سقوط الأسد يشعل الفوضى والفرح في اللاذقية
شاهد هذا الموضوع -سقوط الأسد يشعل الفوضى والفرح في اللاذقية- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع
يقول “علي” جاءني اتصال من صديقي في ساعات الفجر الأولى ليخبرني أن الأسد هرب”، لم يصدق علي ما سمعه حتى فتح شاسة التلفاز وسمع ورأى الأخبار بأم عينه، ليسارع علي ويتصل بشقيقته ويقول لها “سقط الكلب سقط” على حد تعبيره.
علي شاب من ريف اللاذقية اعتقل في أفرع الأمن مرتين في بداية الاحتجاجات، واضطر فيما بعد إلى التزام الصمت حفاظاً على حياته وخوفا على أهله من النظام، ومن محيطه في القرية فهو ينتمي “للطائفة العلوية” كما يقول لموقع تلفزيون سوريا.
سقوط مفاجئ وفوضى في اللاذقية
كان سقوط النظام في اللاذقية أشبه بحلم مستحيل، فكل السيناريوهات التي فكر بها السوريون كان الساحل بعيداً عنها، فالساحل يملك خصوصية معينة لتنوعه الديني والطائفي، وحسب علي نفسه فإن “العلويين في الساحل يملكون انقسامات كبيرة مذهبية وعشائرية”.
انتفضت اللاذقية يوم الأحد 8 من كانون الأول عن بكرة أبيها، وفجأة كانت الشوارع تعج بسوريين فرحين بسقوط نظام خلق الخوف والرعب في قلوبهم خلال 54 عاماً، في هذه الأجواء حاولت بعض الفئات استغلال الوضع الأمني لنهب مؤسسات الدولة بأكملها وحرق قسم منها، حيث اختفت ملفات تفيد في محاولة محاسبة عناصر النظام السابق الذين ارتكبوا جرائم قتل وسرقة وفساد.
عجت مناطق المحافظة بالمظاهرات، ورافقها انتشار مرعب للسلاح في اللاذقية خاصة أن أطفالا ومراهقين وشبابا لا تتجاوز أعمارهم 22 عاما دخلوا إلى أفرع الأمن وسرقوا الأسلحة والذخائر، وبدؤوا بإطلاق النار في الشوارع، وبدأت عمليات الحرق لعدة أماكن كمركز قيادة الشرطة المدينة والذي يتغنى السوريون بجمال تصميمه وبنائه، ومركز الشرطة في الشيخ ضاهر ومؤسسة المالية والمحكمة المدنية والقضاء العسكري. ولم تخف وتيرة الرصاص الذي تم إطلاقه أبداً مادفع كثيراً من أهالي اللاذقية لإطلاق نداءات استغاثة للفصائل لإرسال قوات تضبط الأمن داخل المدينة، وبالفعل استمرت الفوضى حتى ساعات العصر حين دخلت عدة فصائل بشكل سريع لضبط الأمور في اللاذقية ومحاولة سحب ما أمكن من السلاح المنتشر قبل اشتعال الأمور وتفاقمها، ولكن ما أفرح كل السوريين هو نهب بيوت آل الأسد والتي احتوت على كنوز ومحتويات تدل على نمط الحياة الفاخر الذي كان تعيشه العائلة الحاكمة في حين أن السوريين يعانون من الجوع والقهر والتشريد.
مبادرات مدنية لتنظيف الشوارع
في اليوم التالي (الإثنين) بدأ الناس النزول للشوارع، وبمبادرات فردية انطلق السوريون لتنظيف الشوارع رجالاً ونساء وشبان وشابات في مختلف أحياء اللاذقية لتنظيف ما أمكن من مخلفات الرصاص والتكسير وصور رئيس النظام السابق، وفي الوقت نفسه بدأت بعض المحال التجارية بفتح أبوابها لتقديم ما يمكن لبعض السكان، مع تفاوت كبير في الأسعار وملاحظة انخفاض تدريجي فيها.
وفي الأيام السابقة بدأت عدة مبادرات لتنظيف الشوارع مع انتشار عناصر أمن لتنظم حركة السكان وتضع حداً لأي مشكلات قد تحصل، مع حراسة للمقار الحكومية التي تم تخريبها أو نهبها، وهو ما أثار قلقاً للبعض هل هي حماية للوثائق أم لأسباب أخرى.
خاصة مع احتراق مؤسسة التبغ (الريجي) واحتراق مستودع الأدوية والمعدات الطبية الواقع في مدخل اللاذقية، ونهب وثائق من المالية والمحكمة وهو مايثير القلق مجدداً لدى الأهالي أن يكون من قام بهذه الأفعال متورطا في فساد قديم لإخفاء أي أدلة وراءهم، خاصة أن هذه الأدلة مهمة جداً للمرحلة القادمة لمحاسبة كل من تورط بظلم وقتل وسرقة الشعب السوري.
ظواهر إيجابية
عقب سقوط النظام، سجلت كثير من الظواهر الإيجابية في اللاذقية، كحماية المشافي وبعض المؤسسات، ويروي أحد الأهالي حادثة عن عناصر من إدارة العمليات العسكرية قائلا “أرادوا الدخول إلى مطعم وقت الغداء واللافت أنهم وضعوا سلاحهم على باب المطعم في ودخلوا ليطلبوا الطعام..”.
المشافي التي عانت من نقص وشح بالكادر الطبي، إذ بقي عدد قليل جداً من الأطباء كل ضمن مشفاه ليساعد بخدمة أكبر قدر ممكن من السكان، وسط غياب تام لكثير من الإداريين، وذكر معظم الأطباء المقيمين لموقع تلفزيون سوريا، أن المشفى الوحيد الذي تواجد فيه مديروه كان مشفى التوليد والأطفال ولم يتركوا كادرهم من دون تأمين أو حراسة، وعملت كل كوادر المشافي بأقصى طاقتها رغم كل التعب الواقع عليهم.
وبعد مناشدات عدة من الأهالي وبعد تبليغات عن كل مشكلة ومسارعة الهيئة إلى كل مشكلة تحصل وسحب السلاح من معظم السكان، والتزام معظم السكان بالتعليمات، ومنذ يوم الثلاثاء بدأت اللاذقية تنعم بالهدوء وعاد قسم من السكان لمتابعة أعمالهم وفتح محالهم التجارية، مع تعامل هذه القوات القادمة بكل احترام مع السكان من دون أي تدخل بنظام حياتهم.
يقول عدد من أهالي المدينة “إنهم باتوا مسؤولين عن سوريتهم، وبدؤوا يحاولون ترميم جراح الماضي ومدوا يد العون لبعضهم، خاصة في اللاذقية التي عانت كثيراً من ويلات آل الأسد وأذرعهم، ويأمل كثيرون أن يسهموا في بناء سوريا جديدة تشمل كل السوريين وتلبي طموحاتهم من تحسين للوضع الاقتصادي وحماية حقوقهم وضمان أمنهم”.
شارك هذا المقال
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي