الجزائر

خطة الحموشي التي نفذها لقجع ستسقطها الجزائر ..المغرب تخطط لرئاسة الكاف و موتسيبي بين الابتزاز و الاحلام السعيدة


صحفي جزائري مختص في الشأن الرياضي .

■ فريق عالمي من المحامين للدفاع عن اتحاد العاصمة وثلاثة أمثلة تمنح الحق للجزائر

■ فريق المحامين العالمي طمأن الفاف 

■ صادي يسير الملف بذكاء  وكفاءة و يختار خيار مواجهة فساد الكاف و على المكشوف والمطلوب تجند الجميع بالجزائر

الجزائر الآن _ أكدت مصادر مقربة من الاتحاد الجزائري لكرة القدم لصحيفة “الجزائري الآن“، أنّ الرئيس وليد صادي اتفق مع فريق من المحامين المعروفين على المستوى الدولي للدفاع عن حقوق اتحاد العاصمة، في المحكمة الرياضية الدولية.

ويتواجد رئيس “الفاف” حاليا بسويسرا، حيث أشرف شخصيا على تقديم ملف الدفاع الخاص بالنادي العاصمي في صراعه مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وحسب نفس المصادر، فإنّ فريق المحامين المشكل من محامين من فرنسا وسويسرا، وبعد اطلاعه على الملف أكد لوليد صادي أنّ اتحاد العاصمة ومن ورائه “الفاف” في موقف  جدا للفوز بالقضية، واستشهد الفريق بأمثلة كثيرة حدثت من قبل، تم من خلالها منع إشارات سياسية وثقافية بقوة القانون.

ومن تلك الأمثلة، ذكر الفريق القانوني الذي يراهن عليه صادي لاستعادة حق اتحاد العاصمة، وتوقيف “العبث” الموجود داخل “الكاف”، ما حدث مع منتخب صربيا خلال كأس العالم الأخيرة بقطر، عندما اتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم إجراءات تأديبية ضد منتخب صربيا، بعدما قدّم اتحاد كوسوفو احتجاجا على تصرفات منتخب صربيا، الذي علّق في غرف الملابس علما يحمل خريطة كوسوفو ضمن خريطة صربيا، وعبارة “لا تنازل” في إشارة إلى أنّ كوسوفو تتبع الدولة الصربية.

والملاحظ هنا، أنّ وفد صربيا علّق فقط خريطته الوهمية، والتي لم تكن موجودة على أقمصة اللاعبين، ومع ذلك لم يتسامح الاتحاد الدولي وقرر معاقبته استنادا إلى المادة 11 من قانون الفيفا للانضباط، والمتعلقة بـ”السلوك العدواني وانتهاك مبدأ اللعب النظيف”، وكذلك بـ”استغلال حدث رياضي للإعلان عن أمور لا تتعلق بالرياضة“.

الحدث الثاني الذي استشهد به فريق المحامين، خلال حديثهم مع رئيس الاتحاد الجزائري، لتأكيد شرعية المطلب الجزائري، هو تدخل “الفيفا” لمنع ارتداء لاعبي المنتخب الألماني شعار “المثليين”، بحكم أنّ القوانين، تفرض أن لا يتعارض اللباس الرياضي مع قوانين وأعراف البلد المضيف وسيادته، والأكيد أنّ وجود “الخريطة الوهمية” على أقمصة لاعبي النهضة البركانية، لا يستجيب لهذا الشرط، وبالتالي من حق السلطات الجزائرية منعه، كما أنّ القوانين المنظمة للمنافسات الكروية على مستوى “الكاف” (نفسها) تنص في المادة السادسة (البند السابع) على ضرورة توافق الإعلانات والشعارات مع قوانين البلد المضيف ولا تتعارض مع سيادته.

كما ذكر فريق المحامين ما حدث خلال مقابلة سباهان أصفهان الإيراني والاتحاد السعودي، حيث رفض الفريق السعودي لعب المقابلة بسبب  تمثال لقائد الحرس الثوري الإيراني السابق “قاسم سليماني” الذي كان منصوبا في أرض ملعب “نقش جهان” وتحديدا مقابل مدخل لاعبي فريق الاتحاد السعودي.

ونتيجة لهذه الحادثة قرر الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، خسارة النادي الإيراني بثلاثية نظيفة، على أساس أنّه لم تكن هناك بيئة آمنة وهذا وفقا للمادة 125، وبالإضافة إلى العقوبة الفنية والغرامة المالية، قرر الاتحاد الآسيوي منع النادي الإيراني من خوض مبارياته الثلاث المقبلة على ملعب “نقش جهان” في مدينة أصفهان الإيرانية، بالإضافة إلى تحذير النادي من أنّه يجب عليه إزالة التماثيل واللافتات ذات الصلة من ملعب “نقش جهان” لجميع المباريات المستقبلية التي تقام في مسابقات الاتحاد الآسيوي، مع الإشارة إلى أنّ “أي انتهاك متكرر” قد يعاقب عليه بعقوبة أشد.

على أي أساس ارتكزت “الكاف” في منح الفوز لنهضة بركان؟!

وحسب نفس المصادر، فإنّ النقطة الأكثر جدلية في الملف، هي قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم القاضي بخسارة اتحاد العاصمة للمقابلة بثلاثية نظيفة، وحسب فريق المحامين، فإنّ المطلب الأساسي في الملف الجزائري، هو إسقاط هذه العقوبة، غير القانونية، فهيئة موتسيبي لا تملك أي سند قانوني جعلها تتخذ قرارها بتحديد النتيجة (0/3)، خاصة أنّ اتحاد العاصمة اتخذ جميع الإجراءات القانونية، وكان متواجدا في الملعب، ودخل لاعبوه أرضية الميدان، وهذا على عكس لاعبي النهضة البركانية، الذين رفضوا النزول إلى أرضية الميدان، وبالتالي، فحسب القانون يعاقب الفريق المغربي بالخسارة بثلاثة أهداف نظيفة وليس العكس، وهذا ما يضع الاتحاد الإفريقي في موقف محرج جدا أمام محكمة العدل الدولية، التي قد تراسل “الكاف” لمعرفة خلفيات القرار، خاصة أنّ المراسلة التي وصلت اتحاد العاصمة، لا تذكر أي مادة أو سند قانوني تم الرجوع إليه، واكتفت فقط بتحديد قرار العقوبة.

وحسب مراقبين، فإنّ هناك إشارات اطمئنان كبيرة تصل من لوزان السويسرية، بالنظر إلى قوة الملف الجزائري، خاصة أنّ المحكمة الرياضية الدولية “لا يعشش” فيها الفساد، كما هو الحال داخل الاتحاد الإفريقي”الكاف “، الذي تم اختطافه من طرف عصابة رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي لقجع، ما جعله أضحوكة أمام العالم.

■صادي طلب من إدارة الاتحاد التنقل إلى المغرب

وفي نفس السياق، ولتفادي منح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أي ورقة قد تستعملها ضد اتحاد العاصمة، أصر وليد صادي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، على تنقل وفد “لياسما” إلى المغرب بالشكل العادي، وإظهار تواجده بشكل عادي في الملعب، حيث اتصل رئيس “الفاف” بإدارة اتحاد العاصمة، وطلب منهم اتخاذ كل الإجراءات القانونية، لأنّ الغياب عن مقابلة العودة، سيعطي فرصة لـ”الكاف” من أجل معاقبة الفريق بحرمانه من اللعب لثلاثة أعوام قادمة ، وأكد صادي للإدارة العاصمية أنّ “الفاف” تقف بكل قوة خلفهم،

ومعلوم أنّ وفد النهضة البركانية تم استقباله بشكل جيد في الجزائر، وهو ما أكده مراقب المقابلة، الذي لم يدون أي شيء جانبي في تقريره .

وتجدر الإشارة هنا، أنّ تنقل الفريق العاصمي إلى ملعب “بركان” بالمغرب، لا يعني أبدا لعب المقابلة، ولكن لتأكيد حضوره، وإظهار أسباب رفضه اللعب، والتي ستكون مرتبطة بقميص المنافس، الذي ستكون عليه “الخريطة الوهمية، وهذا ما أكدته إدارة اتحاد العاصمة.

قرار المحكمة الدولية سيصدر الإثنين القادم أو الثلاثاء على أقصى تقدير .

وبخصوص موعد دراسة الملف الجزائري، الذي تم أمس الخميس وضعه رسميا على طاولة أعضاء المحكمة الرياضية بلوزان، فمن المنتظر أن يتم دراسته غدا السبت أو الأحد على أبعد تقدير، في حين أنّ قرار المحكمة من المنتظر أن يصدر يوم الإثنين 29 أفريل او الثلاثاء على اقصى تقدير  إذا لم تظهر هناك مستجدات أخرى، أو لم يكن أعضاء المحكمة بحاجة إلى توضيحات من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، خاصة فيما يخصص تبرير القرار الذي ينص على خسارة اتحاد العاصمة بثلاثية نظيفة، حيث من الممكن أن تطالب المحكمة الرياضية الدولية من “الكاف” منحها المواد القانونية التي استندت عليها في قرارها، والأكيد أنّ “الكاف” ستتباطأ في الرد، ما قد يؤخر القرار النهائي، ومع ذلك، فإنّ المحكمة الرياضية ستصدر قرارها حتى وإن رفضت “الكاف” تبرير قراراتها الأخيرة.

■ الحموشي وراء القضية ولقجع يسيطر على 40 رئيس اتحاد داخل “الكاف

على صعيد آخر، أكدت مصادر لصحيفة “الجزائر الآن”، أنّ الاستفزازات المغربية التي ظهرت خلال لقاء اتحاد العاصمة والنهضة البركانية المغربي، كانت بتخطيط من عبداللطيف الحموشي، رئيس المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات) والمديرية العامة للأمن الوطني، ما يعني أنّ رأس السلطة في المغرب، هو من دفع إلى استفزاز الجزائر، مع ضمان النصر، بتواجد عصابة لقجع داخل “الكاف”.

وحسب مصادر “الجزائر الآن”، فإنّ رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يسيطر على 40 رئيس اتحاد محلي من أصل 54 اتحادا يمثلون “الكاف”، ولضمان تبعيتهم، قام لقجع بدفع من الحموشي إلى منح كل واحد من “عصابة الأربعين” 250 ألف دولار، بالإضافة إلى الهدايا المتمثلة في الرحلات السياحية، والتكفل بمصاريف دراسة أولادهم، وهذه السياسة معروفة عن المغرب، كما هو الحال في ما أصبح يعرف بـ”ماروك غايت” والمرتبطة برشوة أعضاء من الاتحاد الأوروبي.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الأمر، فالمخابرات المغربية معروفة بسياستها الابتزازية، حيث تلجأ إلى أساليب قذرة ضد مسؤولين رياضيين وسياسيين، فبعد أن توّفر لهم الأجواء التي يريدونها، تقوم بابتزازهم بصور تهدد حياتهم المهنية والعائلية، وهو ما يجعلهم تحت تصرف الرباط.

■موتسيبي يخون مواقف بلاده التاريخية 

أكدت أحداث مقابلة اتحاد العاصمة والنهضة البركانية المغربي، ما يعرفه الجمهور الجزائري عن رئيس “الكاف” باتريس موتسيبي، فهو ليس أكثر من دمية في يد “الفاسد” فوزي لقجع، وأنّ كل ما يهمه هو مصالحه الشخصية، ولهذا فهو يخون مواقف بلاده التاريخية، خاصة في قضية الصحراء الغربية، والكل يتذكر الموقف الرائع لحفيد الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا، خلال حفل اختتام بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، ولكن يبدو أنّ موتسيبي ليس من تلك السلالة.

ورغم أنّ رئيس “الكاف” صهر الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا (زوجة الرئيس شقيقة موتسيبي)، ولكن يهمه أعماله التجارية، والتي تجد تسهيلات كبيرة داخل المغرب، فرئيس “الكاف” الذي يعتبر تاسع أغنى شخصية في إفريقيا بنحو 3.1 مليار دولار (حسب فوربس 2022)، يملك شركة تأمينات تسمى (سانلام) وهذه الشركة اشترت سنة 2018 شركة (سهام) المغربية، بمبلغ 1.5 مليار دولار، في صفقة وصفت بالتاريخية، وراهن عليها المغاربة كثيرة، لتكون طريق التقارب بين الرباط وبريتوريا، خاصة أنّ الصفقة تمت أياما فقط بعد انتخاب صهر موتسيبي رئيسا لجنوب إفريقيا، ولكن لا شيء تغيّر، وبقيت الدولة الجنوب إفريقية ثابتة على مواقفها الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

فشل الرهان السياسي المغربي الأول على موتسيبي، لم يمنع من العمل على استغلاله، بأي طريقة، ولهذا دفعه فوزي لقجع ليجلس على كرسي الكاف، مقابل خدمات جديدة يقدّمها للمخزن، وبعد أقل من عشرة أيام من تزكيته رئيسا للكاف (12 مارس 2021)، قام بفتح فرع لشركته للتأمينات (سانلام) بمعبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا، والذي تحتله المغرب، وهنا تم (ربط) موتسيبي، الذي يبدو أنّه لم يكن يدرك جيدا الخبث المغربي، الذي كافأه بمنصب رئيس “الكاف” مقابل الاستثمار في منطقة الكركرات المحتلة،  وبعد ذلك وجد نفسه رهينة سياسة مغربية مبنية على الخديعة والطعن في الظهر، ورغم كل ما حدث، فموتسيبي، لم يخسر شيئا، فالقانون الذي يمنع تواجد الصحراء الغربية داخل “الكاف”، لا يعنيه، وحرمان الجزائر من تنظيم كأس إفريقيا سنتي 2023  و2025، لن يضره في شيء، وحادثة “الخريطة الوهمية” لن تحركه من منصبه، بل سيدّعم مكانته، باعتبار أنّ لقجع هو المتحكم في كل دواليب الهيئة الإفريقية وبحماية من جياني أنفانتينو.

■ لا يفكر في الرحيل ولقجع يخطط لسحب البساط من تحت قدميه

من أهم الأسباب التي تدفع موتسيبي للخضوع إلى أهواء فوزي لقجع، هو أنّ الجنوب إفريقي يفكر جديا في الترشح لعهدة رئاسية ثانية، وهذا على عكس ما يتم الترويج له وتنقله مختلف وسائل الإعلام، ويعرف موتسيبي أنّ المغربي له نفوذ كبير داخل “الكاف” وأغلب أعضاء المجلس التنفيذي يأتمرون بأمره، ولهذا فهو لا يمكن أن يعارض لقجع، حتى لا ينقلب عليه.

ولكن وحسب مصادر “الجزائر الآن”، فإنّ موتسيبي “ينام في العسل”، لأنّ فوزي لقجع أطماعه أكبر، حيث يفكر في الترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي، وإزاحة موتسيبي من منصبه، وهو حاليا يحشد الدعم بعيدا عن أعين الجنوب إفريقي، الذي قد يستفيق يوما فيجد نفسه صورة أخرى، لما حدث لسلفه أحمد أحمد، الذي تخلص منه لقجع بعد أن فاحت رائحته.

من جهة أخرى، أكدت مصادر “الجزائر الآن”، أنّ هناك انزعاج كبير داخل “الكاف” من بعض رؤساء الاتحادات المحلية، والأعضاء في مختلف لجان الهيئة الكروية الإفريقية، خاصة أنّ رائحة الفساد فاحت أكثر من اللازم، وأنّهم ينتظرون الوقت المناسب للانقلاب وتطهير “الكاف” من العصابة التي تستنزفها، ولكن متى يحدث ذلك والجزائر تحارب وحدها؟



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى