“فجر وطن جديد”.. المسيحيون السوريون في أول قدّاس بعد فرار الأسد
شاهد هذا الموضوع -“فجر وطن جديد”.. المسيحيون السوريون في أول قدّاس بعد فرار الأسد- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع
حضر مسيحيون سوريون في عدد من الكنائس السورية، قدّاسهم الأول بعد سقوط نظام الأسد، معربين عن أملهم في أن يعمّ السلام والأمن ربوع المدن السورية في ظل التغيير الذي تشهده البلاد منذ الثامن من كانون الأول الجاري.
وفي قداس اليوم الأحد، الذي أقيم في كنيسة الصليب المقدس بدمشق، وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، كلمة مؤثرة دعا فيها إلى التمسك بالرجاء والمحبة في ظل التحولات التي تشهدها سوريا، مشدداً على قيم الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع السوري.
وافتتح البطريرك كلمته مقتبساً من الكتاب المقدس: “تَيَقَّظوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا. لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ”، مؤكداً أهمية التكاتف في هذا “الزمن الحساس” والاعتماد على الإيمان لتجاوز المعاناة وبناء مستقبل مشرق للوطن.
وقال: “نحن على أعتاب مرحلةٍ جديدةٍ نتلمس منها فجر وطنٍ نحبه جميعاً ونعشقه. نحن على أعتابِ جِدّةٍ نريدها مشرقةً بالأمل ونرجوها متوجةً بالنور”.
سوريا للجميع
وأكد البطريرك أن المسيحيين ليسوا ضيوفاً على هذه الأرض، بل هم جزء أصيل من تاريخ سوريا وثقافتها. وأضاف: “نحن ههنا في دمشق، من الطريق المستقيم من المريمية جارة جامع بني أمية نقول للدنيا نحن كمسيحيين من تراب الشام ومن أرز لبنان، من شموخ قاسيون ومن رحابة حمص وأصالة حلب، من نواعير حماه وهدير ينابيع إدلب، من بحر اللاذقية ومن فرات دير الزور. لسنا ضيوفاً في هذه الأرض، ولسنا أبناء اليوم ولا الأمس. نحن من عتاقة سوريا ومن ياسمين الشام.
وأشار إلى الروابط التاريخية بين المسيحيين والمسلمين في سوريا، مشدداً على أن المصير واحد، وأن: “ما بين النحن والأنتم تسقط الواو، ويبقى نحن أنتم، وأنتم نحن”.
رؤية لسوريا المستقبل
وضع البطريرك رؤيته لسوريا المستقبل، مؤكداً على ضرورة تحقيق المبادئ التالية:
- الدولة المدنية: حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات، مع احترام قوانين الأحوال الشخصية لكل مكوّن.
- المواطنة: تجاوز منطق الأكثرية والأقلية، والاعتراف بالدور المشترك لجميع السوريين.
- العيش المشترك والسلم الأهلي: تعزيز الشراكة الوطنية بين جميع المكونات، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على السلم الأهلي.
- احترام القانون والأديان: نبذ منطق الحماية والذمّية، والتركيز على دولة القانون التي تكفل الكرامة الإنسانية.
- الحرية المسؤولة: ضمان الحريات الفردية والجماعية، والمساواة بين الجميع، مع إشراك النساء والشباب في إعادة بناء الوطن.
- الديمقراطية: سيادة الشعب وتداول السلطة بطرق سلمية.
- حقوق الإنسان: استقلالية القضاء وتكافؤ الفرص، مع الالتزام بالقوانين الدولية لحقوق الإنسان ورفض العنف وخطابات الكراهية.
وأكد البطريرك على أن يكون الدستور القادم حجر الزاوية في تحقيق هذه الرؤية، داعياً إلى صياغته بطريقة وطنية شاملة وجامعة.
رفض المتاجرة بالمسيحيين السوريين
وشدد يوحنا العاشر على أن المسيحيين في سوريا ليسوا مادة للتجارة الإعلامية، داعياً إلى التعامل بمسؤولية مع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتجنب نشر الشائعات.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن المحبة هي الرابط الذي يجمع السوريين جميعاً، مستشهداً بقول الإنجيل: “المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارجٍ، لأن الخوف له عذاب”.
وفي ختام القداس، رفع البطريرك الدعاء بأن يحفظ الله سوريا ويلهم قيادتها الجديدة الحكمة لتحقيق الخير لهذا الشعب الذي يستحق الحياة. “الله في وسطها، فلن تتزعزع”.
مسيحيو اللاذقية: القلق زال مع التطمينات
أما في اللاذقية، فقد أعرب مسيحيون حضروا قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس بالمدينة عن أملهم في أن تحظى حقوقهم الدينية باحترام القيادة الجديدة في سوريا.
وفي حديثه أثناء القداس، أشار مطران اللاذقية وتوابعها أثناسيوس فهد، إلى القلق الذي اعتراهم في البداية عقب سقوط نظام الأسد وهروب رئيسه. وقال المطران لوكالة رويترز: “تفاجأنا مثلما تفاجأ الشعب السوري كله بالتغير الذي حصل. لدينا الكثير من الهواجس والتساؤلات بسبب الفوضى التي نجمت عن انهيار النظام ومؤسساته”.
وأضاف: “لكننا لسنا أقليات، نحن من أهل البلد، ونتطلع للعودة إلى حياة مستقرة في سوريا”. وأكد أن المناطق الساحلية مثل اللاذقية، التي كانت معقلاً للنظام السابق، لم تتأثر بشكل كبير مقارنة بمناطق أخرى.
من جهتها، أكدت المسؤولة الكنسية لينا الأخرس لرويترز، أن المسيحيين تلقوا تطمينات من القيادة الجديدة. وقالت: “رغم القلق، كان هناك تواصل إيجابي بين (قيادات إدارة العمليات العسكرية) وممثلين عن الكنيسة. ونأمل أن تعود حياتنا أفضل مما كانت من قبل”.
وأضافت: “حرية الاعتقاد كانت مكفولة للمسيحيين في السابق، ونرجو أن تستمر هذه الحرية مع القيادة الجديدة”.
واختتمت الأخرس حديثها برسالة تدعو للوحدة بين جميع السوريين، قائلة: “ديني إلي، دينك إلك، بس الوطن لكلياتنا”.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي