أخبار المحيط

لا مزيد من الحديث الفارغ حول أوكرانيا


تحت هذا العنوان كتب بيتر فان بورين مقالا يرى فيه ضرورة أن يخبر بايدن الشعب الأمريكي بما تفعله الولايات المتحدة في أوكرانيا ولماذا.

نشر المقال موقع The American Conservative، وجاء فيه:

تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية الاستماع إلى رئيسها، وليس إلى فلاديمير زيلينسكي حول ما يجري في أوكرانيا.

يبدو أن الولايات المتحدة لا تستطيع الاكتفاء من الحرب التي لا نهاية لها، وإلا فبم تفسر السعي الدائم للدخول إلى إحدى تلك الحروب؟ وإذا تركنا الأمثلة التاريخية القديمة مثل كوريا (التي لا تزال مستمرة)، وفيتنام (التي كانت نتيجتها الهزمة الكاملة للولايات المتحدة بعد عقود من الصراع، سبقتها سنوات من تمويل الولايات المتحدة بالكامل تقريبا للجهود الحربية الفرنسية الفاشلة هناك، فلدينا أمثلة أكثر حداثة مثل العراق وأفغانستان.

إقرأ المزيد

أكثر من ألف عسكري إسرائيلي يغادرون أوكرانيا: ظهرت مشكلة أهم

 لقد تعثرت الأولى، وهزمت الولايات المتحدة بعد عقود من الحرب (مع الأخذ في الاعتبار حرب الخليج الأولى وحملات القصف التي أعقبت الحرب، والتي لم تحقق سوى القليل، وحرب الخليج الثانية، التي أدت إل تمكين إيران من العراق عبر حرب الخليج الثانية)، واختتمت الأخيرة بشكل حاسم على شاشات التلفزيون في 2021 مع الإخلاء النهائي الرمزي (ذكريات سايغون).

بدأت كل من هذه الحروب دون وجود هدف عملي حقيقي في الاعتبار (هل تتذكر بناء الأمة؟ الحرب على الإرهاب، بمعنى الحرب ضد تكتيك ما؟).

مع مثل هذا السجل الحافل، قد تعتقد أن الولايات المتحدة ستأخذ استراحة من “الحروب التي لا نهاية لها”، ستأخذ إجازة لبضع سنوات لترتيب أمورها، وربما حل مشكلة زيادة الجرعات، وجمع شتات الاقتصاد معا حتى يتمكن أشخاص آخرون غير المعلقين الديمقراطيين من تنميته. لكن لا، بعد 6 أشهر فقط من نفض آخر غبار أفغاني عن أحذيتنا، وجدت الولايات المتحدة نفسها غارقة في أوكرانيا. فلا هدف واقعي واضح، مع التزام مفتوح من جانب الموارد الأمريكية، وإمكانية جر القوات الأمريكية مباشرة إلى الصراع، والدعم زعيم فردي مشهور مشكوك فيه. ليصبح من غير الواضح كيف تتناسب أوكرانيا مع مصلحتنا الوطنية، وكم من الوقت والمال نتوقع أن نضيعه أيا كانت أهدافنا، وما هو حجم خطط أوروبا للمساهمة في الحرب الدائرة في ساحتها الخلفية.

لذا حان الوقت كي يشرح الرئيس بايدن بعض الأمور للشعب الأمريكي:

1- ما هي نهاية اللعبة يا جو؟ هل هي الديمقراطية في أوكرانيا؟ فإذا كان الأمر كذلك، فأنت في بداية صعبة. حيث قام زيلينسكي على مدى العامين الماضيين بتجنيد مواطنيه، وحرم الشباب الذكور من حرية السفر، والتخلص من أحزاب المعارضة، وألغى جميع الانتخابات المستقبلية إلى أجل غير مسمى، ودمج جميع منصات التلفزيون بأوكرانيا في بث حكومي واحد، وتعامل بقسوة مع المنشقين، وفرض عمليا حكم رجل واحد والحرب بالتأكيد على الأمة. إضافة إلى أن هناك كل ما يتعلق بكون وحدات الجيش الأوكراني نازية بالفعل.

إذن، جو، ما هي الخطة لتحقيق الديمقراطية في أوكرانيا؟ يبدو أن الأمور ازدادت سوءا منذ تدخل الولايات المتحدة لمنع الروس من القيام بعدد من الأشياء التي فعلها زيلينسكي بالفعل ببلاده. (لمعلوماتك يا جو، ربما تذكر كيف فشل الفرض العسكري للقيم الديمقراطية تاريخيا).

2- أم أن الهدف من الحرب هو إجبار روسيا على الخروج مما تدعي أوكرانيا أنها أراضيها؟ فهل يشم ذلك الأراضي التي أهدتها الولايات المتحدة لروس قبل بضع سنوات في شبه جزيرة القرم، عندما بدا ذلك كله أقل خطورة بكثير في عهد رئيس آخر؟ أم فقط استعادة الأراضي التي استعادتها روسيا بعد فبراير 2022؟ كان هذا هو الهدف من الهجوم المضاد الكبير في ربيع 2023، أليس كذلك؟

كن صريحا مع الشعب الأمريكي، الذي سئم الدعاية بشأن كيفية سير الأمور، الأوكرانيون استخدموا في هجومهم معظم أسلحة القوات البرية التقليدية في الترسانة الأمريكية، فاستعادوا 143 ميلا مربعا فقط (230 كيلومتر مربع). أما الروس، الذين يفترض أنهم في موقف الدفاع، حصلوا على 331 ميلا مربعا (530 كيلومتر مربع) من الأرض. ومع فشل الهجوم المضاد الآن بشكل واضح، ما هي الخطوة التالية؟ هل هناك خطة؟ كيف نحدد الفوز؟ إن عبارة “مهما طال الأمر” ليست خيارا قابلا للتطبيق، إنها مجرد وصفة فيتنام أخرى، وأفغانستان أخرى.

3- ما هو الدور، إن وجد، الذي ستلعبه الدبلوماسية مع روسيا في تحقيق هذه اللعبة النهائية، أيا كان نوعها؟ هل سعى الروس إلى الاجتماع ومناقشة الحرب؟ هل عرضت الولايات المتحدة اللقاء؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فلم لا؟ الدبلوماسية يمكن أن تنهي الحروب، ونحن نعلم أن وزير خارجيتك يمكنه خوض معركة، لكن هل يستطيع إيقافها؟ وهو الاختبار الحقيقي لمهنته؟ (ولأن الأمر معقد، سنعطيك شرحا لكيفية مساعدة حكومتنا في خلق هذا الوضع في المقام الأول، وهو أمر يحتاج الشعب الأمريكي إلى معرفة المزيد عنه في مرحلة ما).

إقرأ المزيد

بصرف النظر عن الخسائر القيادة الأوكرانية تقود الجنود إلى

4- وإذا كان الأمر بالأمر يذكر، فمن بين الأشياء التي يحتاج أن يعرفها الشعب الأمريكي هي من فجر خط أنابيب “السيل الشمالي” بين روسيا وألمانيا؟ هل هذا هو نوع الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة، بحيث تفجر خطوط الأنابيب للضغط على ألمانيا للانضمام إلى القتال؟ أم أنها من ذلك النوع من الحروب حيث تستطيع أوكرانيا على نحو ما حشد المعرفة الفنية اللازمة لتفجير خط الأنابيب لإجبار ألمانيا على الانضمام إلى القتال؟ لماذا يفجر الروس خط الأنابيب الذي يزود ألمانيا بالغاز، وهو مصدر مهم للدخل؟ هل هذه الحرب قذرة إلى هذا الحد؟

5- لقد خصصت الولايات المتحدة 113 مليار دولار لأوكرانيا، لدفع ثمن كل شيء من الدبابات إلى رواتب سائقي سيارات الإسعاف. ما هي الأنظمة المعمول بها لحساب هذه الأموال؟ فهل من الممكن أن يؤدي المزيد من الأموال إلى تعميق المستنقع، ويدفعنا أقرب إلى الصراع المباشر مع روسيا؟

لقد تحدثت في الماضي عن أن المساءلة تقع على عاتق مفتشي العموم في وزارة الدفاع والخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID. وهم يشيرون إلى “عقد من الخبرة المشتركة المكتسبة من الإشراف المشترك على ثمان عمليات طوارئ مختلفة في الخارج”. إنهم ينسون “الفشل الذريع في الإشراف على عمليات الطوارئ هذه في الخارج”، وكيف غطت نفس الوكالات على الهدر، والاحتيال، وسوء الإدارة، وتعمد تضليل الرأي العام الأمريكي بشأن التقدم الذي تم إحرازه في أفغانستان والعراق.

جو، أنت في حاجة إلى معالجة المعارضة للهيكل الأكثر رسمية لإنشاء مكتب للمفتش العام الخاص بأوكرانيا Special Inspector General for Ukraine Reconstruction SIGUR، مثلما كان مكتب المفتش العام الخاص بإعادة الإعمار في العراق SIGIR، وفي أفغانستان SIGAR. لأن “مهما طال الأمر” هو شيك على بياض يحتاج دافع الضرائب الأمريكي إلى معرفة المزيد عنه. قام السيناتور راند بول في الربيع بتعليق مؤقت لحزمة مساعدات بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا، وطالب الكونغرس، دون جدوى، بإدراج بند في حزمة المساعدات يقضي بإنشاء مفتش عام للإشراف على توزيع المساعدات.

وكما لاحظ مكتب المفتش العام الخاص بإعادة الإعمار في أفغانستان فإنه، “وعلى الرغم من أن أفغانستان وأوكرانيا دولتان مختلفتان للغاية، ولهما تاريخ في مواجهة تهديدات مختلفة تماما، إلا أن العديد من التحديات التي واجهتها الوكالات الأمريكية في أفغانستان، فيما يخص تنسيق الجهود، والتعامل مع الفساد، والمراقبة والتقييم الفعالين للمشاريع والبرامج، ستكون هي نفسها بالنسبة لأوكرانيا”. وبالحديث عن الفساد، فقد خصت وزارة خارجيتكم أوكرانيا بممارساتها الفاسدة، والتي، كما تعلمون، من العراق وأفغانستان، ستضعف أي مساعدات بشكل خطير، فلماذا مقاومة الرقابة الإضافية؟

إقرأ المزيد

ليست أولوية: الولايات المتحدة تفقد اهتمامها بأوكرانيا

6- نحن نعلم أن هناك قوات خاصة أمريكية على الأرض في أوكرانيا، وقوات أمريكية تتولى أدوار القيادة والسيطرة في القتال المستمر. هل هناك خطوط حمراء، سواء وُعد بها زيلينسكي أو بالنسبة لك شخصيا، لتحفيز دور مباشر أكبر للولايات المتحدة في أوكرانيا؟ ما الذي قد يتطلبه الأمر لوجود المزيد من “المستشارين” على الأرض، أو القوة الجوية الأمريكية، أو القيادة الأمريكية برفقة القوات الأوكرانية في الميدان؟ في أي مرحلة سوف توافق على أنك بحاجة كي يوافق الكونغرس على التدخل رسميا؟ وليس من العدل وأن كل شيء على ما يرام من خلال تسمية عمليات النشر بـ “الناتو” بدلا من القوات الأمريكية. فالنزاع بين روسيا وحلف “الناتو” هو في واقع الأمر نزاع بين روسيا والولايات المتحدة.

لقد كان السيناتور مايك لي من ولاية يوتا والممثل وارن ديفيدسون عن ولاية أوهايو من المدافعين الصريحين عن جعل إدارة بايدن تبرر التمويل الباهظ بناء على طلب الأوكرانيين. وتقدما بمشاريع قوانين مصاحبة في مجلسي الشيوخ والنواب بعنوان “قانون تحديد المهمة” لإجبار بايدن على الحديث. فلم يعد هناك مكان لمزيد من الحديث الفارغ يا جو. حان الوقت للتحدث مع الشعب الأمريكي حول أوكرانيا.

المصدر: The American Conservative

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب





مصدر الخبر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى