ترامب والذراع الثالثة للتعريفات الجمركية
شاهد هذا الموضوع -ترامب والذراع الثالثة للتعريفات الجمركية- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع
ردّد المعلقون الاقتصاديون لشهور فكرة هاريس القائلة بأن التعريفات الجمركية هي “ضريبة مبيعات”. لكن هذا الرأي غير صحيح على الإطلاق؛ فالمعارضة الانعكاسية للتعريفات الجمركية تمثل أيديولوجية سياسية ودعوة، وليس فكرا اقتصاديا مدروسا.
والحقيقة أن التعريفات الجمركية لها تاريخ طويل ومشهود كأداة لجمع الإيرادات ووسيلة لحماية الصناعات المهمة استراتيجيا في الولايات المتحدة. وقد أضاف الرئيس المنتخب ترامب ساقا ثالثة إلى الكرسي وهي أن التعريفات الجمركية تستخدم كأداة تفاوض مع شركائنا التجاريين.
لقد كانت التعريفات الجمركية أحد المصادر الرئيسية لتمويل الحكومة الفيدرالية. وكان وزير الخزانة الأول لدينا، ألكسندر هاملتون، هو أيضا المؤيد الأصلي للتعريفات الجمركية في أمريكا. ولكن بعد الحرب العالمية الثانية، تبلور إجماع حول نزع التعريفات الجمركية المتعدد الأطراف.
وكان الوعد الذي حمله هذا الإجماع الجديد للتجارة الحرة هو أن أي اضطرابات اقتصادية ناجمة عن العولمة سوف يتم تعويضها من خلال زيادة الرخاء للجميع. وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، كان هذا الاعتقاد مصحوبا بإيمان بأن التجارة الحرة من شأنها أن تؤدي إلى الحرية السياسية في بلدان أخرى، مثل الصين الشيوعية. ولكن لم يثبت صحة أي من هذه التوقعات.
لقد فتحت الولايات المتحدة أسواقها للعالم، ولكن النمو الاقتصادي الصيني الناتج عن ذلك لم يفعل سوى ترسيخ قبضة النظام الصيني. وفي غضون ذلك، قمنا بتجريف قاعدتنا التصنيعية، تاركين وراءنا دمارا هائلا عبر مساحات شاسعة من قلب بلادنا. كما خلقنا نقاط ضعف رئيسية للأمن القومي. والحقيقة هي أن دولًا أخرى استغلت انفتاح الولايات المتحدة لفترة أطول مما ينبغي، لأننا سمحنا لها بذلك. والتعريفات الجمركية هي وسيلة للدفاع عن الأمريكيين أخيرا.
إن التعريفات الجمركية تشكل أيضا أداة مفيدة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للرئيس. وسواء كان الأمر يتعلق بدفع الحلفاء إلى إنفاق المزيد على دفاعهم، أو فتح الأسواق الأجنبية أمام الصادرات الأمريكية، أو تأمين التعاون في إنهاء الهجرة غير الشرعية ومنع الاتجار بالفنتانيل، أو ردع العدوان العسكري، فإن التعريفات الجمركية يمكن أن تلعب دورا محوريا.
وأخيرا، يمكن للتعريفات الجمركية أن تزيد من الإيرادات بشكل كبير. ففي العام الماضي، استوردنا نحو 3.1 تريليون دولار من السلع. ونحن أكبر مستورد في العالم وبالتالي السوق الأكثر أهمية لصادرات البلدان الأخرى. ويمنحنا حجمنا القوة السوقية والقدرة على إملاء الشروط؛ فالدول الأخرى تحتاج إلينا أكثر مما نحتاج إليها. وليس علينا إلا أن نستخدم هذه القوة.
يزعم منتقدو التعريفات الجمركية أنها ستزيد الأسعار التي يدفعها الأمريكيون مقابل السلع المستوردة. وهذه الحجة ساقتها حملة هاريس حول “ضريبة المبيعات”. ولكن الحقائق تتناقض مع هذا. فلم ترفع التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب في ولايته الأولى أسعار السلع، على الرغم من التوقعات آنذاك بأن التعريفات الجمركية سوف تثبت أنها تضخمية. والواقع أن التضخم لم يرتفع بشكل ملحوظ خلال الجولة الأخيرة من التعريفات الجمركية فحسب، بل إن مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي انخفض بالفعل.
إن استخدام التعريفات الجمركية بشكل استراتيجي من شأنه أن يزيد من إيرادات الخزانة، ويشجع الشركات على استعادة الإنتاج، ويقلل من اعتمادنا على الإنتاج الصناعي من المنافسين الاستراتيجيين.
لقد رفضت الحكمة التقليدية سابقا استخدام التعريفات الجمركية كأداة للسياسة الاقتصادية والخارجية. ومع ذلك، مثل ألكسندر هاملتون، ينبغي لنا أن لا نخاف من استخدام قوة التعريفات الجمركية لتحسين سبل عيش الأسر والشركات الأمريكية.
المصدر: فوكس نيوز
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع روسيا اليوم وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي