شح في الغذاء والماء لدى الجنود الروس المتبقين في سوريا

ما يزال الجنود الروس الموجودون في سوريا يعانون من نقص الطعام وعدم توفر مياه الشرب مع استمرار عمليات إجلاء الجنود والعتاد من سوريا وذلك بحسب ما أعلنته مديرية الاستخبارات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية.

يعاني العساكر الروس من مشكلات في قاعدتي طرطوس وحميميم العسكريتين وعلى متن السفن الراسية في البحر المتوسط، بحسب ما أعلنه المكتب الصحفي لمديرية الاستخبارات الرئيسية الأوكرانية في بيان لها نشرته على تليغرام يوم 15 كانون الأول الجاري.

كما أعلنت المديرية بأن من تبقى من العساكر الروس ينتظرون طائرات عسكرية تعمل على إجلائهم وكان من المفترض أن تحمل لهم الطعام أيضاً.

وورد في البيان أن روسيا تواصل سحب قواتها من المناطق البعيدة في سوريا، وأعلنت مديرية الاستخبارات الرئيسية في أوكرانيا: “في الوقت ذاته، وعبر بعض الطرقات، تقوم جماعات مسلحة معارضة لنظام الأسد بمرافقة الروس”.

وأضاف البيان أن شائعات قد انتشرت بين الجنود الروس بأن موسكو قد اتفقت على الاحتفاظ بوجودها في القاعدتين العسكريتين بسوريا، واللتين يصل تعداد العساكر فيهما إلى نحو ثلاثة آلاف جندي.

تم التحقق من صحة تلك المعلومات عبر مصادر مفتوحة، من دون أن تعلق السلطات الروسية عليها.

روسيا تجلي قواتها بحراً وجواً

أعلنت وزارة الخارجية الروسية عبر تطبيق تليغرام عن إجلاء قسم من بعثتها الدبلوماسية من سوريا يوم 15 كانون الأول الجاري، كما ذكرت بأن الانسحاب نُفذ بواسطة طائرات خاصة تابعة لسلاح الجو الروسي من قاعدة حميميم الجوية.

يذكر أن طائرات نقل روسية غادرت قاعدة حميميم الجوية خلال الأيام القليلة الماضية ضمن عملية الإجلاء التي بدأت عقب سقوط بشار الأسد المستبد الذي حكم سوريا لفترة طويلة ثم طُرد منها خلال الأسبوع الماضي بعد هجوم خاطف قادته هيئة تحرير الشام، ما دفع الأسد للفرار إلى روسيا التي كانت أهم داعم لنظامه.

تظهر صور الأقمار الصناعي التي التقطت يوم 13 كانون الأول عبر شركة ماكسار لتقنيات الفضاء بأن روسيا كانت تستعد لسحب عتادها العسكري من قاعدة حميميم الجوية، كما أظهرت الصور طائرتي شحن من طراز أنطونوف An-124 عند مدرج الإقلاع وقد فُتحت قمرة كل منهما.

كما أرسلت روسيا بضعة سفن إنزال ومراكب مدنية إلى سوريا بحسب ما ورد من معلومات عبر أحد المصادر المفتوحة.

جهود دبلوماسية غربية

أما في دمشق، فقد عينت هيئة تحرير الشام حكومة مؤقتة، وذكر قائدها في 15 كانون الأول بأنه على يقين من أن الفصائل التي أسهمت في إسقاط الأسد ستعمل على التوحد ضمن جسم واحد، وأكدت كل من هيئة تحرير الشام والحكومة المؤقتة على حمايتهما لحقوق جميع السوريين.

في حين تحدث وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى نظيره البريطاني ديفيد لامي حول الوضع في سوريا، بحسب ما أعلنه الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر في الخامس عشر من الشهر الجاري.

وناقش بلينكين ولامي الوضع “والمبادئ التي صادقت عليها الولايات المتحدة ودول المنطقة والتي لا مفر من الالتزام بها خلال العملية الانتقالية وعند تشكيل حكومة جديدة” كما ورد في تصريح ميللر.

يُذكر أن بلينكن حضر يوم 14 كانون الأول اجتماعاً طارئاً عقد في الأردن وجمع وزراء خارجية جامعة الدول العربية وتركيا إلى جانب كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة، وأعلن بعد ذلك بأن الولايات المتحدة تواصلت بشكل مباشر مع هيئة تحرير الشام وغيرها من الأطراف، ورفض مناقشة تفاصيل عمليات التواصل، واكتفى بالقول بأنه كان من الضروري بالنسبة للولايات المتحدة أن تنقل الرسائل إلى تلك الجماعة بخصوص سلوكها وكيف تعتزم أن تحكم خلال الفترة الانتقالية.

وأعلن بلينكن بأنه تم الاتفاق على بيان مشترك في الاجتماع الذي عقد بالأردن والذي حدد المبادئ التي تريد دول أخرى أن تراها محققة في الانتقال السياسي الذي تشهده سوريا والتي تشمل المشاركة واحترام الأقليات والنساء وضمان عدم سيطرة الفصائل المسلحة على البلد.

المصدر: Radio Free Europe Radio Liberty