“ذاكرة قطنا”.. مبادرة لتوثيق معلومات “الشهداء” بهدف تكرارها في كل مدن سوريا
![](https://al-moheet.net/wp-content/uploads/2025/02/7bce758b-1964-43ea-abf6-c82faa836f18-780x430.jpg)
شاهد هذا الموضوع -“ذاكرة قطنا”.. مبادرة لتوثيق معلومات “الشهداء” بهدف تكرارها في كل مدن سوريا- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع
منذ سقوط النظام السوري وهروب بشار الأسد عادت البسمة إلى وجوه السوريين وتنفسوا الحرية وعاشوا لحظات الكرامة مع غصة في قلوبهم بسبب غياب من ضحوا بأنفسهم لأجل هذه الأيام التاريخية من عمر سوريا. وبدأت المبادرات التي يطلقها الشباب السوري بهدف إحياء ذكرى من ضحوا خلال 14 عاماً مضت، بهدف تخليد أسمائهم في وجدان السوريين.
مبادرة لتوثيق التضحيات
ومن بين تلك المبادرات موقع “ذاكرة قطنا -https://qatana.info/“ الذي يوثق أسماء “شهداء” المدينة الذين قتلوا على يد قوات النظام وحزب الله وإيران وروسيا سواء بإطلاق الرصاص المباشر في الظاهرات أو في المعارك أو من خلال القصف العشوائي أو بالقتل تحت التعذيب في المعتقلات والسجون.
وقطنا هي مركز “منطقة قطنا” إحدى أبرز مناطق محافظة ريف دمشق، مدينة في الريف الغربي لدمشق، تبعد مسافة 23 كيلومتراً عن العاصمة، انخرطت في الثورة السورية في بداياتها عام 2011، وشارك أبناؤها في العمل العسكري ضد النظام، ونشط بها العمل المدني من خلال المجلس المحلي الذي تأسس نهاية عام 2012 بمكاتبه المتنوعة، “السياسي والعسكري والحقوقي والإغاثي والطبي والخدمي”.
وقال الصحفي عبد الناصر القادري صاحب فكرة موقع “ذاكرة قطنا” إن “توثيق أسماء الشهداء والمعتقلين والمفقودين قسرياً الذين لم يعودوا لأهلهم بعد التحرير هو واجب جماعي على السوريين، فقد بذل أولئك الكرام أغلى ما يملكون، دماؤهم من أجل حرية بلدنا وكرامتنا”.
وأضاف القادري لموقع تلفزيون سوريا، أن “الفكرة بدأت بعد سقوط النظام مباشرة ولكن تريثنا بالتنفيذ من أجل التأكد من عودة أي شخص من المعتقلين في سجون النظام المخلوع وفروعه الأمنية الممتدة على طول البلاد وعرضها”.
وأشار إلى أن “المكتب الحقوقي السابق في المجلس المحلي كان يوثق بشكل دوري أسماء الشهداء والمعتقلين والمفقودين في المدينة ولكن بعد سياسة التهجير التي انتهجها النظام المخلوع بدعم روسي إيراني عام 2017 اضطر الثوار الذين كانوا يقيمون في مزارع مخيم خان الشيح القريب من قطنا أن يغادروا إلى الشمال الأمر الذي عطل عملية التوثيق للشهداء والمعتقلين لذلك عملنا على توثيق أكبر قدر ممكن من الأسماء من خلال المجموعات المحلية”.
ولا يمكن توثيق “أسماء الشهداء” من دون أن يكون هناك لجنة من البلد تتأكد من أسمائهم حتى لا يوضع أسماء أشخاص كانوا يقاتلون إلى جانب النظام المخلوع ضد الشعب، لذلك نحاول توثيق كل اسم قبل نشره على الموقع.
وبيّن القادري أن شركة “ArafasApps https://arafas.com/ ” التي صممت الموقع أهدته لمدينة قطنا ومستعدة للمساهمة في تقديم أي نسخة لأي مدينة أخرى تريد توثيق أسماء شهدائها.
ووثق الموقع 400 اسم لأشخاص قتلهم النظام السوري سواء بالمظاهرات أو بالقصف أو بالمعارك أو تحت التعذيب، وقد قال القادري: إن الرقم المتوقع في قطنا يصل إلى قرابة 500 شخص وينتظر من الأهالي إضافة أسماء أبنائهم.
ويراعي الموقع وضع الإنترنت في سوريا لذلك يمكن فتحه بأقل السرعات، كما يوثق إلى جانب اسم “الشهيد” اسم الأب والأم والكنية وتاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة وموقع الوفاة وموقع الدفن مع إمكانية إضافة صورة.
ولفت إلى أن ثوار قطنا انتشروا في العديد من المناطق والمدن وقاتلوا ضد النظام المخلوع في قطنا وخان الشيح ودروشا والدرخبية وقرى جبل الشيخ وفي القنيطرة ودرعا ودمشق وحلب وإدلب والرقة وغيرها من المحافظات ولذلك فهناك مواقع دفن مختلفة.
وأشار إلى أن “مدينة قطنا لم تتعرض لقصف كثير أسوة بداريا أو الغوطة الشرقية حيث أن وضع قطنا العسكري الذي كان محاطاً بقوات الحرس الجمهوري والفرقة العاشرة والمساكن العسكرية صعب البقاء داخلها رغم العمليات السريعة التي كان ينفذها الثوار ضد قوات النظام فيها، ولذلك نجد أن معظم الشهداء هم من الشباب وليس الأطفال والنساء”.
ويتيح الموقع إضافة “قصص الشهداء” إلى الموقع لذكر مناقبهم وسماتهم ومعرفتهم بشكل أوسع خصوصاً أن سكان المدينة كانوا لا يعرفونهم بسبب الوضع الأمني والملاحقات التي قد تلحق بذويهم بحال الإعلان عنهم.
المبادرة بدأت من قطنا وستكون بمدن أخرى
وشدد صاحب المبادرة على أن “الشهداء أحياء في قلوبنا وفي حياتنا كما وعد الله في كتابه، وعلينا أن نفخر بهم وبآبائهم وأمهاتهم وأبنائهم وبناتهم وزوجاتهم الذين صبروا على هذا الفقد الكبير”.
ودعا القادري من خلال موقع تلفزيون سوريا، “كل أهالي قطنا الذين فقدوا أبناءهم وذويهم لتوثيق أسماء أبنائهم في حال عدم وجود أسمائهم، وتعديل المعلومات الخاطئة واستكمال الناقصة وإضافة الصور المتاحة لديهم، وكتابة قصة الشهيد لمن يريد”.
ويرجو القائمون على الموقع تكرار المبادرة في كل مدينة سورية من خلال شبابها الثوريين الذين يعرفون “الشهداء والمغيبين” فيها بهدف توثيق الأسماء الصحيحة ومساعدة الحكومة الجديدة في توثيق وتكريم كل ذويهم فيما بعد.
وحصل القائمون على الموقع على العديد من الطلبات للاستفادة من الموقع القائم وإعادة استنساخ التجربة في مدن أخرى ستخرج للعلن قريباً.
هل الموقع آمن؟
من جانبه، قال المهندس محمد عرفة مؤسس شركة ArafasApps ومديرها التنفيذي، التي برمجت موقع ذاكرة قطنا، إنه تم العمل على إنجاز الموقع ضمن عدة مشاريع منفصلة كل منها يعمل على خوادم منفصلة قابلة للتمدد حسب عدد المتصفحين.
وأضاف عرفة لموقع تلفزيون سوريا أنه أخذ بعين الاعتبار استخدام آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال لضمان عدم الانقطاع والأداء الممتاز ليعكس تجربة تصفح سلسة تحت شروط الإنترنت السيء في البلاد.
وأشار المبرمج السوري إلى أن “فريق العمل سعى لتكون تجربة المستخدم بتصفح الموقع بسيطة وسهلة سواء عند إضافة شهداء أو طلب تعديل معين على شهيد”.
وبخصوص أمن المعلومات أوضح المهندس عرفة أنه “تمت الاستفادة من طرق أمن سيبراني عديدة تعمل على جميع أجزاء المشروع. وهي طرق تتألف من طبقات حماية عديدة تضمن الحفاظ على المعلومات وعدم الانقطاع بالخدمة”.
وبيّن أنه “من أحد الصعوبات التي يمكن مواجهتها في المستقبل القريب عند الانتشار تتعلق بمحدودية الفريق القائم على المشروع والحاجة الى توظيف طاقات أخرى”.
واختتم محمد عرفة بالقول: إن الشركة مستعدة لتقديم الخدمة مجاناً لأي مدينة تريد توثيق أسماء شهدائها بشرط أن تكون مكونة من لجنة ثورية ولديها تنسيق مع إدارة المدينة أو البلدية فيها لنضمن صحة الأسماء وعدم خلطها بأي اسم لم يقدم تضحية حقيقة لنصرة الشعب السوري”.
شارك هذا المقال
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي