سوريا

البدايات والرفاق والمصائر.. حوار مع جورج حبش

شاهد هذا الموضوع -البدايات والرفاق والمصائر.. حوار مع جورج حبش- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع

صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن سلسلة “ذاكرة فلسطين”، كتاب “البدايات والرفاق والمصائر – حوار مع جورج حبش” الذي يُعَدّ قيمة مضافة إلى ما كُتب عن النضال الفلسطيني؛ إذ يجمع حوارات مهمة مع الأمين العام لـلجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جورج حبش، أجراها قبل خمس وثلاثين عامًا المناضلان الراحلان شريف الحسيني وسائدة الأسمر، ولم ترَ النور حتى اضطلع المركز العربي بالمهمة.

احتوى الكتاب الذي جاء في 208 صفحات، محاور مهمة، في مقدمها تركيز المحاوِرَين في أسئلتهما على رفاق درب حبش النضالي، أمثال وديع حداد ومحسن إبراهيم ونايف حواتمة وكثيرين غيرهم، وخصوصًا حداد رئيس “المجال الخارجي” في الجبهة؛ نظرًا إلى عمق العلاقة التي جمعت الرجلين، وهؤلاء أسسوا معًا “حركة القوميين العرب”، كما أسس حبش وحداد مع بعضهم الجبهةَ الشعبية لتحرير فلسطين. وتطرقت الأسئلة إلى ظروف النضال الوطني الفلسطيني وملابساته وتأثره بالأحداث الكبرى، ومقدمات “انفصال” حداد عن الجبهة الشعبية التي أسّسها وأسبابه. وحقق الكتاب صقر أبو فخر.

أصل كتاب البدايات حوار أجراه الحسيني والأسمر مع حبش عام 1989، ليحتفظا بعدها بمسوّداته حتى عام 2007، حين سلّماها من أجل دراستها ونشرها إلى مدير تحرير “مجلة الدراسات الفلسطينية” الراحل أحمد خليفة وإلى أبو فخر سكرتير التحرير فيها وقتذاك. فدرساها وأرسلا ردّهما إلى الحسيني والأسمر، اللذين لم يعودا بجواب، فبقي الحوار مسوّداتٍ سنينَ غيَّبت بالموت حبش عام 2008، والحسيني عام 2011. فتجنّد المركز العربي في شخص أبو فخر بعد انتسابه إلى فريق عمله لمحاولة العثور على سائدة الأسمر و”إنقاذ” الحوار المنسي من الضياع، فتم له الأمر عام 2007 (توفيت الأسمر لاحقًا بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عام 2022)، وبعد عرْضِ مسوّدة الحوار عليها والتماسِه إذْنَها في تحقيق الحوار وتحريره ونشره في سلسلة “ذاكرة فلسطين” وافقت على الفور.

علاقة روحية لا تُفَلّ

يتّبع الحسيني والأسمر، اللذان يمتلكان ماضيًا نضاليًّا، في أسئلتهما أسلوب الحوار الاستقصائي، في محاولة منهما لاستجلاب أدلة وشهادات جديدة في مواضيع معروفة لإثبات فرضيات مطروحة، وذلك عبر التثبت من موثوقية الأدلة من أصحابها مباشرة، فاستعرضا اللقاء الأول بين حبش وحداد في الجامعة الأميركية ببيروت، الذي يمتد بجذوره إلى ما قبل احتلال فلسطين، إلى عام 1947 الذي شهد القرار الأممي بتقسيم فلسطين، ليتلوه عامُ إنشاء إسرائيل ومجازرِها ضد الشعب الفلسطيني ثم طرْدِه من أرضه التاريخية، عنينا عام 1948، الذي خرجا بنتيجةِ أن أحداثه كانت إيذانًا بجمع الرجلين في بوتقة نضال سياسي عنيد لتحرير بلدهما كان شعاره “وراء العدو في كل مكان”، نضالٍ حوَّل “خجل” حداد طاقةً هدّارة جعلته أستاذًا في العنف الثوري وسبيلًا إلى التحرر الوطني لمناضلي العالم، عربًا وأمميين.

انتقاض العُرى والهدف الشريف واحد

بعد عمر مديد من التعاون، بدأه حبش وحداد مع رفاقهما عام 1948 بإنشاء حركة القوميين العرب ردًّا على نكبة فلسطين، والتي حُلّت إثر تفككُ الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 ونكسة عام 1967 بوقت وجيز (1969)، كان الرجلان وبعض رفاقهما قد دشنوا في عام النكسة مشروعهم النضالي المتمثل في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ‎التي نفذت بين عامَي 1968 و1969 سلسلة عمليات استهدفت مكاتب وخطوط طيران إسرائيلية وغربية في عدة مدن أوروبية‏، واستقطبت ناشطين أفرادًا ومنظمات من مختلف أنحاء العالم، ونفذت معهم هجمات كثيرة على منشآت ومؤسسات إسرائيلية (مطار اللد عام 1972، قاعة سينما في تل أبيب… وغيرهما)، كما اتبعت الجبهة بدايةً استراتيجيا خطف الطائرات (طائرة “العال” (1968)، طائرة أميركية (1969)، طائرتَا “بان أم” و”تي دبليو إي” (1970)) قبل أن تقرر إلغاءها في مؤتمرها الثاني عام 1972. فكان ذاك القرارُ القشةَ التي قصمت العلاقةَ مع الجهاز الخارجي بقيادة حداد، الذي رفض إيقاف عمليات الطائرات؛ فافترق درب حبش وحداد النضالي دربَين كلٌّ يعتقد أنه الأفضل للنكاية بالعدو، كما تفرق الجسدان اللذان لم يلتقيا سوى مرة واحدة بعدها في العاصمة العراقية عام 1976، دخل بعدها حداد في مرض باطني أودى به عام 1978.

الجديد الذي يقدمه الكتاب

وقد سعى المحاوران الراحلان لإسباغ قيمة مضافة على الحوارات، بتضمينها أسماء وتواريخ ووقائع لم ترد في حوارات حبش قبلهما، فاستفسراه عن سنة ترؤسه جمعية العروة الوثقى في الجامعة الأميركية ببيروت، وسنة تشكيل خلايا حركة القوميين العرب، وعن تواريخ تعرُّفه إلى بعض الشخصيات، وأمكنة بعض الدوريات التابعة للجبهة وتواريخ صدورها ورؤساء تحريرها، وكذلك عن سني تنقلاته بين البلدان العربية حين كان يمارس العمل السري، وأعضاء العمل السري معه، وعن الفترات التي قضاها في سجون الأنظمة العربية وتاريخها، وكذا عن العلاقة الطيبة مع بعض هذه الأنظمة، وعما أشيع عن علاقة الجبهة بالتخطيط لاغتيال الملك حسين، وعن عمل الجبهة في داخل الأراضي المحتلة، وعن الأسماء الحركية لبعض قادة الجبهة، وعن تكتيكات التخفّي والإفلات من المراقبة التي كانت الجبهة تتّبعها، وعن علاقة الجبهة ببقية المنظمات الفلسطينية.

نقصٌ لا يُنقص قيمة العمل

اكتشف أبو فخر أن نهاية الحوار بدت كالمبتورة، وكأن الحوار توقف فجأة، فوجد الجواب في ملاحظة لشريف الحسيني تشير إلى “أن هناك بعض الثغرات الناتجة عن نقص في الأشرطة التي تم التسجيل عليها”. ثم يعقّب بأنه مهما يكن الأمر، فإن الحوار كما هو يكشف للباحثين السياسيين والمثقفين حقائق أو معلومات جديدة تنير دربهم، ويضع بين أياديهم وثيقة مهمة جدًّا تتناول علَمًا كبيرًا من أعلام النضال الفلسطيني المعاصر، ومناضلًا عظيمًا في الثورة الفلسطينية، كان في أخطر مراحلها سيفَها اللامع ولسانها المدوّي.

 

شارك هذا المقال

يذكر بأننا قد نشرنا لكم أعلاه تفاصيل ,البدايات والرفاق والمصائر.. حوار مع جورج حبش, نرجوا بأن نكون قد وفقنا بتقديم التفاصيل والمعلومات الكاملة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.

رابط الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى