تونس

أعضاء النقابة الأساسية لأعوان التلفزة الوطنية يستعدون لبث فيديو لتوضيح ما يحصل داخل المؤسسة


أعلنت النقابة الأساسية لأعوان التلفزة الوطنية على موقعها بالفيسبوك مساء اليوم أنها ستنشر فيديو يوم الثلاثاء 8 أوت الجاري سيبث على القناة الوطنية اثر نشرة أخبار الثامنة ” لتوضيح ما يحصل داخل المؤسسة ”

وجاء هذا الاعلان على اثر لقاء جمع رئيس الجمهورية قيس سعيّد مديرة التلفزة الوطنية عواطف الدالي ووجه لها انتقادات حادة للخط التحريري في القناة، واستنكرت نقابة الصحفيين ما وصفته بالتدخل السافر، واتهمت سعيد بالرغبة في توظيف الإعلام وتوجيهه.

فقد قال سعيد -خلال لقاء بقصر قرطاج مع الدالي- إن العديد من البرامج التي تبثها القناة الوطنية -فضلا عن نشرات الأخبار وترتيب الأنباء- “ليست بريئة”.

وأضاف سعيّد أنه شاهد جزءا من برنامج “الزمن الجميل”، وما هو بالزمن الجميل، ولو كان جميلا لما كان الوضع على هذا النحو، وفق تعبيره.

وانتقد استضافة البرنامج بعض الأشخاص الذين قال عنهم إنهم كانوا مختبئين عام 2011، وكان منهم من هو مطلوب للعدالة، “وأصبحوا الآن أبطالا ويتحدثون عن الزمن الجميل”، مشيرا إلى أن هذا ليس خطا تحريريا ولكنه خط القوى المضادة للحرية والتحرير الوطني.

وتساءل سعيّد عن أسباب عدم بث البرامج التي تهم مطالب التونسيين في ديسمبر 2010، وجانفي وفيفري 2011 التي يراد التعتيم عليها، على حد قوله.

كما تساءل، خلال توجيهه الحديث للدالي: لماذا “لا يتم التذكير بالشهيدين شكري بلعيد وشكري لبراهمي وجنودنا الأبطال ورجال الأمن الذي قضوا وهو يواجهون بالحديد والنار الخونة والإرهابيين؟”

واختتم توجيهاته للدالي بالقول إنه “لا يمكن أن يستمر ما يبث من المؤسسة الوطنية، ويجب أن تكون في خدمة التونسيين لا في خدمة هذه اللوبيات التي تتخفى وراء الستار”. من دون أن يحدد ما هذه “اللوبيات”.

وإثر هذا اللقاء، أصدرت نقابة الصحفيين التونسيين بيانا انتقدت فيه ما أسمته “التدخل السافر” لسعيد و”التدخل المباشر في الإعلام العمومي والتلفزة التونسية”، معتبرة أن تصريحات سعيد وتوجيهاته لمديرة التلفزيون “سابقة خطيرة لم يقدم عليها غيره”.

وقالت النقابة إن التلفزيون مرفقا عموميا لخدمة الدولة والشعب وليس “بوق دعاية للسلطة الحاكمة مهما كان لونها”.

وأشار بيان النقابة إلى أن التلفزيون التونسي دأب منذ 25 جويلية 2021 “على تبييض السلطة وتغييب الرأي المخالف أو الناقد لها، وقدم خدمات جليلة للسلطة لاسترضائها، دون فائدة”.

بدورها رفضت الجامعة العامة للإعلام في بيان لها ماجاء على لسان رئيس الجمهورية خلال لقائه بالرئيسة المديرة العامة للتلفزة التونسية أمس الجمعة حول ترتيب الأخبار في النشرات الاخبارية للتلفزة الوطنية  و الخط التحريري للمؤسسة .

وقالت الجامعة إنها تستنكر تدخل سعيد في الخط التحريري للأخبار و للبرامج الإخبارية  مؤكدة أن حرية الإعلام و الصحافة مكسب حققه الشعب التونسي في ثورة 17ديسمبر -14جانفي ولا يمكن التفريط فيها كما أن القطاع تحكمه هيئات تعديلية و ميثاق شرف مما يتطلب المحافظة على هذه المكاسب عبر دعم القطاع و توفير الإمكانيات قصد تحسين المضمون الصحفي وتطوير عمل الصحافيين و دعم الإنتاج الوطني الذي يمكن من إنتاج برامج هادفة تدافع عن أهداف الثورة و القضايا العادلة و القضايا الاجتماعية والاقتصادية وأضافت الجامعة في بيانها أن ترتيب الاخبار يخضع لمقايس صحفية و لعمل الصحفي و تعمل هياكل المهنة على تحسين و دعم الموضوعية والمصداقية لعملهم.

وفي هذا السياق قالت الجامعة انها “تحيي  كل  الصحافيين الذين حافظوا على استقلالية و حرفية عملهم بعيدا عن اللوبيات والضغوطات و الصنصرة”.

وقد طالبت الجامعة بالمناسبة أيضا تنقيح القانون الاساسي لمؤسسة الاذاعة والتلفزة وإعادة تركيب مجلس الادارة للمؤسستين وتسهيل عمل المؤسستين في علاقة بقانون الصفقات العمومية الذي عطلهما وكبلهما .مشددة على ضرورة الإسراع بإحداث قانون خاص بالسمعي البصري العمومي.

مشيرا إلى أن إن الوضع الذي يعيشه قطاع الإعلام من مخاطر وتهديد لحرية التعبير يتطلب وحدة قطاعية ووطنية دفاعا عن تلك المبادئ و تعزيزها و صونها بعيدا عن سياسة التعليمات و العداء للإعلام .





رابط المصدر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى