الجزائر

بين التنسيق الأمريكي و الإشادة الصينية ..صمت العرب يلفت الإنتباه..5 ملاحظات وجب الاشارة إليها والسادسة فعدم ذكرها أفضل – الجزائر الآن


:صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني والدولي .

الجزائر الآن _ هناك ملاحظات أساسية وجب التنويه لها بعد الدور القيادي  الذي لعبته الجزائر بمجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار الوقف الفوري لإطلاق النار بغزة .

القرار تحصل على  تأييد 14 عضو بمجلس الأمن بمن فيهم المملكة المتحدة .

كما عرف القرار لأول مرة ،و في سابقة غير معهودة عدم إستخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق “النقض” ،بعدما قررت الإمتناع عن التصويت .

أما الملاحظات التي أردت  الإشارة لها هي : 

الملاحظة الأولى :  رغم تصويت الجزائر ب “لا “ضد مشروع القرار الأمريكي الذي طرح بمجلس الأمن بشأن العدوان على  غزة ، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي” أنتوني بلينكن”  وقبيل ساعات من التصويت على مشروع القرار الذي قادته الجزائر رفقة تسعة (9 ) دول آخرين غير دائمين  بمجلس الأمن، أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف .

و بحسب ما كشفته الخارجية الجزائرية” فقد تبادل   الوزيران  وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مع التركيز بصفة خاصة على المفاوضات الجارية في إطار مجلس الأمن، بشأن مشروع القرار المقدم من قبل مجموعة الأعضاء العشرة المنتخبين في المجلس “E-10″، وذلك بهدف إقرار وقف فوري، مستدام، وغير مشروط، لإطلاق النار في قطاع غزة”.

ولم يتوانى بيان الخارجية الذي صدر الاثنين  الفارط   التنويه  إلى أنه ضمن مجموعة “E-10″، فإن مشروع القرار سالف الذكر يعد مبادرة من قبل الجزائر التي تفاوضت بشأن مضمونه مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن.

كما أشارت الخارجية الجزائرية في بيانها أن” إتصال وزير الخارجية الأمريكي بنظيره الجزائري يندرج في إطار تحضير التصويت على مشروع القرار هذا المزمع عقده قريبا في مجلس الأمن” .

وقد فهم المراقبون بأن إتصال (بلينكن بعطاف) ، يعني بأن الولايات المتحدة ماضية نحو  عدم إستخدام حق “الفيتو” في وجه مشروع القرار الذي ينص على الوقف الفوري لإطلاق النار بغزة ، وهو ما كان .

و قد علمت من مصادر ديبلوماسية محترمة بأن وزير الخارجية الأمريكي، لم يجري ذات المكالمات الهاتفية ،مع باقي وزراء خارجية الدول التي تحوز على العضوية الغير الدائمة بمجلس الأمن .

وهي ملاحظة مهمة علينا أن نتوقف عندها، وعند بعض المعطيات التي تتفرع من هذا الإتصال ،أو بتعبير أدق  “الإتصالات” التي تكررت في الآونة الأخيرة ، من طرف وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الجزائري .

الملاحظة الثانية : هي إشادة دولة  الصين الشعبية العضو الدائم بمجلس الأمن بموقف ومجهودات الجزائر للوصول إلى هذا القرار، ونعتقد بأن هذه الملاحظة لا تحتاج إلى شرح أكبر .

الملاحظة الثالثة :  هي إشادة  السلطة الفلسطينية و حركة حماس بالمجهودات التي بدلتها الجزائر للوصول إلى هذا القرار الغير مسبوق من طرف أعضاء مجلس الأمن .

وكذلك كانت الإشادة علانية وصريحة من طرف مندوب السلطة الفلسطينية بمجلس الأمن .

الملاحطة الرابعة :  الأشقاء  العرب  لم نسمع منهم  إلا إشادة واحدة ،جاءت من طرف رئيس المجلس الرئاسي الليبي ”  محمد المنفي ” ، وبقدر ما نشكر الرجل على هذه اللفتة الطيبة، بقدر ما يتأكد لنا بأن ” الجزائر ” تتحول تدريجيا إلى” عقدة” لدى بعض القادة العرب، وحتى غير العرب، بسبب موقفها الواضح ،الصارم والثابت  بدعم الشعب الفلسطيني ووقوفه بذات الوضوح و الصرامة والثبات و الشجاعة ضد غطرسة الكيان الصهيوني ،الذي تحول  الى حليف استراتيجي لعدد من هؤلاء    .

الملاحظة الخامسة : الأداء الراقي و الفعال الذي قامت به البعثة الجزائرية بمجلس الأمن و على رأسها السفير “عمار بن جامع”، و التي كانت محل إشادة من طرف رئيس الجمهورية” عبد المجيد تبون”، خلال ترأسه إجتماع مجلس الوزراء الأخير.

و بعد نجاحها في الموافقة على قرار التوقيف الفوري لإطلاق النار بغزة ،تحولت الإشادة من” رسمية” إلى” شعبية”_  ليس بين الأوساط الجزائرية وفقط_  بل إمتدت إلى وسط الشعوب العربية والإسلامية و كل الشعوب بالعالم الانساني  المتظامنة مع القضية الفلسطينية العادلة، وهو أمر من دون شك يقلق الكثير والكثير من أصدقاء وحلفاء الكيان   .

هناك ملاحظة مهمة جدا تضاف للملاحظات الخمسة “5 “، لن أكتبها  و  أختصرها بالقول النبي صلى الله عليه وسلم   : ”  إذا لم تستحي فاصنع ما شئت “.

مؤكد بأن مبادرة  الجزائر مع التسعة(9)  أعضاء الغير الدائمين بمجلس الأمن للحصول على تأييد المجلس لوقف فوري لإطلاق النار بغزة، يعتبر نجاحا كبيرا للديبلوماسية الجزائرية، لا تتنظر منه  الجزائر الإشادة من إخوانها العرب لأنها تسببت ـ وهي تدري دون أن تقصد  ـ  في إحراج  أشقاء الكيان الجدد بالمنطقة من جهة  و عزلته وحيدا بالمجلس و الأمم المتحدة من جهة ثانية  .

وبالتالي بات من اللافت بأن مبادرة الجزائر مع الأعضاء التسعة الآخرين بمجلس الأمن  لوقف فوري لإطلاق النار بغزة حتمت التنسيق الأمريكي و فرضت الإشادة الصينية.

أما صمت العرب فلقد لفت إنتباهنا رغم أننا لا ننتظر سماع إشادتهم التي كانت تكون طبيعية لولا علاقاتهم السرية و المعلنة مع الشقيق الخبيث الجديد    .



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى