الجزائر

“سيدي محمد السادس سينوب عنّا” .. مغاربة يطالبون بإلغاء عيد الأضحى – الجزائر الآن


صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .

الجزائرالٱن _ مع اقتراب عيد الأضحى كل سنة، يزيد الحديث في المغرب عن إمكانية إلغاء “الأضحية” بسبب الفقر المدقع الذي يعيش فيه أكثر سكان المملكة، وتجدد الأمر هذا العام أيضا ولكن بأكثر حدة، حيث استشرى الفقر في أغلب مدن البلاد، فأكثر من ثلثي العائلات المغربية يلجؤون للاستدانة لمواجهة مصاريف العيش، ولهذا يرى الكثير منهم أنّ “عيد الأضحى”، يبقى “امتيازا” لا يستحقونه أو غير ملزمين به.

فقبل أيام اعتلى هاشتاغ “إلغاء عيد الأضحى” الكثير من الصفحات المغربية على منصات التواصل الاجتماعي، رغم التطمينات الحكومية من خلال استيراد رؤوس أغنام وحديثها عن تخفيض الأسعار، حتى تكون في متناول المواطن، ولكن أي مواطن بإمكانه شراء كبش العيد؟

بعض المغاربة فضلوا البقاء في المنطقة الرمادية لا مع ولا ضد، ومن أجل المشاركة في معمعة النقاش الدائر طرحوا أسئلة من قبيل “أصوات تنادي بإلغاء عيد الأضحى، هل أنت مع أو ضد؟”، الجواب لم يأت بالحسم المطلوب ولا بالجدية اللازمة، لسبب بسيط جدا، أنّ المواطن المغربي البسيط لا يمكنه أن يقبل الحرمان من شعيرة عيد الأضحى كنبض روحي أولا، وكفرحة ومتعة ثانيا، مع ما يرافقها من طقوس معيشية مجتمعية حميمية.

بينما قالها البعض بصريح العبارة “أنا مع إلغاء عيد الأضحى”، موضحا أنّ “سيدي محمد السادس” بإمكانه “أن ينوب على شعبه، وهكذا نشارك في تقليص العبء المالي عن المواطن المسكين”.

 من خلال الجدل الدائر، يتضح أنّ هناك من ناصر الإلغاء بالقول إنه يتضامن مع المواطن الفقير الذي لا قدرة لديه على مواجهة مصاريف الخروف بما له وما عليه، أما في الجانب المقابل فيؤكد الرافض لهذا المطلب، أن العيد اختياري و”لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، في الطرف الثالث نجد المتأملين الذين ينتظرون من سينتصر، لا هم مع ولا ضد.

حساسية عيد الأضحى، والمطالبون بإلغاء الشعيرة يؤكدون أنّ الفقراء رغم فقرهم لا ولن يتمكنوا من اختيار عدم المشاركة في العيد وبالتالي التخلي عن الخروف الذي يشكل لحظة فرح روحية قبل أن يتحول إلى وليمة يومية.

ومع أنّ الكثير ساروا مع فرضية “الإلغاء” لأنّ النظام العلوي أجبرهم على أن يكونوا فقراء، وغير قادرين على الإتيان بأهم الشعائر الدينية على غرار الحج و”النحر”، إلا أنّ بعض المدونين اختاروا الهجوم على “الهاشتاغ” وأصحابه، لأنه تطاول على الدين في رأيهم، ولا يجوز الإفتاء إلا للفقهاء فيما نزل من سنن وفرائض، رغم أن المطالبين بالإلغاء لم يفرضوا رأيا أو فتوى.

مسألة دخول “الهاشتاغ” في منطقة الدين وما يرافق ذلك من تحريم ونهي، جعلت أحد العلماء المغاربة المعروفين وهو مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، يؤكد أن سنة الأضحية هي أولا لها طبيعة دينية يجب التعامل معها كجميع القضايا التي لها طابع ديني، وهذا الموضوع يرجع إلى العلماء والمؤسسات الشرعية، والحسم يتم بالنصوص الشرعية والأدلة القرآنية التي تجزم جزما قاطعا.

وحسب تصريحات بنحمزة المتداولة على نطاق واسع، فإنّ هذه المناسبة سنة مؤكدة لا يجوز الإجماع على إسقاطها، يعني أنّه لا يجب أن تتفق أمة بكاملها على هذا الأمر، وهذه من الناحية الدينية، أما من الناحية الاجتماعية والاقتصادية فإنّ قرار الإلغاء يضر أيضا بالفلاحين الذين يعملون على تربية المواشي، وهذا لا يمكن القيام به مراعاة لهذه الفئة.

وبالنسبة للفقيه المغربي، فإذا “كان الشخص لا يستطيع شراء الأضحية من أجل أداء الفريضة فلا حرج عليه، لأن الدين الإسلامي هو دين يسر لا دين عسر”، لكنه يستطرد بالقول إنّ “إلغاء عيد الأضحى له تداعيات دينية واجتماعية واقتصادية كبيرة”، و”لا يجوز الاتفاق على إسقاط السنة، وإذا تعذر على شخص أداء الفريضة، فإنّ الله لا يكلف نفسا إلا وسعها”.



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى