الملف الكردي إلى الواجهة من جديد
شاهد هذا الموضوع -الملف الكردي إلى الواجهة من جديد- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع
طغى حريق أحد أهم الفنادق السياحية التركية في منطقة بولو الجبلية وما خلفه من سقوط عشرات الضحايا والمصابين، على أجواء الزيارة الثانية التي قام بها وفد “حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب” (ديم) المحسوب على الصوت الكردي، لعبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي، في إطار محاولة سياسية جديدة تنهي نقاشات ملف مزمن في البلاد يحاول البعض في الداخل والخارج الاستفادة منه وتحريكه ضد أنقرة.
صحيح أنه من المبكر الحديث عن توقعات ونتائج المبادرة التي تأتي بعد 11 عاما على فشل المحاولة الأولى التي قادها “حزب العدالة والتنمية” عبر “منصة العقلاء”، الذين مثلوا مختلف شرائح المجتمع التركي باتجاه صناعة خارطة طريق سياسية ودستورية يتم اعتمادها. وصحيح أيضا أن الحكم على نتائج ما تحقق خلال 4 أشهر لن يكون عادلا بالمقارنة مع مشكلة يناقشها الداخل التركي منذ 40 عاما تحديدا، وتعود جذورها إلى قرار أوجلان اللجوء إلى رفع السلاح، مدعوما من عواصم وأجهزة ومنظمات محلية وإقليمية وفرت له المستلزمات اللوجستية والمساحة الجغرافية والغطاء السياسي الذي يحتاجه في مواجهة الدولة التركية. إلا أن الجديد هذه المرة بالمقارنة مع ما جرى عام 2013 هو:
– الأجواء السياسية والأمنية والاقتصادية التركية التي تدفع بهذا الاتجاه.
– ثم عامل دولت بهشلي رئيس “حزب الحركة القومية ” اليميني المتشدد الذي كان المبادر الأول في تحريك الأحجار من خلال توجهه إلى مقاعد نواب “ديم” لتهنئتهم بانطلاق الدورة البرلمانية الجديدة في مطلع تشرين الأول/أكتوبر المنصرم “أنتم أيضا حزب سياسي موجود هنا”.
– دعوة أوجلان، للإعلان عن حل المجموعات الإرهابية التي أسسها في أواخر الثمانينيات وإلقاء سلاحها الذي ترفعه في وجه الدولة منذ 4 عقود، مقابل الاستفادة من “حق الأمل” الذي قطع أردوغان باكرا الطريق عليه داعيا لعدم التحدث عن العفو العام أو استبداله بالإقامة الإلزامية.
– هذا إلى جانب المتغيرات الإقليمية المحيطة بتركيا والعاصفة من كل صوب خصوصا بعد انقلاب خارطة التوازنات في لبنان وسوريا والعراق.
يعلن أوجلان بعد اللقاء الأول وردا على دعوات بهشلي أنه جاهز للانفتاح وتوجيه رسالته عبر حزب “ديم” لأنه على الجميع أن يشارك في تحمل المسؤوليات. لكن الواقع يقول أيضا أنه لا يمكن الفصل بين تطورات المشهد السياسي في خطوة بهشلي وبين ما يجري على جبهة شرق الفرات في سوريا.
فهل سيكون لرسائل أوجلان الذي اعتقلته وحاكمته أنقرة بالسجن المؤبد قبل 25 عاما، وما يزال يقضي هذه العقوبة في سجنه بجزيرة إيمرالي تأثيرها؟ خصوصا أن البعض يقول إنه سيوجهها إلى قواعد “ديم”، بعد كل هذه التحولات في صفوف حزب العمال الكردستاني؟ ألن يكون لغيابه الكامل عن التحولات والتحالفات التي أدارتها الكوادر الجديدة في قنديل في العقدين الأخيرين بناء على تغير المشهد الكردي بشقه الإقليمي وتأثيره على ما سيقال لهذه القيادات؟ وهل سيكون هناك من سيصغي لأوجلان في صفوف القواعد والكوادر وحيث بدأ البعض التلويح بخيارات تسير في اتجاهات مغايرة لقيادات قنديل إذا لم يعجبها ما سيقوله لها؟
يعلن أوجلان بعد اللقاء الأول وردا على دعوات بهشلي أنه جاهز للانفتاح وتوجيه رسالته عبر حزب “ديم” لأنه على الجميع أن يشارك في تحمل المسؤوليات. لكن الواقع يقول أيضا أنه لا يمكن الفصل بين تطورات المشهد السياسي في خطوة بهشلي وبين ما يجري على جبهة شرق الفرات في سوريا. وأن هناك في صفوف “قوات سوريا الديمقراطية ” و”وحدات الحماية الكردية” من يقلقه فحوى رسائل أوجلان التي قد تأتي في منتصف شباط المقبل تاريخ اعتقاله وسجنه، أو في عيد نوروز في النصف الثاني من آذار/مارس المقبل حول المسار الجديد. هل سيحاول أوجلان مثلا حصر النقاش بالملف الكردي في الداخل التركي أم سيحاول أن يطرحه بالبعد الإقليمي ليسترد الكثير مما فقده في السنوات الماضية؟
يفهم من مضمون بيان حزب “ديم” حول نتائج اللقاء الثاني الذي أجرته هيئة حزبية ضمت برفين بولدان وسري سرية أوندر، مع عبد الله أوجلان أن “الحراك الاستكشافي” سيتواصل، وأن الوفد قدم خلال اللقاء المعلومات اللازمة لأوجلان بشأن الاجتماعات التي أجراها وفد الحزب مع العديد من الأحزاب السياسية التركية هذه العملية ستوفر العيش بحرية سويا. ونحن ننتظر الإسهامات القيمة من جميع الشرائح الاجتماعية على أمل تحقيق ذلك”. لكن خارطة الطريق التي رسمها بهشلي قبل أشهر تذهب باتجاه أن أوجلان “إذا أظهر هذه الحكمة والتصميم، فإن الطريق إلى التنظيم القانوني فيما يتعلق باستخدام الحق في الأمل والاستفادة منه سيكون مفتوحاً على مصراعيه، الحل ليس في قنديل ولا أدرنة (حيث يوجد زعيم حزب الشعوب السابق صلاح الدين دميرطاش في سجنه)، يجب أن يمتد الخطاب من إيمرالي إلى حزب “ديم”.
في مكان آخر يدور الحديث عن وساطة تقوم بها قيادات أربيل بين مجموعات “قسد” والقيادة السورية الحالية في دمشق، والرئيس العراقي قبل وجود هذه الوساطة فقسد لعبت دوراً مهماً في سوريا كما يقول يريد أن يغضب أنقرة التي تحاول تحريك الملف الكردي عندها باتجاه الحلحلة وأن يقطع الطريق على جهود مسعود البارزاني قبل أن تبدأ.
مع العلم أن اقتراح بهشلي الذي يقوم على السماح لأوجلان بتوجيه دعوته عبر منصة البرلمان، قد تستبدله قيادات العدالة والتنمية برسالة يوجهها من سجنه بسبب العقبات القانونية التي لا تسمح بفتح الطريق أمام خطوة بهذا الاتجاه. لكن المرحلة التي ستعقب ذلك ستكون بالغة الأهمية بالنسبة لنقاشات مضمون الرسالة وارتداداتها السياسية في تركيا.
كتب الإعلامي التركي المعارض عصمت اوزشليك في زاويته بصحيفة “أيدلنك” قبل يومين معقباً على تغريدة نشرها سنان شيفت يوراك أحد نواب حزب “ديم” وهو يقول فيها “إذا ما كنا أخوة منذ ألف عام، تفضلوا قوموا باللازم. اعترفوا بروجافا السورية. وحدة الأراضي السورية انتهت. تهاوت الدولة الواحدة مع تهاوي نظام الأسد. ينبغي البحث عن نظام جديد في سوريا”. لم نتعرف بعد إلى ردود الفعل حول التغريدة. لكنها تتجاهل تماما جهود ومسار الحراك السياسي التركي الجديد في التعامل مع الملف الكردي. وتوجز المشهد السوري كما يراه بعض قيادات “ديم” بعد سقوط نظام الأسد.
في مكان آخر يدور الحديث عن وساطة تقوم بها قيادات أربيل بين مجموعات “قسد” والقيادة السورية الحالية في دمشق. الرئيس العراقي قبل وجود هذه الوساطة فقسد لعبت دوراً مهماً في سوريا كما يقول. يريد أن يغضب أنقرة التي تحاول تحريك الملف الكردي عندها باتجاه الحلحلة وأن يقطع الطريق على جهود مسعود البارزاني قبل أن تبدأ. احتمال أن تكون السليمانية المحسوب عليها والمقرب منها منزعجة مما يجري، لأنه سيكون على حساب علاقتها بقسد وبواشنطن أيضا. تعقيدات الموضوع الكردي بشقه الإقليمي لا تقل أهمية عن تشعبات الملف في الداخل التركي.
شارك هذا المقال
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي