الجزائر

الرئيس تبون وعيد العمال ! – الجزائر الآن


:صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني والدولي .

مقال رأي 

الجزائر الآن _ بتاريخ 24 سبتمبر 2017 أدلى السيد أحمد أويحي الوزير الأول السابق بتصريح من داخل مبنى البرلمان زعزع فيه الجزائريين خاصة  ” العمال” منهم على وجه الخصوص .

وكان تصريح الوزير الأول السابق  الشهير كالتالي :  ” الله غالب الموس لحق للعظم  ، الدولة الجزائرية لن تستطيع تسديد رواتب موظفيها و لا رواتب نواب برلمانها ، إذا لم يوافق ذات النواب البرلمانيين على تمرير مشروع الحكومة القاضي باللجوء إلى التمويل الغير تقليدي” .

لكن وبتاريخ 24 مارس 2024 ، كان رئيس الجمهورية الجديد الذي وصل للحكم بعد إنتخابات 12 ديسمبر 2019  السيد عبد المجيد تبون يتحدث في لقاءه مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية على قراره القاضي بزيادة أجور موظفي القطاع العام البالغ عددهم 2.5 مليون عامل بنسبة 100 بالمائة مع حلول عام 2027 .

وهي الزيادة في أجور العمال التي ستكون الخامسة منذ تولي الرئيس تبون سدة الحكم .

دون أن أتحدث على القوانيين الأساسية الخاصة التي أمر الرئيس بإعدادها لعدد من موظفي القطاعات منها التربية و التعليم و التعليم العالي و الصحة ..

بمعنى ،بعد 2376 يوم من تصريح أحمد أويحي ” الموس لحق لعظم و الحكومة لن تسطيع دفع أجور العمال و النواب، إلى رفع أجور العمال 4 مرات و الإعلان عن الزيادة الخامسة التي ستأتي على مراحل إلى غاية سنة 2027 .

لذلك ونحن نحتفل باليوم العالمي للعمال ، وجب علينا أن نتذكر ونذكر أين كنا  وكيف أصبحنا!

لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه و بشدة :

ماهي الوصفة التي إستعملها الرئيس تبون الذي نصب رئيسا للجزائر بتاريخ 19 ديسمبر 2019 ؟

بمعنى أدق في طرح السؤال  : الرئيس تبون  حكم لحد الآن 1570 يوم ، ولو نحسب  عدد أيام الغلق الذي أصاب بلدان  العالم بما فيها الجزائر  بسبب وباء كورونا وفترة مرض الرئيس وعلاجه ونقاهته وننقصها من مجموع أيام حكمه  لبقي 850 يوما ، تمثل فترة حكمه الحقيقية والفعلية .

وبالتالي كيف إستطاع فيها الرئيس أن يغير حال العمال و البلاد من حال إلى حال؟

الجواب بحسب المراقبين بسيط و ليس المكان للتفصيل فيه لكنه يتلخص في جملتين :

الأولى : الإرادة الصادقة في بناء جزائر جديدة قوية على كافة المستويات  و لن يكون ذلك إلا ببناء  إقتصاد قوي .

الثانية: الخبرة والحنكة ووضوح الرؤية وحسن تسيير الموارد المالية .. وذلك راجع للمسؤوليات  إمتلكها الرئيس تبون  من خلال المسؤوليات السابقة التي شغلها و التي جعلته يضع يده على الداء و بالتالي معرفته التامة بالدواء الذي تم تحضيره بسرعة و لكن دون تسرع .

إنجازات الرئيس تبون للجزائريين عموما و العمال خصوصا لم تقتصر على التفكير في زيادة راتبهم المالي وفقط ،بل رؤية الرئيس كانت بعيدة و تخدم المصلحة العامة للوطن وليس مصلحة الرئيس أو المرشح المرتقب عبد المجيد تبون .

ودليلنا على هذا الكلام من رؤية الرئيس التي وضعها والتي لم يراعي فيها جني الثمار” آنيا” ،كما يفكر الكثير من رجال السياسية ،لكن الرئيس تبون فكر وخطط كرجل دولة ووضع مصلحة الجزائر قبل مصلحة السيد عبد المجيد تبون .

الرئيس تبون لم يطلق مشاريع قصيرة الأمد فقط يجني ثمارها على السريع ،لكنه أطلق مشاريع عالمية عملاقة وتجني ثمارها الجزائر .

هذا هو الفرق بين تفكير “رجل الدولة” و رجل ما يسمى” السياسة “.

أو بتعبير أصح بين تفكير” الدول “و تفكير “الأشخاص”

وفي هذا الصدد وجب التذكير بعدد من المشاريع العملاقة (على سبيل المثال لا الحصر)  التي أطلقها الرئيس تبون في عدد من القطاعات، والتي ستعود بالفائدة بعد أعوام قليلة  بالفائدة على الجزائريين  وخاصة الطبقة الشغيلة ،وذلك (رغم تأمر البعض داخل الإدارة الجزائرية نفسها )، ومنها .

1_ أكبر مشروع عالمي زراعي صناعي لتجفيف لحليب بالشراكة مع القطريين على مساحة 117 ألف هكتار بولاية أدرار وسيوفر ما يقارب 10 منصب شغل بالجنوب الجزائري ومن شأنه توفير مبلغ 24 مليار دولار للاقتصاد الوطني في مدة 9سنوات .

2 _ مشروع الفوسفاط بتبسة بمبلغ 6.5 مليار دولار سيوفر 5000  منصب شغل مباشر

3_ مشروع الزنك واد أميزور بمبلغ 471 مليون دولار سيوفر  650 منصب شغل مباشر

مشروع غار جبيلات بمبلغ 3.4 مليار دولار سيوفر 9000 منصب شغل مباشر وقد تبلغ صادراته مابين 9 إلى 14 مليار دولار

زيادة طبعا على المشاريع العملاقة التي ستدخل حيز الخدمة قريبا هذا العام وعلى رأسها: 

1_ دخول مركب كتامة بجيجل  لإنتاج الزيت هذا العام

2 _ ومصنع لتكرير  السكر ببومرداس بطاقة إنتاجية تقدر ب2000طن يوميا وسيسمح هذا المشروع بخلق 1200 منصب شغل مباشر وغير مباشر

3 _ جني ثمار استصلاح أراضي في الجنوب الجزائري لزراعة القمح و الذرة

4 _رفع انتاج الاسمنت إلى 45 مليون طن بدخول مصنع الجلفة حيز الخدمة

5 _ الفوائد الكبيرة التي ستعود على الاقتصاد الوطني بعد رقمنة كل القطاعات ( وما الأرقام التي أعلن عنها وزير التعليم العالي خير دليل )

6_ هناك 6600 مشروع حتى نهاية شهر مارس بقيمة مالية تقارب 3200 مليار دينار أي 24 مليار دولار إن دخلت حيز الخدمة ستوفر عشرات الألاف من مناصب الشغل ،بل بحسب بعض المصادر أكثر من 110 ألاف منصب عمل .

و من الدلائل التي تؤكد بأن رئيس الجمهورية يضع نصب عينيه أريحية  العامل الجزائري  ضمن أولوياته  على مختلف الأصعدة ، كان من اللافت كما كشف وزير السكن في وقت سابق تسجيل 460 ألف وحدة سكنية بمختلف الصيغ في قانون المالية لسنة 2024  وبمبلغ اجمالي يقدر ب 752 مليار دينار ، هذا طبعا زيادة على برنامج عدل 3 الذي سينطلق في إنجازه قريبا  ، دون أن ننسى السكنات التي سلمت بمختلف الصيغ من 2020 إلى 2023 والتي بلغت 330647 من مختلف الصيغ.

ومن المتعارف عليه بأنه إذا وفر للعامل” سكن خاص” فإن ذلك من شأنه أن يساهم في خفض تكاليف المعيشة و تحسينها  .

وهي الملاحظة التي لا ينتبه لها البعض أو لا يريد الإنتباه لها .

مكتسبات العمال الجزائريين في من خلال الزيادات التي أقرت في  عهد الرئيس تبون واضحة وضوح الشمس، ولا ينكرها إلا جاحد .

بل هذه المكتسبات مست حتى المتقاعدين من خلال الزيادات التي أقرها ويقرها الرئيس في كل مرة وحتى فئات مختلفة من المجتمع  .

لا استبعد أن يخرج الرئيس عن القاعدة و يسجل غدا الأربعاء 1 ماي 2024  لفتة خارجة عن المألوف تجاه العمال الجزائرين كما عودنا أن يفعل الرئيس مع المثقفين و الرياضيين والاعلاميين و  الاقتصاديين والعسكريين ومختلف شرائح المجتمع .

هناك ملاحظة مهمة وجب الإشارة لها أن الرئيس تبون لم ينسى حتى  البطالين .

وهذا إن دل فيدل أنه رئيسا لكل الجزائريين .

الخلاصة : يستطيع الرئيس تبون بمنجزاته التي حققها  و سيحققها للجزائريين عموما و الطبقة الشغيلة خصوصا، أن يرفع رأسه أمامهم بكل فخر واعتزاز ، لأن منجزاته في الميدان ، ولم تبقى مجرد تعهدات أو مشاريع  مكتوبة حبر على ورق   .



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى