تونس

دويتشه فيله: من سيمول إعادة إعمار غزة؟


وفقاً للتقديرات الأولية، فإن إعادة إعمار غزة قد تصل إلى 50 مليار دولار.

منذ بدء الهجوم الجوي والبري الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في 7 أكتوبر، تم تدمير أكثر من نصف المنازل في القطاع الفلسطيني. ودُمر عشرات المستشفيات ومئات المدارس والمباني الحكوميةوكذلك المرافق الزراعية.

من الصعب تحديد الدولة الأكثر قدرة على تحمل الفاتورة الهائلة لهذه الحرب المستمرة، لأن تمويل المساعدات المقدمة لقطاع غزة كان على مدى عقود أمراً حساساً من الناحية السياسية. يقول ناثان براون، زميل أول في برنامج الشرق الأوسط التابع لمؤسسة كارنيجي: “لن يكون التمويل هو المشكلة، بل ستكون السياسة هي المشكلة”. وأضاف: “إذا قالت جميع الأطراف الفاعلة – إسرائيل، والفلسطينيون، والقوى الإقليمية، والقوى الغربية – غدًا: هذا هو المستقبل، سيبدو هكذا، سواء كان حل الدولتين أو الدولة الواحدة. حل أو شيء من هذا القبيل، فإن المال لن يكون مشكلة”.

حقيقة أن حماس تحكم القطاع منذ عام 2007 تشكل مشكلة كبيرة للمانحين، الذين يتساءلون عن كيفية إيصال الأموال إلى من يحتاجون إليها دون تمويل الأنشطة العسكرية لحماس، وهي حركة يعتبرها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على وجه الخصوص حركة إرهابية.

تدور الخلافات أيضًا حول آلية إعادة إعمار غزة، وهي آلية إعادة الإعمار، المتهمة بأنها بيروقراطية للغاية وأنها تسببت في ارتفاع تكاليف البناء.

تتساءل يارا عاصي، الباحثة غير المقيمة في المركز العربي في واشنطن، ما الذي قد يدفع المانحين إلى وضع أيديهم في جيوبهم طالما أن مستقبل غزة غير مخطط والبنية التحتية الجديدة معرضة للخطر، لتتعرض للقصف الإسرائيلي مرة أخرى في القطاع على المدى القصير أو المتوسط.

وأضافت: “إذا سئم المانحون من رؤية هذا المستوى من الدمار، فلا يمكنهم الاكتفاء بالشكوى من تكلفة التنظيف، بل يجب عليهم أيضًا اتخاذ خطوات فعالة لمنع وصول الأمر إلى هذه النقطة. ومن المدهش أنهم لا يستثمرون المزيد في هذا الأمر”. نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الأسبوع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مستعدتان لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة.

باختصار، في الوقت الحالي، ورغم أن لا أحد يعرف كيف سيبدو المستقبل السياسي لغزة إذا نجحت إسرائيل في القضاء على حماس فعلياً، فإن مسألة إعادة الإعمار لا تزال بعيدة عن التوضيح.





رابط المصدر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى