سوريا

غيّب النظام والده فلم يراه وقتل أخته.. فجائع يعيشها الطفل معروف بريف حلب


“انحرقت كل كتبي ودفاتري”، يقول الطفل معروف، وسط غرفة شبه مدمّرة، إثر قصف صاروخي لقوات النظام السوري استهدف منزل عائلته في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، مضيفاً “ربّما لن أعود إلى المدرسة، هكذا قالت لي أمي”. 

وعندما كانت أم معروف حاملاً فيه بالشهر الرابع، غيّبت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، والده أحمد معروف عفاشي الحلو، في معتقلاتها، قبل أن تنفجع العائلة بـ”صور قيصر المسرّبة”، التي حملت ملامح أحمد في إحدى صورها. 

وفي الخامس من تشرين الثاني من عام 2011، اعتقل جهاز الأمن السياسي أحمد، والد معروف، خلال عودته من عمله في “سوق الهال” في مدينة حلب، ويقول عبد القادر طنّو، وهو خال أحمد، حول ظروف اعتقال “أبو معروف” إنّ “اعتقاله كان بوشاية كيدية من شبّيح جارٍ لهم”، وهذه الرواية حكاها أحمد لوالدته في إحدى الزيارتين التي حظيت بهما قبل أن تغيب أخباره في المعتقلات. 

في صور قيصر

يوضح “عبد القادر” لموقع “تلفزيون سوريا” أنّ “والدته تمكنت من زيارته، بعد اختفائه لمدة سنة ونصف في المعتقلات، قبل أن ينتقل إلى سجن عدرا المركزي، حيث التقت فيه مرتين هناك، خلال تواجده مؤقتاً كوديعة، وهناك أخبرها أن وجهته القادمة سجن صيدنايا ـ سيء الصيت ـ وطلب منها السعي له بمخرج سريع لإخراجه من المعتقل”.  

ويضيف: “في الزيارة الثالثة، طلبت والدته زيارته ليأتيها الرد بضرورة استلام الهوية الشخصية الخاصة بولدها معروف، أي أنه توفي في المعتقل”. 

يقول عبد القادر: “هنا كان الفاجعة الأولى لعائلة الطفل معروف، الذي بدأ يكبر ويسأل عن والده المغيّب في المعتقلات، ولم يكتب له أو لوالده أن يراه”. 

بقيت العائلة معلّقة آمالها، وفقاً لـ”عبد القادر” أن يخرج أبو معروف، إلا أنّ “صور ضحايا قيصر، التي حملت إحداها ملامح شبيهة بأحمد، وتمكنت والدته ـ أي أختي ـ من التعرف إليه، جاءت لتؤكد خبر استشهاده”.

قذائف الأسد تلاحق العائلة

وقبل أيام من الذكرى الثالثة عشرة لاعتقال والد معروف، وتحديداً في 18 تشرين الأول الجاري، اخترقت قذيفة صاروخية منزل عائلة معروف، وقضت أخته “مريم”، التي تجمعها مع أبيها صورةً تذكارية ما زالت تحتفظ فيها العائلة. 

يقول محدّثنا عبد القادر، إنّ “مريم داومت في الصف السابع لأسبوع واحد قبل أن تقضي بقصف صاروخي على مدينة دارة عزة”. 

وصعّد النظام السوري خلال شهر أيلول الماضي، من هجماته الصاروخية على قرى وبلدات ريفي إدلب وحلب، وكان لمدينة دارة عزة نصيباً كبيراً من هذه الهجمات التي استخدم فيها “النابالم الحارق”. 

وبحسب إحصائية صادرة عن “الدفاع المدني السوري”، فإنّ 30 طفلاً قضوا بهجمات النظام السوري وروسيا على منطقة شمال غرب سوريا منذ مطلع العام الجاري. 

يقول عبد القادر، الذي يروي لنا قصّة عائلة الطفل معروف، إنّه ما زال بانتظار أخبار عن أخويه محمد ومحمود المعقلين أيضاً لدى النظام السوري. 

ويضيف: “ماتت أمي قبل أشهر، والتي تكون جدة أم معروف، وهي بحسرة خبر عن ولديها محمود ومحمد، بعد أن شهدت فاجعة اعتقال ولديها، واستشهاد 4 أحفاد وابنة لها، بالقصف على مدينة حلب خلال الحصار”. 

تعيش عائلتا “طنّو وعفاشي الحلو” المنحدرتين من مدينة دارة عزة غربي حلب سوياً، وتعيش العائلتين مأساة واحدة أيضاً في فواجع النظام السوري التي خلّفها لهما، قصفاً واعتقالاً وتغييباً وسلباً.

الدفاع المدني السوري

 

شارك هذا المقال



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى