سوريا

تاريخه أقدم من “إسرائيل”.. مشفى المعمداني الذي أخرجه الاحتلال عن الخدمة بمجزرة


يحتمي عدد كبير من سكان غزة وأطفالهم بالمشافي والجوامع والكنائس هرباً  من القصف الإسرائيلي على رؤوسهم، والمستمر منذ 11 يوماً دون توقف، ما أدى لسقوط آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، لكن “إسرائيل” وفي خرق لجميع الأعراف والقوانين الدولية، تقصف كل شيء، وتدمر كل شيء لتشفي غليلها بدماء الرضع والجرحى الذين لم تنجح بقتلهم تحت أسقف بيوتهم المتهدمة من جراء صواريخها وقنابلها.

وفي واحدة من أقسى المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهل فلسطين، قصفت طائرات إسرائيلية، مشفى المعمداني في مدينة غزة ما أدى لمقتل أكثر من 500 مدني معظمهم من الأطفال والنساء وإصابة نحو 600 آخرين، وسط ضوء أخضر دولي لإسرائيل للاستمرار في هجومها ضد سكان غزة المحاصرين.

وأحدثت المجزرة صدمة كبيرة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، فخرجت مظاهرات عارمة في كثير من مدن وعواصم العالم، للمطالبة بوقف القصف الإسرائيلي على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ومحاولات لاقتحام سفارات الاحتلال بعدد من المدن.

مشفى يتجاوز تاريخ “إسرائيل”

لم يكن اختيار إسرائيل للمشفى عبثياً، فيما يبدو، فقد طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي إخلاء عدد من المشافي في قطاع غزة، بما فيهم المشفى المعمداني، إلا أن كادره الإداري والطبي رفض ذلك، وتواصل مع الكنيسة الإنجيلية في بريطانيا التي تواصلت بدورها مع عدة جهات ومنظمات وأعطت تطمينات للاستمرار في العمل، باعتبار أن المشفى محمي بالقانون الدولي.

أُسس المشفى الأهلي العربي أو المعمداني في غزة عام 1882 أي قبل تأسيس الاحتلال لدولته بأكثر من 66 عاماً، في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.

وهو من أقدم المشافي في فلسطين عموماً، أسسته جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنكلترا، ودخل في الخدمة بشكل أكبر اعتباراً من عام 1904، وبقربه كنيسة.

أدير المشفى من قبل المذهب المعمداني الجنوبي كبعثة طبية بين عامي 1954 و1982، ثم عاد المستشفى تحت إدارة الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بالقدس اعتباراً من الثمانينيات، ويأخذ دعماً من دول أوروبية وجمعيات مسيحية دولية.

ويعالج المشفى حوالي 36,000 مريض كل عام، ويوفر الرعاية للمرضى، بما في ذلك رعاية الأمومة، ويدير قسم الطوارئ على مدار 24 ساعة. 

كما أن المستشفى توفر عيادات متنقلة مجانية للقرى في جميع أنحاء غزة، بهدف الوصول إلى المجتمعات الأكثر حرماناً، بحسب “churchtimes” البريطانية. 

وتشمل التحديات في الأوقات العادية الكهرباء المتوفرة لمدة أقصاها عشر ساعات يومياً، ونقص الأدوية والمعدات الطبية.

وكانت المستشفى خلال جميع الحروب الماضية التي شنتها إسرائيل ضد غزة في الخطوط الأمامية لرعاية الضحايا.

 

مشفى المعمداني
المشفى المعمداني بغزة قبل القصف

المجزرة ليست القصف الأول

قبل ثلاثة أيام، في 14 تشرين الأول 2023، تعرض مركز تشخيص علاج السرطان بالمستشفى للقصف بالصواريخ، مما أدى إلى إصابة أربعة من العاملين بالمستشفى وإلحاق أضرار جسيمة باثنين من الطوابق العليا، وكان قسم التصوير الشعاعي للثدي والموجات فوق الصوتية هو الأكثر تضرراً.

كان المشفى المعمداني يؤوي نحو 6 آلاف نازح فر كثير منهم بسبب القصف الجزئي الذي استهدف الطوابق العليا من المشفى، إلا أن أكثر من 1000 شخص بقي في فناء المشفى والكنيسة المجاورة يحتمون بها من الصواريخ الإسرائيلية.

غزة

يوم لن ينساه التاريخ

وفي مساء يوم الثلاثاء، بـ 17 تشرين الأول 2023، اليوم الذي لا ينساه التاريخ، استهدفت الطائرات الإسرائيلية المشفى والفناء المحيط به، ما أدى إلى مذبحة مروعة بحق المدنيين اللائذين به.

وأظهرت الصور أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة في كل مكان قرب المشفى، بينهم مئات الجرحى والمصابين، وسط وضع إنساني صعب جداً، وعجز طبي مع إعلان كل مشافي قطاع غزة امتلاء جميع الأسرة والغرف بالجرحى والمصابين.

مجزرة المعمداني

وقال مجلس الكنائس العالمي، إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة، يرقى إلى العقاب الجماعي وهي جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

وأشار المجلس في بيان صدر عن أمينه العام القس جيري بيلاي، إلى أن الآلاف من الفلسطينيين الذين دمرت منازلهم لجؤوا إلى المستشفى، الذي تديره الكنيسة الأنجليكانية.

وطالب، المجتمع الدولي بمحاسبة “إسرائيل” على الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، مؤكداً أن الهجوم “الإسرائيلي” على المستشفى يتعارض مع كل ما تطلبه منا قيمنا التوحيدية، أي الدفاع عن العدالة وصنع السلام وحماية الكرامة الإنسانية لجميع بني البشر.

وأضاف بيلاي، أن الهجوم لا معنى له، لأنه كان موجهاً ضد مستشفى وممتلكات الكنيسة والمرضى والعائلات التي كانت تبحث عن ملجأ من القصف الإسرائيلي الذي لا هوادة فيه.

مجازر ومحاولات تهجير

وتأتي هذه المجزرة بعد ارتكاب إسرائيل لمجازر أخرى لا تقل بشاعة وفداحة عنها منذ 7 تشرين الأول الجاري وحتى اللحظة، فقد بلغ عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة 3200 قتيل، وأكثر من 11 ألف جريحاً، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة.

وفي خضم هذا القتل الجماعي، يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي لتهجير سكان مدينة غزة عبر حثهم النزوح جنوباً اليوم الأربعاء، قائلا في تحذير جديد بشأن الإخلاء إن هناك “منطقة إنسانية” تتوفر فيها مساعدات في “المواصي” الواقعة على بعد 28 كيلومتراً أسفل ساحل القطاع الفلسطيني.

وجاء في منشور للجيش على مواقع التواصل الاجتماعي “الجيش الإسرائيلي يدعو سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً لسلامتهم”، وسط غياب كامل لجميع أنواع المساعدات الإنسانية وإطباق الحصار على كامل القطاع ومنع الماء والكهرباء والوقود والدواء والطعام.

 

 





Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى