سوريا

رياض الأطفال بدمشق تصدم الأهالي وأسعار النوادي الصيفية تتضاعف


بدأت رياض الأطفال تطالب أهالي الطلاب بدفعات مسبقة لتثبيت الحجز لأطفالهم للسنة الدراسية القادمة، مفاجئين الأسر بموعد التثبيت المبكر وبقسط مرتفع جداً فاق 200% عن العام السابق، حيث بلغت قيمة الدفعة الأولى اللازمة لتثبيت التسجيل بكلفة تفوق أجرة تسجيل الطفل للعام الدراسي الماضي كاملاً.

وأكدت عدة أسر لموقع تلفزيون سوريا أنه عند استفسارهم عن سبب رفع القسط كان الجواب مباشرةً أن تكاليف المعيشة ارتفعت أضعاف مضاعفة عن العام الماضي، وخاصةً المحروقات اللازمة لتشغيل المنشآت صيفاً وشتاءً إضافةً إلى ارتفاع إيجارات المنشآت وغيرها من فواتير وضرائب مالية.

يقول أبو معتز ولديه طفل واحد بعمر الـ4 سنوات، إنه سجل ابنه العام الدراسي الماضي بالروضة مقابل 1.7 مليون ليرة في منطقة ركن الدين لكامل العام، بينما طلبت الروضة منه هذا العام دفعة أولى 2 مليون ليرة للتثبيت فقط، في حين وصل فيه قسط الروضة للعام الدراسي القادم كاملاً إلى 5 ملايين ليرة غير شاملة للمواصلات ومقسمة على 3 دفعات مع الدفعة الأولى.

المواصلات أغلى من الأقساط

يؤكد أبو معتز (طلب عدم ذكر اسمه) لموقع تلفزيون سوريا أن الروضة رفعت إيجار المواصلات العام الماضي (وهي كلف لا تدخل ضمن أقساط التسجيل عادةً) إلى 1.5 مليون ليرة في الفصل الثاني، أي أن أجرة المواصلات في العام الماضي كانت أكثر من كلفة التسجيل بالروضة نفسها لعام كامل، ما زاد مخاوفه من وصول قسط المواصلات هذا العام إلى أكثر من 5 ملايين ليرة، ما يرفع كلفة التسجيل في الروضة مع المواصلات إلى نحو 10 ملايين ليرة، هذا دون أن يحتسب سعر الكتب واللباس.

أم سورية تصحب أطفالها إلى الروضة في مدينة اسطنبول (الإنترنت)

أبو معتز وغيره من ذوي الأطفال بعمر رياض الأطفال الذين صدموا بأقساطها هذا العام، سيتوجهون للرياض التابعة لوزارة التربية بحسب حديثهم للموقع، كونها أرخص، لكن يبقى لديهم هاجس النظافة وتعليم اللغة وكثرة الأطفال في الصف الواحد وسهولة انتقال الأمراض.

6 ملايين ليرة وسطياً من دون مواصلات

بحسب جولة اتصالات عبر الهاتف قام بها الموقع لأكثر من روضة أطفال في دمشق وريفها فإن متوسط التسجيل برياض الأطفال الخاصة دون المواصلات والكتب واللباس هي نحو 6 ملايين ليرة سورية، بينما ترتفع ضعف ذلك في بعض الرياض الشهيرة وتنخفض إلى عشرات الألوف في الرياض الحكومية (قد لا تزيد عن 150 ألف ليرة).

ورغم تأكيدات وزارة التربية في سوريا على أن الأقساط يجب أن تجبى على مدار العام، إلاّ أن أغلب الرياض التي تواصل معها الموقع وضعت حداً أقصى لتسديد الأقساط قبل نهاية الفصل الدراسي الأول، وبعضها قبل الشهر التاسع من هذا العام أي قبل بدء العام الدراسي أصلاً.

ارتفاع أقساط النوادي الصيفية

ذات رياض الأطفال هذه، بدأت أيضاً جبي الأمول للنوادي الصيفية لهذا العام، والتي تضاعفت أيضاً 3 مرات عن العام الماضي، فبحسب أم رائد (طلبت عدم ذكر اسمها)، التي سجلت ابنتها العام الماضي في نادي صيفي للأطفال حتى 6 سنوات في جرمانا بريف دمشق، دفعت نحو 300 ألف ليرة سورية عن الشهر الواحد، بينما طلبت ذات الروضة هذا العام 750 ألف ليرة عن الشهر.

قررت أم رائد هذا العام حرمان طفلتها من النادي الصيفي الذي كان يساعدها في تقوية بعض المهارات مثل اللغة الإنكليزية، بدلاً من اللعب في الطرقات أو قضاء الوقت على شاشة التلفاز والهاتف النقال، على حد تعبيرها، ومشيرة إلى أنها ستحاول أن تجدول نشاطات خاصة لابنتها.

نوادٍ شعبية غير مرخصة

في أحياء المزة 86 والتضامن وركن الدين وبعض المناطق العشوائية بدمشق، انتشرت العام الماضي بعض الحلول البديلة والرخيصة للأهالي، حيث تقوم إحدى النساء الجامعيات بتخصيص صالون المنزل أو غرفة للأطفال عدة ساعات في النهار وتقوم هي بتعليمهم القرآن الكريم وبعض المهارات البسيطة وقليلاً من اللغة الإنكليزية والعربية والرياضيات، مقابل مبالغ بسيطة لا تتعدى 50 ألفا في الشهر للطفل الواحد، ومن المتوقع أن تزيد عن 150 ألف في الشهر هذا العام بحسب رهام التي اعتادت العمل بهذا المجال.

مكفوفون أطفال في دمشق

تقول رهام (طلبت عدم ذكر اسمها)، إنها مبدئياً ستضع مبلغ يتراوح بين 100 – 150 ألف ليرة رسوماً شهرية للطفل الواحد هذا العام، مشيرةً إلى أن ذلك يحقق لها في الشهر نحو 2 – 3 ملايين ليرة فقط (أقل أو أكثر حسب عدد الأطفال). وترى أن هذا المبلغ قليل لمثل هذا العمل الذي فيه قدر عال من المسؤولية والجهد طوال النهار.

ورغم أن أسلوب رهام يعتبر من الأساليب الممنوعة بموجب قرارات وزارة التربية التابعة للنظام، إلاّ أنها تبقى الملاذ الأخير الرخيص للأسر لضمان عدم هدر أطفالهم للوقت في أمور قد تضرهم مستقبلاً، ومصدر رزق لأسر أخرى.

 

شارك هذا المقال



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى