اليمن

ما عاد لك عذر يا محافظ أبين و الدكتور الثرم جاهز لها …



قبل أكثر من عامين أو ما يقارب الثلاثة أعوام كنت ضمن أحد الفرق التي تم تشكيلها للبحث و الدراسة لبعض القضايا العامة في محافظة أبين ، و كان فريقنا معني بدراسة قضيتين عامتين في مديرية لودر و هما تسرب الفتيات عن الدراسة و كذلك قلة الأقبال و تناقص عدد الطلاب في بعض تخصصات كلية التربية لودر جامعة أبين ، و كان بحثنا و دراستنا يختص بالأسباب و طرح المعالاجات ، و حينها وجدنا أن هناك ترابط كبير بين القضيتين من حيث الأسباب و المعالجات ، و كنا قد توصلنا في النهاية إلى ما يشبه الخلاصة العامة للأسباب و المعالجات التي يجب أن تتوفر و التي يجب تقوم بها الجهات المعنية للقضاء على الظاهرتين أو القضيتين .. لن نعيد ذكر و تكرار الأسباب العامة المعروفة كالحرب و صرعاتها و الظروف المعيشية و عبئ مصاريف و تكاليف الدراسة على الأسر التي باتت أغلبها فقيرة نتيجة الحرب و الأوضاع الإقتصادية العامة للبلد و لكن يمكننا الإشارة إلى أن أهم الأسباب التي أدت إلى تسرب الفتيات عن الدراسة و قلة الأقبال على بعض التخصصات أن لم يكن الأقبال بشكل عام على الدراسة بكلية التربية لودر يكمن في ضعف و غياب التخصصات المطلوبة و التي تتوافق و تناسب إحتياجات سوق العمل و خاصة في ظل غياب فرص العمل و التوظيف الحكومي و زيادة نسب البطالة ..

أن تمكين الشباب و تجهيزهم لسوق العمل بحاجة إلى وجود كليات و معاهد مهنية و تقنية و صحية ، و هذا ما تم طرحه حينها على اللواء ابوبكر حسين محافظ محافظة أبين و أكدنا له أن توفر التخصصات المهنية و التطبيقية في مديرية كفيل بعودة الطلاب و الطالبات إلى صفوف الدراسة ، و كان من ضمن مقترحات المعالجات مطالبة المحافظ بالعمل على عودة الدراسة إلى معهد الخديرة التقني و المعهد المهني بلودر و كذلك المطالبة بإنشاء معهد للعلوم الصحية و الذي سيلبي رغبات و مطالب الطالبات فالمهن الصحية كالتمريض و غيرها تتناسب مع طبيعتهن ، كما تعد أمنيات للكثير منهن و خاصة أن دراسة العلوم الصحية في أماكن أخرى كعدن أو زنجبار يكون مسحيلاً و صعباً عليهن لأسباب كثيرة ..

 أكثر من أثنين و عشرين شهراً  مرت على وعود الأخ المحافظ و حتى اليوم لم يتحقق شيئاً منها ، فلا كلية تنمية المهارات قد تحققت و لا تمت إعادة الدراسة لمعهدي الخديرة و لودر ، و لأن جامعة أبين في طور النمو و البناء فقد يكون ذلك ما يؤجل و يؤخر تأسيسها لكلية تنمية المهارات ، و أما بالنسبة لعودة الدراسة لمعهدي الخديرة و لودر فأني أجهل الأسباب و لا معلومات كافية لدي و سنؤجل الحديث عن ذلك إلى ما بعد التواصل بشأنها مع الأخ مدير عام لودر الأستاذ ناصر عوض موسى و مع أدارة المعهدين ..  لكن و لأن لودر ذات كثافة سكانية كبيرة و معدل النمو السكاني فيها مرتفع و مع تزايد إنتشار بعض الأمراض و الأوبئة ، و لأن شبابها ذكوراً و أناثاً محرومون من دراسة العلوم الصحية الا فيما ندر و لمن توفرت لدية ظروف مناسبة فأننا نتقدم مرة أخرى للأخ اللواء أبوبكر حسين في الإستجابة لشباب لودر و إنشاء معهد للعلوم الصحية و لتسهيل الأمر لذلك فنقترح تسليم مبنى صيانة الطرق الذي يوجد في منطقة الحضن لمكتب الصحة العامة و تحويله إلى معهد صحياً و للعلم المبنى شبه مهجور و خلال الفترة الماضية كانت الصيانة تتم عن طريق المبادرات الشبابية أو فاعلي الخير … و لتكن البداية بدراسة التمريض و بمساق الدبلوم المتوسط و ليكن ذلك كلبنة يمكن البناء عليها و تطويره لاحقاً ليشمل كافة التخصصات و المساقات ، و هذا المبنى هو من أملاك الدولة و شبه حديث و تخطيطه العمراني يقارب تخطيط المدارس و المعاهد ، كما أنه لا يبعد كثيراً عن المدينة لودر و يقع بالقرب على الخط الأسفلتي الرئيس و بالقرب من مركز الحضن الصحي النموذجي و بذا فغالبية الظروف متوفرة و لا ينقصه الا تعليمات الأخ المحافظ بتسليم المبنى لمكتب الصحة و تكليف مديرها الدكتور صالح الثرم بالإعداد و التهيئة لتأسيس المعهد الصحي بمديرية و نحن على ثقة تامة بالدكتور الذي سيعمل و سيعى لإخراجه الا النور ، فالثرم معروف عنه الطموح و الإجتهاد و المثابرة و كارزيمية شخصيته قادرة على جمع مختلف الأطراف و الجهات المعنية في الوزارة و المحافظة و المنظمات المانحة و السلطات المحلية و حشدها جميعاً لتنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي تفتقر إليه لودر .. فهل سنقراء خبراً ساراً من زملائنا بشير الزيدي أو محمد عبدرحمن مفاده أن توجيهات من اللواء ابوبكر حسين قد صدرت للبدء بتأسيس المعهد الصحي في مديرية لودر ..  ما عادشي لكم يا عذر يا سيادة اللواء فالمبنى موجود و الثرم موجود و المنظمات المانحة في أبين بالمئات موجودة و بالمئات و ما العذر إلا ان كانت لودر غائبة بالنسبة لكم ، و الأيام القادمة ستفصح عن ذلك .

لننتظر و نترقب ..



مصدر الخبر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى