سوريا

وباء فطري يغزو حقولها.. كيف يبدو موسم البطاطا في شمال غربي سوريا؟



تضررت مئات الهكتارات المزروعة بالبطاطا هذا الموسم، إثر إصابتها بوباء فطري، أدى إلى هلاك حقول زراعية كاملة في مناطق مختلفة بريفي إدلب وحلب، رغم تنشّط موسم البطاطا هذا العام ورواج المشاريع الزراعية العاملة بالطاقة الشمسية.

وعلى الرغم من تضررها الكبير، يأمل المزارعون أصحاب الحقول الناجية بموسم واعد هذا العام، مع ارتفاع أسعار البطاطا، وقلة كمياتها في الأسواق، إلا أنهم يواجهون صعوبات تتعدى الوباء ولا تنتهي عند التكاليف المرتفعة لزراعة البطاطا.

ما هي اللفحة؟

يقول المهندس الزراعي زياد جرار لموقع تلفزيون سوريا إن مرضاً فطرياً خطيراً ضرب موسم البطاطا، يدعى “اللفحة المتأخرة على البطاطا”، وأصاب بنسب كبيرة حقول البطاطا في شمال غربي سوريا، وأدى إلى موت الأوراق (المجموع الخضري)، ويمكن أن يتطور إلى وباء يفسد الحقل بأكمله ويجعل أوراقه صفراء وميتة، كما حدث هذا العام في عدة مناطق.

وأضاف: “اللفحة حدث لم يتكرر منذ أكثر من 6 سنوات، إلا أن حدوثها هذا العام أسهم بزيادة معدلات الرطوبة نتيجة الأمطار المتواصلة، وعدم حدوث الصقيع وتشكله، بالتوازي مع ارتفاع درجات الحرارة، وتشكّل الضباب يوم عيد الفطر، وهو من النادر أن يحدث ذلك”.

وتركزت “اللفحة” بحسب جرار في حقول مناطق جنديرس بريف عفرين، ومارع في شمالي حلب وأطمة بريف إدلب الشمالي، وأدت إلى هلاك حقول بأكملها، دون أن ينجو منها شيء، في حين أصابت بنسب أقل حقول مناطق “بنش وحزانو وزردنا والفوعة وكفريا وأبين”.

وأوضح المهندس الزراعي أن الوباء كان قادماً من الجهة الشمالية للمنطقة، ولذلك الحقول في المناطق الوسطى والجنوبية تحسست للخطر وكافحت الوباء عبر الأدوية والمبيدات الفطرية ولعدة مرات، ونجحت في السيطرة على المرض، إذ وصلت نسبته فقط إلى 10 في المئة من الحقل في هذه المنطقة، بينما في المناطق المتضررة وصلت إلى 90 في المئة.

تكاليف مرتفعة وموسم واعد

تبلغ كلفة زراعة دونم البطاطا ما يقارب 450 دولاراً، بحال كان المزارع مالكاً للأرض، في حين تبلغ كلفة زراعته للمستأجر 600 دولار، بحسب جرار.

ويقول المهندس الزراعي: من الممكن أن يكون موسم البطاطا رابحاً لأصحاب الحقول الناجية من الوباء، ويعود ذلك بسبب تضرر حقول البطاطا بمساحات واسعة ليس فقط في شمال غربي سوريا، وإنما في الأردن والعراق وتركيا، إثر إصابتها باللفحة، وبالتالي فإن الكميات ستكون قليلة بالسوق، ما يشير إلى زيادة أسعارها هذا الموسم.

الطاقة الشمسية تنشط زراعة البطاطا

يجد أحمد زعتور وهو مزارع بطاطا، أن “الطاقة الشمسية شجعت المزارعين منذ سنوات على زراعة البطاطا، على اعتبار أنها توفّر في زراعة الدونم الواحد نحو 200 دولار، أي إن الكلفة قد تصل إلى 800 دولار، بحال استخدمنا الديزل “المازوت” للسقاية”.

ويشير لموقع تلفزيون سوريا إلى أن حقول البطاطا التي زرعها والتي تبلغ 30 هكتاراً، تعدت مرحلة الخطر في الوقت الحالي، بعد السيطرة على الوباء بنسبة 80 في المئة، في حين أن 20 في المئة من الحقل تضرر باللفحة بنسب متفاوتة، وهو كان التحدي الأكبر لمزارعي البطاطا في الشمال السوري.

شارك هذا المقال



Source link

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى