سوريا

عودة متأنية للاجئين.. الواقع الاقتصادي يؤجل الاستقرار في سوريا

شاهد هذا الموضوع -عودة متأنية للاجئين.. الواقع الاقتصادي يؤجل الاستقرار في سوريا- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع

عادت فكرة العودة إلى الوطن تشغل بال السوريين بعد سنوات من الغياب والخوف، فالتقارير الأمنية الكيدية انتهى زمنها، واختفت الحواجز العسكرية والأمنية في الشوارع، وأصبح الحلم بالحرية واقعًا قابلاً للتحقق، وعلى الرغم من غموض المشهد ومصير البلاد الذي لا يزال غير واضح، تعكس أحاديث السوريين تفاؤلاً بمستقبل أفضل.

فرحة ناقصة

“كنت أتمعن في الطرقات وفي الأزقة وفي وجوه الناس، لأتأكد أنني عدت  بعد أن فقدت هذا الأمل مؤخراً”، هكذا وصفت الصحفية آلاء المحمد عودتها إلى الوطن بعد غياب دام لأكثر من 11 عاماً.

أوضحت  آلاء محمد لموقع تلفزيون سوريا، أن اتخاذ قرار العودة ليس سهلاً وبالنسبة لها كان بمنزلة تحد كبير فالظروف لم تكن مناسبة ثم إن “حرب السوشيال ميديا كان لها دور في بث الخوف داخل الجميع مما يدور داخل سوريا”، ولكن بعد وصولها وجدت أن الواقع مختلفاً بالنسبة لها فهي تجد أن سوريا الآن مساحة واسعة للعمل الوطني، وخاصة لمن يعمل في مجال الصحافة والنشاط السياسي.

أما عن الصعوبات التي واجهتها خلال زيارتها فهي كانت تندرج ضمن انعدام وجود الخدمات كالكهرباء والماء والأشياء الأساسية لحياة المواطنين وفي حال كانت عودة الأشخاص مرتبطة بهذه الخدمات فهي ترى أن هنالك صعوبات في تأمينها لأعداد أكثر من المواطنين المتواجدين حتى الآن.

567677

وأضافت أن فرحتها في رؤية الوطن تتضمنها غصة منذ اللحظات الأولى فشعور الفقد متواجد في كل جزء من الأرض، كما أن مصير المعتقلين والمغيبين الذي مازال مهمشاً، وقضية العدالة الانتقالية والمحاسبة لم تتضح معالمهما، وهذا يثير الحزن والقلق وتابعت “نتفهم أن المرحلة حرجة ولكنها تستوجب إنشاء مؤسسات حكومية خاصة بمتابعة هذه الملفات”.

 عاشت آلاء في حي داخل منطقة الحجر الأسود بريف دمشق، هذا الحي الذي كان يجمع معظم أقاربها لكنها لم تجد إلا القليل منهم بعد عودتها، وقالت “شعرت بفراغ كبير لم أجد أهلي  أو أقاربي حتى أخي الشهيد الذي لن يعود لم أجد ذكرياته الدافئة ولا حتى طفولتي التي كانت جميلة لم يستقبلني أحد كان الشعور موجعاً”.

 قررت آلاء العودة مع عائلتها إلى الوطن خلال عام بحيث تنهي أعمالها في تركيا التي عاشت فيها خلال الأعوام الماضية لتعود إلى وطنها راسمة خِطَّة مختلفة عما كانت في سابق الأمر.

ضعف الخدمات يؤجل عودة السوريين

تواجه سوريا تحديات كبيرة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والمعيشية، من أجل إعادة تأهيل هذه الدولة المنهكة كلياً، التي ما زالت تعاني آثار الحرب المدمرة بالرغْم أجواء الفرح والحماس الذي تعم البلاد.

مالك العزيز يعيش في ألمانيا منذ عام 2015، وهو أبُّ  لـ 6 فتيات أوضح لموقع تلفزيون سوريا، أنه عاد ليتبين من إمكانية الاستقرار في الوطن فيما بقيت عائلته في ألمانيا كونها تتريث في قرار العودة إلى حين التأكد  بشكل واضح من استقرار الأوضاع.

 ويقول لموقع تلفزيون سوريا “عند وصولي شعرت بأنني قوي، نعم هذه أرضي ما أجمل رائحتها التي تعيد الروح للجسد”، هكذا عبر مالك عن شعوره في رؤية وطنه واعتبره الأجمل رغم دماره قائلاً” أرض الذكريات ورائحة كل عزيز”.

 يرى مالك أن العودة حالياً قد تكون  صعبة على أي عائلة أسست حياتها في بلد اللجوء، لتبني حياتها من جديد من دون “حجر أساس”، مشيراً إلى أن جميع أبنائه يتعلمون إما في المدارس أو الجامعات أو يعملون بشركات كبرى.

وأضاف أن العوامل الأساسية في البلاد ما زالت ضعيفة، على سبيل المثال الكهرباء سيئة في حين يقول بعضهم أنها في حالة تحسن بعد سقوط النظام، إضافة إلى المواد الأخرى من ماء وتدفئة وأغذية  أما العمل شبه متوقف لا مشاريع في سوريا حتى الأن مما يعيق أي قرار في العودة النهائية.

جانب من لقاء غراندي والشرع في دمشق - سانا

لم يسلم مالك في أثناء عودته من ذكريات الحرب وتابع قائلاً “عندما وصلت إلى الحي الذي كبرت فيه، بدأت ذاكرتي باستعادة ما مر علينا.. عادت صور الذين لقوا حتفهم في قصف  طائرات النظام حيث  فقدنا عدداً كبيراً من عائلتي وأقربائي وكأن دمائهم ما زالت عالقة في الطرقات”.

اعتبر مالك عودته بمنزلة زيارة  وسيعود إلى ألمانيا التي قدمت له ولعائلته فرصا في وقت صعب، موضحاً أن ألمانيا لا تخلو من الصعاب والعوائق ولكنها ساعدت في النجاح وإعطاء فرص لمن وصلوا إليها، كما أنه قرر العمل على وضع خِطَّة لبدء عمل جديد في سوريا يمكنه من العودة بشكل تدريجي إلى حين تحسن الأوضاع بشكل أفضل.

 وكان سقوط النظام الأسد  قد أعاد الحديث في ألمانيا عن إعادة السوريين إلى بلدهم بعد يوم واحد، مما أثار تعجب وتساؤل بعض الألمان الذين يرون أنه من المبكر جدا الحديث عن ذلك.

وفي السياق ذاته، ذكر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، أسعد الشيباني، أنه لا حاجة لعودة اللاجئين السوريين من ألمانيا بشكل سريع، وأضاف الشيباني لوكالة الأنباء الألمانية على هامش لقائه مع وزيرة التنمية الألمانية في دمشق: “إنهم بأمان هناك”، وأن أوضاع اللاجئين السوريين الذين تم استقبالهم في ألمانيا أفضل من أوضاع العديد من اللاجئين السوريين والنازحين في مناطق أخرى.

وطن منهك

خلف السقوط المفاجئ وهروب النظام مع قياداته بشكل عشوائي، فوضى عارمة في معظم المناطق السورية وخاصةً في العاصمة دمشق، إذ تعرضت كثير من المباني والمؤسسات الحكومية فيها للتخريب، عقب تفكيك النظام لمؤسسات الشرطة والجيش. إضافةً إلى انهيار قطاعات الاقتصاد الرئيسية في البلاد خلال السنوات الماضية.

ومازالت إدارة العمليات العسكرية تطلق علميات لملاحقة فلول النظام المخلوع في عدد من المناطق، في محاولات حثيثة لاستعادة الأمن وحصر السلاح بيد الدولة.

ووفقاً لما ذكرته حكومة تصريف الأعمال فإنها سترفع الأجور وتمنح الأولوية لتحسين الخدمات، إذ يبلغ الآن متوسط الأجور الشهرية حوالي 300 ألف ليرة سورية (119 دولار تقريبا)، كما يعيش أكثر من 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر، وفق تقديرات أممية.

وتتوقع حكومة تصريف الأعمال استرداد ما يصل إلى 400 مليون دولار من الأصول السورية المجمدة في الخارج، والتي يمكن أن تشارك في تمويل النفقات الحكومية الأولية.

وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك الشهر الماضي إن الصندوق مستعد  لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار مع المجتمع الدولي. 

وأضافت “من السابق لأوانه إجراء تقييم اقتصادي.  نراقب الوضع عن كثب، ومستعدون لدعم جهود المجتمع الدولي للمساعدة في إعادة الإعمار الجادة حسب الحاجة وعندما تسمح الظروف”.

ومن الجدير بالذكر أن قيمة الليرة السورية ارتفعت أمام الدولار بنحو 20 في المئة على الأقل خلال الفترة الماضية، وحسب وكالة رويترز، فإن ذلك جاء في ظل تدفق السوريين من دول أخرى مع إنهاء ضوابط صارمة على تداول العملات الأجنبية بعد سقوط نظام الأسد.

يذكر بأننا قد نشرنا لكم أعلاه تفاصيل ,عودة متأنية للاجئين.. الواقع الاقتصادي يؤجل الاستقرار في سوريا, نرجوا بأن نكون قد وفقنا بتقديم التفاصيل والمعلومات الكاملة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.

رابط الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى