سوريا

بين مجلس عسكري وقوة موحدة.. تكتل جديد شمالي سوريا يجمع “الفرقاء” ما أهدافه؟


ملخص:

  • فصائل عسكرية في شمال غربي سوريا تعتزم التكتل ضمن جسم جديد.
  • يتهم التكتل الجديد بالتنسيق مع “هيئة تحرير الشام” في إدلب.
  • أبرز الفصائل المشاركة في التكتل هي الجبهة الشامية، وفرقة المعتصم، وتجمع الشهباء.
  • تعتزم الفصائل الإعلان عن تشكيل مجلس عسكري أو قوة موحدة في منطقة ريف حلب الشمالي.

تعتزم فصائل عسكرية في شمال غربي سوريا، معظمها ضمن الجيش الوطني السوري، التكتل ضمن جسم جديد، ظاهره العمل على تنظيم الواقع العسكري والأمني وتحصين الجبهات ومكافحة المخدرات وعمليات التهريب، في حين يُتهم التكتل قبل تشكيله بالتنسيق مع “هيئة تحرير الشام” في إدلب، لبدء مرحلة جديدة من مساعيها للسيطرة على كامل مناطق نفوذ الجيش الوطني والتخلص من خصومها تباعاً.

وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا، بأن فصائل الجبهة الشامية في الفيلق الثالث ضمن الجيش الوطني، وفرقة المعتصم في الفيلق الثاني، وجيش الشرقية العامل في حركة التحرير والبناء، إضافة لـ”تجمع الشهباء” المقرب من “هيئة تحرير الشام”، تعتزم الإعلان عن تشكيل مجلس عسكري أو قوة موحدة مشتركة في منطقة ريف حلب الشمالي.

أحرار الشام القطاع الشرقي

ومنذ نحو عامين تقريباً، بدأت عمليات الاندماج والاصطفافات العسكرية تطفو على السطح بين فصائل الجيش الوطني، إلا أن جميع هذه المحاولات لدمج الفصائل باءت بالفشل، ومن هذه التجارب “غرفة القيادة الموحدة – عزم”، و”هيئة ثائرون للتحرير”، و”الجبهة السورية للتحرير”، ثم سرعان ما ظهرت تشكيلات أخرى ضمن نفوذ الجيش الوطني تُتهم بالتبعية لتحرير الشام، ومنها “تجمع الشهباء” بقيادة حسين عساف (أبو توفيق تل رفعت).

اجتماعات تمهيدية للتكتل الجديد

علم موقع تلفزيون سوريا، أن الفصائل المذكورة عقدت اجتماعات مكثفة خلال الأيام الماضية، للتوصل إلى اتفاق على الخطوط العريضة الخاصة بالتشكيل المزمع الإعلان عنه، آخرها في 30 تشرين الأول الماضي، في مقر قيادة الجبهة الشامية قرب معبر باب السلامة شمالي حلب.

وذكرت المصادر أن الاجتماع عُقد بحضور قائد الجبهة الشامية “عزام غريب” والقائد العسكري للفصيل “مضر نجار”، وقائد تجمع الشهباء “حسين عساف”، وقائد فرقة المعتصم “المعتصم عباس”، ومدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني حسن الدغيم، وآخرين.

وخلال الساعات الماضية، بدأ الإعلام المحلي المقرب من الفصائل بنشر معلومات عن التشكيل، قائلاً إن “غرفة العمليات الجديدة تهدف لمكافحة المخدرات والقضاء على عصابات التهريب وإرساء الأمن وتحصين الجبهات، لتخوض استحقاقاً ثورياً كبيراً على مستوى المنطقة في الأيام القادمة”.

بلي

بالمقابل يرى آخرون أن الاصطفاف العسكري الجديد لن يختلف عما سبقه من تجارب من ناحية الأهداف والمآلات، معتبرين أن ما يدفع الفصائل العسكرية للتحالف فيما بينها في الوقت الحالي، هو المصالح الاقتصادية والنفوذ والسيطرة على المعابر وخطوط التهريب، دون أي اعتبار لـ “المعركة الأشمل” مع النظام السوري.

موقف تركي يقابله تنسيق مع “الهيئة”

شرح مصدر مطلع على كواليس ومراحل المباحثات بين الفصائل، الآلية التي وصلت بموجبها هذه التشكيلات إلى توافق على العمل ضمن “قوة موحدة”، إذ قال في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إن “الفكرة كانت في البداية تتمحور حول تشكيل مجلس عسكري يضم الجبهة الشامية وفرقة المعتصم وتجمع الشهباء، مع احتمالية انضمام جيش الشرقية”.

التطورات في الشمال السوري

ووفق المصدر، فإن المسؤول التركي عن منطقة “درع الفرات” بريف حلب، أخبر قائد الجبهة الشامية برفض تشكيل مجلس عسكري مع تجمع الشهباء المقرب من “هيئة تحرير الشام”، وإنما العمل على التقارب مع “الفرقة 50” ضمن “الشهباء” (معظم أفرادها من مدينة تل رفعت وكانوا سابقاً ضمن الجبهة الشامية)، ومحاولة إعادة دمج الفرقة مع “الشامية”، وبالتالي إضعاف “الشهباء”.

أحرار الشام القطاع الشرقي

بالمقابل، رفض قائد الجبهة الشامية المقترح، واتجه للعمل المشترك والتنسيق مع “تجمع الشهباء”، وذلك بالترتيب مع الهيئة، ولكي لا يواجَه قائد الشامية بإجراءات معاكسة من الجانب التركي، قرر تغيير التسمية من مجلس عسكري إلى قوة موحدة، وبحسب المصدر فإن “الغاية منها بداية نواة جديدة في المنطقة تتبع لهيئة تحرير الشام، كون المسار يتم برعاية الجولاني بشكل مباشر”.

مكاسب الأطراف من الخطوة

سرد المصدر مكاسب الفصائل من التشكيل الجديد بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام، قائلاً:

  • يساعد المسار قادة الجبهة الشامية على ضبط كتلهم وإنهاء المشكلات الداخلية التي تعصف بالفصيل وذلك بـ”قوة الهيئة”.
  • المسار يحقق لـ”تجمع الشهباء” مكاسب كبيرة، أبرزها الحصول على شرعية تُفرض على الفصائل ووزارة الدفاع في الجيش الوطني.
  • قد تستفيد فرقة المعتصم من التكتل الجديد، من خلال إضعاف المكونات التي تنازعها السيادة على المنطقة الموجودة بها.
  • يُمثّل التشكيل بالنسبة لـ”الجولاني” خطوة كبيرة على طريق إنهاء سيادة الفصائل على “درع الفرات” و”غصن الزيتون” بريف حلب، والسيطرة على قرارها ونزع شرعيتها، لتكون مجرد أداة بيده لتحقيق مراده في المرحلة المقبلة.
    ما النتائج المتوقعة للصراع المحموم على مدينة اعزاز؟

وحاول موقع تلفزيون سوريا الحصول على معلومات من بعض الفصائل المذكورة عن طبيعة التشكيل الجديد ومهامه وعلاقته بـ”هيئة تحرير الشام”، إلا أنها لم تجب على الاستفسارات بهذا الخصوص.

الفصائل المُشكّلة للقوة الجديدة

  • الجبهة الشامية: تعد الجبهة الشامية من أكبر الفصائل المزمع انخراطها في التشكيل الجديد، ويتركز وجودها في مدينة اعزاز بدرجة كبيرة، ثم في مدن مارع والباب وجرابلس وصوران وعدة قرى أخرى، ويقودها “عزام غريب” (أبو العز سراقب)، وقد شهدت “الشامية” خلال العامين الماضيين انحساراً لوجودها في مدينتي عفرين والباب، بعد انشقاق عدة مجموعات عنها، وخوضها مواجهات عسكرية مع “هيئة تحرير الشام”.
  • تجمع الشهباء: أُعلن عن تشكيل “تجمع الشهباء” المتهم بالتبعية لهيئة تحرير الشام في شهر شباط من العام الجاري، من قبل فصائل “أحرار الشام – القطاع الشرقي” و”الفرقة 50 – أحرار التوحيد” و”حركة نور الدين زنكي”، بقيادة حسين عساف، دون أن ينسب نفسه لأحد من فيالق الجيش الوطني السوري الثلاثة، في حين أصدرت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بياناً في الفترة نفسها، أكدت فيه عدم انتماء التجمع للجيش الوطني.
  • فرقة المعتصم: تعمل الفرقة ضمن الفيلق الثاني في الجيش الوطني، بقيادة المعتصم عباس، ويتركز وجودها بشكل رئيسي في مدينة مارع شمالي حلب.
  • جيش الشرقية: يعمل ضمن حركة التحرير والبناء في الفيلق الأول بالجيش الوطني السوري، بقيادة العقيد حسين الحمادي.
    أبو محمد الجولاني خلال حفل تخريج الضباط (تلغرام)

ومن المرجح أن ينتج عن التشكيل الجديد محددات عسكرية وفصائلية قد ترسم واقعاً مختلفاً شمالي سوريا في حال سارت الأمور كما خُطط لها من قبل القائمين على المشروع وتحديداً هيئة تحرير الشام في الخفاء – كما ذكرت المصادر – خاصة أن المكاسب المتوقعة ستصب في صالح الهيئة، في حين سيلحق الضرر بفصائل تعتبر على عداء معها، مثل جيش الإسلام.
 

 

شارك هذا المقال



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى