السعودية

السعودية تبني سلاسل إمداد لصناعة السيارات الكهربائية


قال كبير استراتيجيي الاستثمار في “كرينشيرز”، أنطوني ساسين، إن المعادن أضحت مهمة جداً لصناعة السيارات ففي العام الماضي أو الذي سبقه حدثت أزمة كبيرة بصناعة السيارات خاصة الكهربائية بسبب ارتفاع أسعار المعادن بشكل كبير، منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف ساسين في مقابلة مع” العربية” أن تأمين سلاسل الإمداد بالمعادن بات مهماً لجميع الدول ومنهم أميركا والسعودية، موضحاً أن معظم المعادن موجودة في الصين وهي موجودة في دول كثيرة ولكن تحتاج إلى تنقية حتى يمكن استخدامها وعملية التنقية هذه تتم بشكل رئيسي في الصين.

وقال إن الليثيوم و “أيرون أور” – خام الحديد- موجودان في أماكن كثيرة حول العالم، وأكبر منجم للنيكل موجود في أميركا بولاية ميشيغان لكن مراحل التكرير والتنقية لهذه المعادن حتى يمكن استخدامها في صناعة البطاريات فهي معقدة بعض الشيء والصين لديها إمكانات في هذا الجانب.

يذكر أن هذه المعادن مهمة جدا للدول وتؤثر على معدلات التضخم،و من ثم فإن أميركا تحاول بناء سلاسل توريد محلية لتؤمن عدم انقطاع التوريدات عن صناعة السيارات الكهربائية خاصة تلك الانقطاعات التي تأتي لأسباب سياسية.

وقال ساسين إن المملكة العربية السعودية تقوم بجهد كبير لبناء صناعة سيارات محلية لديها وتبني مدينة للسيارات في جدة و تبذل المملكة جهودا كبيرة منذ سنوات من خلال الاستحواذ على شركة “لوسيد” وتأسيس شركة “سير” أيضا للسيارات الكهربائية وأتوقع أيضا إعلان شركات سيارات عالمية إقامة مصانع لها في السعودية.

وأشار إلى أن وزارة الاستثمار السعودية والحكومة إجمالا تبذل جهودا كبيرة لإنشاء سلاسل توريد بالمملكة لتصبح من الموزعين للمنطقة وللهند ويمكن أيضا لأوروبا مع تميز موقعها الاستراتيجي، موضحا أن المملكة لا تستهدف صناعة السيارات فقط ولكن أيضا سلاسل الإمداد وهذا مطلوب لصناعة السيارات نظرا لأن معظم المكونات والقطع تأتي من موردين خارجيين.

أكد ساسين ضرورة تأمين توريدات البطاريات أو صناعتها، عبر توفير المعادن اللازمة لذلك.

وقال إن أسعار المعادن ارتفعت بشكل كبير نظرا للارتفاع المفاجئ في مبيعات السيارات الكهربائية عام 2020 وصار الاتجاه إيجابيا تجاه مبيعات هذه السيارات في العالم كله، وصارت الدول تقر سياسات لدعم هذا القطاع.

وأشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على أسعار المعادن وارتفاعها بشكل كبير ولهذا لجأت شركات صناعة السيارات للاستثمار بشكل مباشر في صناعة التنقيب عن المعادن في مناجم بأفريقيا لتشتري المعادن بشكل أساسي، وتقدمت “تسلا” الأميركية للحصول على رخص لتعدين وتنقية الليثيوم.

وتوقع ساسين ارتفاع الطلب على المعادن بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، وإذا شهد العام الحالي بيع 30 مليون سيارة كهربائية فالمستهدف بيع 1.2 مليار سيارة، وسيصبح الطلب هائلا على المعادن وصناعة البطاريات بحلول عام 2030 ومابعدها حتي عام 2040.



مصدر الخبر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى