبا عبر القصة والأحداث، المسلسل ليس كتابا في السياسة أو علم الاجتماع، هو فن يستخدم وسائله الجمالية بحذق ليجعلك تعيش لحظات جميلة وممتعة، ولا بأس أن يمرّر رسائله السياسية والاجتماعية بشرط ألا يكون ذلك بشكل مباشر وسطحي وخطابي. شاهدنا الفيديو المتداول لمجموعة من الشباب يشاهدون هذا المسلسل وكيف هتفوا فرحين لموقف (رشة) من طلب حابس لخطبتها، تلك الفرحة الطفولية التي هتف بها الشباب تعبِّر عن حالة التماهي الجميل بين المسلسل وجمهوره، كيف اعتبر المشاهد موقف الفتاة انتصارا للحق والخير الجمال في وجه القبح والشر. المشاهد اليمني بحاجة إلى الفرحة وبحاجة إلى الحب والجمال، وذلك ما لم تدركه بعض المسلسلات المحمّلة بمهمة سياسية وتلك غايتها وليس لديها ما تقدمه غير ذلك، ومن يعرف تلك المسلسلات والجهة التي تنتجها يعرف أن تلك الأعمال تفتقر إلى الوجوه الجميلة للنساء والرجال أيضا، فالجمال عندهم غير ضروري والمرأة كائن مكمل لأثاث المسلسل، ومادام هو مضطر أن يشرك المرأة فليس ضروريا عنده أن تكون تلك الممثلة جميلة أو مبدعة، فهي مجرد كائن ثانوي تساعد الرجل على تقديم رسائله السياسية.
الفن صناعة جمالية وهذه الحقيقة يجهلها من يدخل إلى الفن من البوابة السياسية، ولهذا يكتفون من النجاح برضا قادتهم والعائد المادي الذي يحصلون عليه.

الصورة للفنانة راويه عمر من مسلسل #دروب_المرجلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى