اليمن

العلاقات الاجتماعية إلى الهاوية



مما رأيته وأراه ومما اختبرته من حولي  فلم تعد النوايا الحسنة وحسن الظن والمعايير المحترمة القائمة على منظومة قيمية مستمدة من ديننا الحنيف ومن الشرائع الدينية المحترمة ومن قيم الاخلاق الحميدة وارث الموروثات من الاعراف والتقاليد الاجتماعية الحسنة  هي السائدة بين الناس والتي تربط الناس اليوم بعلاقاتهم الاجتماعية على اختلافها وتنوعها بل اصبحت تحور وتختفي ومن هنا تبداء القطيعة واحيانا مقرونه بكراهية واحقاد وقد تؤدي إلى حدوث مشكلات تصل إلى المشاجرات وصولا إلى ارتكاب جرائم وجنح.. 

أما الاغلب فيغلب عليها النفاق والكذب والادعاء على غير نيتها السليمة وحسن الظن وتبرز فيها النميمة والاستغابة وتلبيس التهم والادعاءات وتبادل التهم بطرق غير مباشرة والضرب تحت الحزام ونقل الاخبار عن طريق الجلسات واللقاءات هنا وهناك  وما يثير دهشتي وحنقي وغضبي أن الكثير مما يحدث لا يخاف الناس الله ويتقون نقمته وغضبه التي قد نجدها في كثير من الاشكال وتظهر عقاباتها بتعرضنا لضنك العيش أو فقدان وضياع الاموال أو التعرض لمصايب وصعوبات وشرور وابتلاءات… بل على العكس يستخفون ولا يلقون بالاً لافعالهم واقوالهم والتي بعضها تهتز لها الجبال ويؤسفني القول أن أغلب من يمشون بالنميمة والاستغابة وتحريك الفتن والكراهية والاحفاد هم الرجال اكثر من النساء .. 
استطيع ان أذكر المئات من الامثلة ولكن اترك لكم أن تذكرونها لانفسكم فانتم وأنا تعرفونها كما تعرفون انفسكم بقي أن أذكر أن ايضاً من الأسباب في هذه المعاناة تداخل السلطات والوصاية والمسؤولية في علاقاتنا الاجتماعية وتجاوزنا لحدود غيرنا سواء كانوا اقرباء أو من العائلة أو معارف واصحاب وجيران واننا نعطي انفسنا حقوقاً ليست لنا ونتدخل كثيراً فيما لا يعنينا ونطلق الاحكام جزافا وبدون علم ودراية… هناك  ايضا من يضع المال والمصالح والحسد والهدايا الاساس الأول للعلاقات الاجتماعية ويعتبرها فرض عين ويقيم اخلاق الناس ومن حوله مهما كانت هذه العلاقات قريبة أو بعيدة على هذا المقياس البائس… 
نعم هناك اسباب ساهمت في هذا التفكك الاجتماعي في علاقاتنا وهي اسباب مسيسة وممنهجة وهناك لوبي خسيس وحقير يعمل ليل نهار على تحطيم منظومة قيمنا التي ذكرتها انفا ويستخدم اسلحة كثيرة منها افقار المجتمعات والنيل من حقوقهم بالموارد الاقتصادية والمالية… وهناك اهداف تتعدى في خطورتها الكثير من حقوق الانسان.. 
بقي أن أذكر نفسي واياكم أن نتقي الله في علاقاتنا الاجتماعية على اختلاف الوانها وأنواع روابطها وأن نحرص على التكافل الاجتماعي بيننا والتناصح بالخير وواد الفتنة والخلافات وما ينتج عنها من مشكلات وأن نجد العذر لبعضنا البعض وأن نقدر ضعف امكانات البعض وأن لا نتعتب بكبرياء واستخفاف باحوال الآخرين ممن لم تسعفهم ظروفهم بتقديم بعض من مال أو هدية أو عزومة ومادبة… بل يجب أن نجد العذر لهم لا بل ونمد يد المساعدة لهم وبدون منية… الحديث طويل ولكن اسأل الله أن ينفعني وينفعكم بهذة  السطور  وأن يصلحنا ويهدينا ويقربنا منه فبقربنا من الله نتقرب إلى بعضنا أكثر فيحبنا الله ويرزقنا ويغدق علينا بما لا يمكننا حسابه من النعم والخيرات والبركات.



مصدر الخبر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى