ملف الحج.. هل سلّمته السعودية رسمياً إلى النظام السوري؟
أفادت مصادر في لجنة الحج العليا التابعة للمعارضة السوريّة، إنّ مدير الحج لدى النظام السوري حسان نصر الله وقّع، أمس الثلاثاء، بروتوكولاً مع شركة “إكرام الضيف” العاملة في مجال خدمات الحجاج بالسعودية.
وجاء ذلك خلال حضور “نصر الله” مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2024، والذي تنظمه شركة “ضيوف الرحمن” بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية.
وأضافت المصادر أن “هذا البروتوكول يعد مقدمة إعلامية لتوقيع عقد الحج بين وزير الأوقاف لدى النظام السوري عبد الستار السيد، ووزير الحج والعمرة السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة”، وذلك بعد أن سحبت السعودية ملف الحج من يد النظام ووضعته بيد المعارضة السورية منذ عام 2013.
علاقات دبلوماسية
منذ أن استأنفت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري، في نيسان 2023، أصبح الحديث يدور بين أوساط المعارضة السورية عن ملف الحج واحتمالية سحبه من يد المعارضة وإعادته إلى النظام السوري.
وأجرى مدير لجنة الحج العليا في المعارضة السورية سامر بيرقدار، العديد من الزيارات إلى السعودية لإقناعهم في إبقاء الملف بيد المعارضة وعدم تسييس الحج لصالح النظام السوري، لكن يبدو أن تلك الجهود باءت بالفشل، وهذا ما تؤكّده دعوة المملكة لوزير أوقاف النظام عبد الستار السيد لحضور موتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2024.
ملف ناجح
في الوقت الذي يعتقد فيه أن السعودية ستعيد ملف الحج إلى يد النظام السوري، نشرت لجنة الحج العليا السورية، أمس، بياناً أعلنت فيه استمرار الاتصالات مع الرياض لتسيير شؤون السوريين فيما يتعلق بتنظيم ملف الحج والعمرة.
وأكّدت في بيانها، أنها تتابع الاتصالات مع الجهات ذات الاختصاص في السعودية، للاستمرار بخدمة السوريين في الداخل والخارج، ومساعدتهم في تأدية فريضة الحج بكل سهولة وتيسير.
وفي تصريح خاص لـ موقع تلفزيون سوريا، قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، إنّ “لجنة الحج العليا السورية منذ تشكيلها عملت على خدمة الحجاج السوريين وتيسير أمورهم من دون تمييز منطقة عن أخرى، عبر مكاتب اللجنة المنتشرة في بعض الدول العربية والدول المجاورة لسوريا”.
وأضاف “مصطفى” أنّ “اللجنة فصّلت فصلاً تاماً بين ملف الحج وأي صراع سياسي مع النظام السوري أو القوى المتحكمة في مناطق الصراع، على اعتبار أن هذا الملف له بعد ديني لا يجوز الاستحواذ عليه وحرمان أي مواطن سوري من تأدية فريضة الحج أينما كانت منطقة سكنه”.
وأشار إلى أنّ “السعودية كانت تشيد على الدوام بالتزام اللجنة وأفواج الحجاج السوريين بالقوانين المتعلقة بالحج في السعودية، وأنّه على مدار الفترة التي تولّت فيها المعارضة السورية هذا الملف، لم تحدث أية مشكلات أو مخالفات”.
تبعات خطيرة
في حين يرى عدد من رؤساء أفواج الحج أن النظام السوري سيتلاعب بهذا الملف ويجيره لصالح أهدافه السياسية، يؤكّد رئيس لجنة الحج العليا السورية عبد الرحمن مصطفى، أنّ “إعادة ملف الحج إلى نظام السوري سيحرم أكثر من 12 مليون سوري من فرصة أداء فريضة الحج إذ سيستخدم النظام هذا الملف كورقة سياسية للضغط على معارضيه ووسيلة لابتزاز من يقيمون خارج مناطق سيطرته”.
وفي تصريح خاص لـ موقع تلفزيون سوريا قال مصدر في الائتلاف الوطني السوري (فضل عدم ذكر اسمه) إنّ “السعودية عازمة على إعادة ملف الحج إلى النظام السوري وأن جهود المعارضة فشلت في إقناعها بإبقاء الملف بيدها”، إلا أنّ “مصطفى” أكّد أنّ “اللجنة أجرت العديد من التواصلات مع الجانب السعودي وما زالت مستمرة ولم يُوقّع عقد الحج مع النظام بعد”.
وعن المباحثات مع الجانب السعودي قال “مصطفى”، إنّها تجري حول ملف الحج بالكامل، ولم يجري الحديث عن إعطاء نسبة من الحجّاج إلى المعارضة السورية.
من جانبه، قال مدير لجنة الحج العليا سامر بيرقدار لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ “التوقيع مع شركة تجارية أمر عادي جدّاً، لا يوجد توقيع رسمي بين الرياض والنظام السوري على تسليمه ملف الحج، لكن ربما يتم ذلك خلال اليومين المقبلين”.
السعودية تعلّق
في تعليق سعودي على الترتيبات المتعلقة بملف الحج السوري للموسم المقبل، أوضح الشيخ سعد القرشي -مستشار “اللجنة الوطنية للحج والعمرة”- أن “وزير الأوقاف السوري عبد الستار السيد موجود هنا للإعداد لهذا الموضوع الآن مع وزارة الحج”.
وبحسب تصريحه لـ موقع “الحرة”، لم يستبعد “القرشي” تغيّر الجهة التي ستدير ملف الحج السوري، قائلاً: “يمكن أن تختلف هذا العام”.
وكان المتحدث باسم ما يسمى “المصالحة السورية” في النظام السوري، عمر رحمون، قال إنّ “مدير الحج التابع للنظام حسان نصر الله وقّع مع مسؤول وزارة الحج السعودية على عودة ملف الحج إلى وزارة أوقاف النظام”، وذلك بعد 10 سنوات من تنظيم المعارضة السورية للملف.
وسبق أن أعلنت “أوقاف النظام”، في 24 أيار 2023، أنّها “ستبدأ بتنظيم حج السوريين بالتنسيق مع الجانب السعودي اعتباراً من العام المقبل”، وذلك عقب إعلان النظام عن اتفاقه مع الرياض على إعادة فتح سفارتيهما، بعد مرور أكثر من عقد على قطع العلاقات بين الجانبين.
