سوريا

بينها خطة لاغتيال الأسد أو استهداف إيران..الخيارات العسكرية المطروحة بشأن غزة


لم يمض سوى شهر واحد فقط على كشف إسرائيل عن أحدث سلاح لها، وهو دبابة ميركافا إم كي 4 باراك التي يعتقد الجيش الإسرائيلي بأنها الأكثر تطوراً على مستوى العالم، فقد زودت بمنظومات استشعار تركب على منصات، والتي تعتبرها إسرائيل الرائدة على مستوى العالم، كونها تعمل بتقنية زاوية الرؤية التي تعادل 360 درجة وتتحرك من تلقاء نفسها، كما يمكنها أن تدمج الذكاء الصناعي لتحدد وتستهدف مكان العدو الذي يتسم بسرعة الحركة وذلك في حروب تمرد غير متكافئة تعتبر التهديد الأكبر المحدق بإسرائيل.

وهذه التقنية الهائلة باتت قاب قوسين أو أدنى من الخضوع لأقسى اختبار لها، وذلك لأن دبابات الجيش الإسرائيلي، بحديثها وقديمها، مع 300 ألف جندي احتياطي أخذوا يستعدون لما يفترض معظم الإسرائيليين والفلسطينيين أن يتحول إلى غزو بري سيجتاح غزة بهدف القضاء على حماس بشكل نهائي.

ولهذا من المرجح أن ترتفع أعداد الضحايا بين صفوف المدنيين لتصل إلى الآلاف، وهذا لا بد وأن يستدعي شجباً واستنكاراً كبيراً من دول العالم قاطبة.

بيد أن الغضب الذي يدفع المرء للانتقام والذي استبد بالإسرائيليين بعد أحداث عطلة نهاية الأسبوع الماضية، جعل قادة إسرائيل لا يلقون بالاً لكل ذلك، إذ لابد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن ينبري للرد مدفوعاً بحسابات مختلفة سيخرج بها هو وأعضاء مجلس الأمن القومي لديه وقادة جيشه، وذلك بالنسبة إلى توقيت الضربة الإسرائيلية ومداها، في حال قرروا الرد.

لذا فإن الخيار الأول الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو هو القصف المكثف الذي تعقبه غارة برية عقابية محدودة هدفها القضاء على بعض قواعد العمليات لدى حماس والتي سيتم تحديدها مسبقاً.

تتميز هذه الخطة المحدودة بالالتزام بضبط النفس مع تقليل حجم المخاطر التي يمكن أن تترتب على جر حلفاء حماس للقتال. وبالمقابل، لا ترقى هذه الخطة لتوقعات إسرائيل، وذلك لأن الغارة لن تسعى لإنقاذ العشرات من الرهائن الإسرائيليين، الذين وصل عددهم إلى نحو 150 رهينة، كما ستسمح لحماس بإعادة تشكيل صفوفها كما فعلت في السابق، وهذا بالضبط ما تعهد نتنياهو بعدم تكراره مجدداً.

لذا فإن السيناريو الأرجح هو شن غزو على غزة تفتح فيه جميع الجبهات، بحيث يأتي هذا الغزو شبيهاً بما حدث في الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، عندما لحق العار وسوء الصيت بأرييل شارون الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في إسرائيل وقتئذ، بسبب وحشية التكتيكات والأساليب التي اتبعها في هذا الاجتياح، إلا أنه قوبل بتقدير كبير في الداخل الإسرائيلي لأنه طرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، على حدود إسرائيل الشمالية، وبذلك، لم يعد من مفر أمام ياسر عرفات ورجاله سوى أن يركبوا البحر ويرحلوا.

إن أي غزو أو اجتياح لابد وأن تشارك فيه دبابات باراك وغيرها بكل قوتها إلى جانب كامل مجندي الاحتياط الذين وصل عددهم إلى 300 ألف، لأن إسرائيل تريد أن تتفوق بقوتها العددية، بحسب ما ذكره بعض المحللين العسكريين، كما تسعى لنشر قواتها الخاصة في البر والبحر أيضاً.

من المعروف عن إسرائيل أنها بارعة في إنقاذ الرهائن، فقد قتل شقيق نتنياهو الأكبر، واسمه يوني، وهو يقود عملية مداهمة هدفها تحرير ركاب في طائرة اختطفت من مطار أنتيبي بأوغندا في عام 1976.

لذا فإن الثأر الذي يبتغيه نتنياهو يتمثل في أن يضحي السبّاق في أي عملية لإنقاذ الأسرى الموجودين في غزة، على الرغم من أن حماس تتمتع بسجل حافل في مجال إخفائها للرهائن بعيداً عن تطفلات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

 

Yonatan ‘Yoni’ Netanyahu, the Israeli prime minister’s brother, died in 1976 while leading a raid that freed more than 100 hostages at Entebbe airport, Uganda

يوني نتنياهو شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي توفي عام 1976 أثناء قيادته لعملية مداهمة هدفها تحرير أكثر من 100 رهينة في مطار أنتيبي بأوغندا

المخاطر المحدقة بإسرائيل

المخاطر بالنسبة لإسرائيل مخاطر تتصل بالعمليات والاستراتيجيات.

من السهولة فهم المخاطر المتعلقة بالعمليات، وذلك لأن حماس تتوقع الانتقام من إسرائيل، ولهذا ستحاول جر الجيش الإسرائيلي إلى فخ عبر الاستعانة بمسيرات رخيصة ألحقت دماراً كبيراً بالدبابات الروسية في أوكرانيا، وذلك لتكبد الطرف المهاجم الإسرائيلي أعلى نسبة من الخسائر.

أما الأخطار الاستراتيجية فتظهر على جبهتين، أولهما احتمال تدخل الضفة الغربية التي تسودها اضطرابات كبيرة بالأصل بسبب شركاء نتنياهو في الحكومة الإئتلافية والذين سعوا بكل ضراوة لتنفيذ أجندتهم الاستيطانية العدوانية، وهذا ما استفز الفلسطينيين وأسفر عن وقوع اشتباكات إلى جانب هجوم شرس نفذه مستوطنون إسرائيليون على بلدة حوارة الفلسطينية.

خلال العام المنصرم، استهدف الجيش الإسرائيلي مقاتلين فلسطينيين في مدن الخليل وجنين ونابلس، فقتل العشرات منهم إلى جانب قتله لمدنيين.

كما قتل تسعة عشر فلسطينياً آخرين منذ عطلة نهاية الأسبوع الماضية، إلا أن أحداً لم يلاحظ ذلك في خضم النزاع الكبير الحاصل في غزة.

أما الرد الثاني الذي لابد أن يكون أقسى فسيأتي من طرف حزب الله في لبنان، بما أنه حليف لحماس وهو أيضاً يحصل على تمويل من إيران، لكنه أضحى جزءاً من الحكومة اللبنانية، ويحاول أن يقدم نفسه على أنه يرغب بأن ينأى بنفسه بعيداً عن القتال.

بيد أن هذا الحزب سيضعف كثيراً في حال قضي على حماس بما أنها تمثل الجبهة الثانية للمقاومة، وهذا ما يشعر حزب الله بضرورة التدخل.

وعليه، يصبح أمام إسرائيل خيار تصعيد ردها، وذلك عبر الاستعانة بسلاح الجو القوي لديها، إذ سبق لإسرائيل أن قصفت سوريا، وهي حليف آخر لحزب الله، بما أن فيها قواعد عسكرية إيرانية أقيمت لتطوير صناعة الصواريخ هناك.

بيد أن تلك الحرب التي تعتبر حرباً منفصلة أخرى، يمكن أن تتوسع لتصبح محاولة خطيرة لاغتيال الأسد، أو للهجوم على إيران نفسها وذلك خلال المواجهة النهائية التي لابد أن تغير العالم بأسره، ولهذا بقي الجميع يخشى حدوثها حتى اللحظة.

 

المصدر: The Times



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى