اليمن

“بو عمر” توليفة نادرة من الشاعرية والسجايا والصفات النبيلة المحمودة



أكتب وفي الروح انكسارة وفي العين دمعة مدرارة وفي القلب غصة وحسرة عن صديق في مكانة الأبن البار فخر أبيه وأمه وأخوته وقومه . أنه أبوعمر مختار حنش رحمة الله عليه مختار الذي اختاره ربه منزها في حياته وجنته أن شاء الله يجيد اختيار الموقف الصح ويضع نفسه في المكان الصحيح .

جمع بين فطنة وألمحية الشاعر وبين حسن الخلق ولباقة الحديث وسلامة المنطق وحذق القول ورصانته
شق طريقه بمفرده وصنع من نفسه رجلا وقورا محترما مقبولا . أحببت في هذا الشاب سجاياه ومواهبه المتعددة يكتسب علاقاته الاجتماعية في لمحة بصر ذي البصيرة والروح اللماحة الذكية لينال ثقة من يتعامل معه من الوهلة الأولى كثيرا ماكنت أجمع بينه وبين نجلي هاني وتشابهما في خصال عدة.

كان مختار رحمة الله شديد الاعتزاز بوالدي المغفور له بإذن الله تعالى . ذات مرة قدم إلى مسقط رأسه بسيارته وأسرته الكريمة وإذ به ورغم مشقة السفر من عدن حرص على أن يزور والدي الذي علمه الحرف وغرس فيه المثل والقيم كما قال لي قبل زيارة أمه وأبيه وإخوته . هذا موقف واحد من مئات المواقف النبيلة لمختار كلما دخلت العاصمة عدن وعلم بوجودي يسارع بالقدوم بسيارته البيضاء الأنيقة كاناقته المعهودة ألي. وكنت أتجنب الاتصال به حتى لا أعيقه عن أعماله وارتباطاته .

قرأ ذات يوم في صفحتي أنني سأكون ضيفا في قناة المستقلة عدن القضائية في أحد برامجها وإذ به يتواصل معي وجعل من نفسه وسيارته في خدمتي تغدينا في منزله الأنيق المرتب في خور مكسر وبوجود عمه الشيخ المحترم حسين ثابت المنصري عافاه الله بعدها أخذني إلى التواهي ورغم اصراري على توديعه لكنني وجدته في موقف اخجلني منتظرا في سيارته حتى خروجي بعد ساعة كاملة . وحين يأتي إلى جعار لايفوته المرور علي مرور المحب المخلص الوفي
هذا الشاب النبيل ترك في نفسي انطباعات جد عظيمة وجعلتني أقسم بالله العظيم أحبه حب أولادي ليس ما أقوله من باب المراثي العاطفية العابرة بل قناعة يقينية تامة اكبر في مختار خصال كثر شتى صدق النبلاء وروح الأنقياء وطهارة الأتقياء . أحببت فيه شاعريته الفذة وفطنته المتقدة ونباهته وتواضعه وحذقه وفراسته في التمييز من أول وهله بين الصالح والطالح كانت الساعات التي التقيه من أحب الأوقات الى نفسي تشعر انك أمام شاب متفتح متفائل محبا للخير يسري المعروف والجميل في خلايا دمه . يقابل الأمور مهما كانت ويواجهها بصبر وهدوء وفي نفس الوقت بجدية واتزان وحكمة وفطنة
لديه سيل بالالاف من مختلف الدول العربية والعرب في الدول الأجنبية من المعجبين والمتابعين لشعره الجميل في صفحته وصفحات آخرين يعشقون الشعر وهم من الذين يتعاطون مع أشعاره باهتمام بالغ ومتابعة جادة .

تعجبت كيف لهذا الشاب ذلك الكم من  قدراته اللغوية المدمجة في  قصائده الشعرية  ومايكتنزه من ذخيرة لغوية يحسن وضعها في أبيات القصيد  ناهيك عن براعته وفطنته في مجاراة من يساجله شعريا ليتفوق عليه حتما . ذات مرة تعجبت من نبشه لبعض المفردات المطمورة في دهاليز المعاجم واللغة وتوظيفها في سياق أبيات القصيدة ببراعة الرامي القناص . فضحك ضحكة مجلجلة يتردد صداها بمسامعي الآن قائلا: أستاذ أحمد والله من غير ما أدري أجد المفردة الشعرية تنساب طوعا. قلت أنها( الحليلة ) كما يقولها الأباء أو جن وادي عبقر يامختار فهل ياترى لك من قرين ؟ فضحكنا ضحك طفلين معا
ماضاعف من وجعي وحسرتي وحزني أن مختار في الليلة التي سبقت الحادثة المؤلمة قضينا أكثر من ساعة في الاتصال والتواصل بالهاتف ثم الواتس في حديث مطول عن تدخله في حل قضية عائيلة في عدن ودوره في إصلاح ذات البين ووقوفه لمنع أي تداعيات بجهده وسيارته ووقته وماله واخيرا روحه الطاهرة التي ذهبت إلى باريها وهو في طريقه لاصلاح ذات البين وحل القضية الطارئة .

وهكذا هو مختار سباقا غير هيابا ولا متوانيا عندما تستدعي الضرورة وجوده أو تدخله العقلاني وبما يتمتع به من كسب ثقة الناس أو الأطراف المتنازعة من اول وهلة كروحه الجميلة وعقليته النظيفة لسبب بسيط كونه يعمل ذلك بقناعة ومن غير لاينتظر جزاء ولا شكورا من أحد .
ستظل روحك المرحة الطاهرة وفكرك وسلوكك المتميزة وفطنتك الشاعرية يامختار تلازمني كظلي ماحييت هذا عهد أقطعه على نفسي مرسوما في مخيلتي كأعظم الشباب الذين عايشتهم واحببتهم كحب الأب لابنه البار والفخور به أمام الملأ . هكذا كنت رسول خير محبة وسلام في حياتك وفي عزائك في الطريق إلى خيمة العزاء جمعتنا السيارة بأفضل من أحب نجلي هاني والقائد الشهم سليل جده وأبيه حسين خالد وصديق العمر زين الشيبة . والقائد الشاب علي الصوبي . و الأمين الإنسان عارف حسين .

رحمة الله تعالى عليك حبيب قلبي أبا عمر وعلى روحك وقيمك وشيمك الجليلة إيه البار بوالديه وأهله ومحبيه وأنا لله وأنا إليه راجعون



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى