في الذكرى الأولى لـ”طوفان الأقصى” .. جامعة مغربية تستضيف محاضرا صهيونيا والطلبة ينددون

الجزائرالٱن _ في عز حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني ومع توسيع همجيتها إلى الأراضي اللبنانية، يعلن المطبعون في المغرب استضافة محاضر صهيوني معروف بدعم الحرب الشعواء ضد غزة.

فمع مرور عام بالكامل وسقوط أكثر من 40 ألف شهيد، وتجاهلا للحراك الشعبي المتواصل في المغرب، المطالب بإسقاط “اتفاقية الخزي والعار” مع تل أبيب تستضيف (اليوم الثلاثاء) مدرسة العلوم الطبية بجامعة محمد الخامس متعددة التخصصات، المحاضر الصهيوني “دمايكل برونشتاين”.

وردا على هذا الانبطاح “المخزي”، قال طلاب الجامعة في بلاغ لهم، إنّهم عبروا على مدى الأشهر الماضية، عن استنكارهم الشديد للعلاقات التي تجمع جامعتهم بالجامعات العبرية، حيث وقعت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات اتفاقيات مع جل الجامعات العبرية وأحدثت منصبا داخلها لمكلف بالعلاقات مع تل أبيب.

وعبر الطلاب عن صدمتهم، بالإعلان يوم 7 أكتوبر 2024 عن تنظيم محاضرة في مدرسة العلوم الطبية اليوم 8 أكتوبر 2024 حضورها إجباري للطلبة، وسيلقيها مايكل برونشتاين، وهو محاضر صهيوني، يعلن دعمه للاحتلال والفصل العنصري وجرائم الإبادة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأدان الطلبة بأشد العبارات، ما وصفوه بالتجاهل الصارخ لرئاسة الجامعة لمواقف الطلبة الثابتة والواضحة من التعامل مع الكيان الصهيوني، والتي سبق لهم أن عبروا عنها قبل أشهر في عريضة وقع عليها أكثر من 1300 طالب وخريج لمطالبة الجامعة بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني.

وشدد الطلبة، على أنهم يرفضون استقبال المحاضر الصهيوني في جامعتهم، مدينين ما وصفوه باستهتار الجامعة بآراء طلابها ورغبتهم المشروعة في وقف التعامل مع تل أبيب، ومعتبرين خطوة تنظيم هذه المحاضرة، انتهاكا صارخا لكل المبادئ والاخلاقيات التي يجب أن تقوم عليها مؤسسة التعليم العالي، ومحملين رئاسة الجامعة وهيئاتها التقريرية مسؤولية هذا التمادي.

ووسط هذه التطورات، أكد الطلبة عزمهم الاستمرار في حراكهم الرافض لأي علاقات أكاديمية مع تل أبيب داخل جامعتهم، إلى حين وقف كل العلاقات المشينة مع الكيان الصهيوني ومع كل الجهات الداعمة للاحتلال والميز العنصري وجرائم الحرب.

ووسط الضغط وغضب الطلاب، أعلنت الجامعة في وقت متأخر من ليلة أمس الإثنين، عن إلغاء المحاضرة، بمراسلة وجهت إلى كل الطلاب المعنيين بالحضور.

يشار إلى أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات تعيش على صفيح ساخن منذ شهر جويلية الماضي، حيث وقع أزيد من 1300 طالب وخريج على عريضة لمطالبتها بوقف كل اتفاقياتها مع الكيان الصهيوني، والتي تتجاوز الستة، وتشمل جل الجامعات العبرية، في ظل عدم تفاعل رئاسة الجامعة مع مطالب الطلاب.

وتطورت الأزمة بين الطلاب ورئاسة الجامعة، عندما عزم الطلاب على ارتداء الكوفيات الفلسطينية وإلقاء خطابات داعمة لفلسطين في حفل تخرجهم، ما ردت عليه رئاسة الجامعة بإلغاء حفل التخرج من الأساس، قبل يومين من تاريخه المحدد.

وأحيا رفض جامعة محمد السادس لقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني وحراك طلبتها وخريجيها مطالب مناهضي التطبيع، لقطع العلاقات الأكاديمية للمؤسسات المغربية مع تل أبيب، في مطلب تزيد حدته في ظل الحرب الصهيونية المستعرة على قطاع غزة.

وأصدرت حركة المقاطعة “بي دي إس” المغرب والحملة المغربية للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل، بلاغا تتفاعل فيه مع ما تعرفه جامعة محمد السادس، وتدين فيه أي تعاون يجمع العالم الأكاديمي المغربي ودولة الاحتلال، وكل الاتفاقيات المشتركة وأشكالها من برامج التبادل الطلّابية والأكاديمية، وأي مشاركات في مسابقات ومحافل تطبيعية، معتبرة الإصرار على الحفاظ عليها “تطبيعًا مع جيش الاحتلال وقتل العلم في فلسطين”

وعبر مناهضو التطبيع الأكاديمي عن دعمهم لنضال طالبات وطلبة وخرّيجات وخرّيجي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وكافة المبادرات التي يقودها الطلبة والأساتذة الجامعيون في الجامعات المغربية بمطالباتهم مؤسساتهم بفضّ علاقاتها مع جامعات الاحتلال.

ووجه مناهضو التطبيع دعوة للأكاديميين المغاربة والأساتذة الجامعيين والنقابات الأكاديمية، لدعم نضال الطلاب والتنظيمات الطلابية والمجالس والأندية وجمعيات الخريجين.

يشار إلى أن هذا الحراك يشمل جامعات خاصة أخرى، كما يشمل الجامعات العمومية، حيث شهدت الجامعات أمس الإثنين 7 أكتوبر 2024 إضرابا للطلاب وأساتذة التعليم العالي، تضامنا مع فلسطين في ذكرى اندلاع معركة “طوفان الأقصى” ورفضا للتطبيع الأكاديمي مع المحتل.