سوريا

إزالة الألغام في إدلب.. تعاون استثنائي بين إدارة العمليات وعناصر النظام المخلوع

شاهد هذا الموضوع -إزالة الألغام في إدلب.. تعاون استثنائي بين إدارة العمليات وعناصر النظام المخلوع- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع

تهدد مخلفات الحرب التي تركتها قوات النظام المخلوع وخصوصاً الألغام الموجودة في ريفَيْ إدلب الجنوبي والشرقي حياة الآلاف من السكان.

وخلال الفترة الممتدة من 27 تشرين الثاني الماضي حتى 5 كانون الثاني الحالي، وثّق الدفاع المدني السوري مقتل 32 مدنياً، بينهم 8 أطفال وامرأة، إضافة إلى إصابة 48 شخصاً، بينهم 19 طفلاً، نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الحرب في عموم المحافظات السورية.

ويؤكد الدفاع المدني أن هذه المخلفات تشكل “موتاً مؤجلاً للسوريين زرعه نظام الأسد البائد في المناطق السورية، كخطر طويل الأمد يهدد الحياة ويقوض سبل العيش”.  

قتل أعمى وضحايا بالصدفة

يصف السوريون مقتلهم جراء انفجار مخلفات الحرب بأنه “موت بالصدفة” إذ تنفجر الألغام بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار كوجود إشارات على انتشار هذه المخلفات في المنطقة.

وكمثال على ذلك، يقول الشاب أحمد الفرحات إنه كان يمشي رفقة شخص آخر في أحد الأحراش الجبلية بالقرب من بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي حيت وجد ثلاث جثث على الأرض قد مر عليها عدة أيام دون أن يراها أحد.

وقال الفرحات في حديث لموقع تلفزيون سوريا: إن 3 شبان يُعتقد أنهم من مدينة معرة النعمان قد وقعوا في حقل ألغام أثناء مرورهم في المنطقة فتوفوا على الفور ولم يتمكن أي أحد من إنقاذهم أو العثور عليهم إلا أثناء مرورنا عن طريق الصدفة لأن منزلنا قريب من هنا.

فردة حذاء عسكري وسط ذخائر غير منفجرة في أحد الحقول الزراعية

وأضاف: “بعد الحادث لم يَعُدْ لديّ ثقة بالعودة إلى منزلي القريب من حقول الألغام وقررت إبقاء أطفالي في خيمتهم في شمالي سوريا، فعلى الأقل العيش في الخيمة رغم قساوته أفضل من بتر أرجلهم أو موتهم بالألغام الفردية.

إزالة الألغام مقابل الأمان

في ريف إدلب الجنوبي، توصلت إدارة العمليات العسكرية إلى اتفاق مع عدد من عناصر قوات النظام المخلوع الذين كانوا متمركزين في المنطقة، ينص على المشاركة بتفكيك الألغام مقابل حصولهم على الأمان والعفو.

والتقى “تلفزيون سوريا” عدداً من عناصر النظام المخلوع في بلدات حاس وكفرنبل وكفرومة، بعد إدخالهم من قبل إدارة العمليات العسكرية من أجل تفكيك الألغام.

وجاءت هذه الخطوة بالتنسيق مع إدارة العمليات العسكرية حيث أمّنت لهم الوصول وعدم التعرض لهم مقابل قيامهم بالكشف عن حقول الألغام في قرى ريف إدلب الجنوبي التي كان يسيطر عليها النظام المخلوع.

وخلال الفترة الماضية، تمكن أولئك العناصر من تفكيك عشرات الألغام خصوصاً في القرى الأثرية والأحراش الجبلية التي كان يقصدها كل سكان المنطقة للتنزه بريف معرة النعمان الغربي.

وقال علي وهو أحد العناصر الذين كانوا متواجدين في ريف إدلب الجنوبي إنه عقب دخول قوات النظام المخلوع إلى المنطقة بين عامي 2019 و2020 تولى إلى جانب مجموعة من العناصر مهمة زراعة ألغام على خطوط التماسّ مع فصائل المعارضة السورية.

وأشار في حديث لموقع تلفزيون سوريا إلى أنه بعد سقوط النظام طلبت منه إدارة العمليات فك الألغام مقابل إعطائه الأمان، مضيفاً: “بالفعل وصلت أنا وعنصر آخر وقمنا بفك عشرات الألغام الموجودة حتى الآن”.

ويؤكد القيادي في إدارة العمليات العسكرية ومسؤول ملف الذخائر غير المنفجرة، عبد الرحمن الشرتح أن إدارة العمليات كثفت عمليات إزالة الألغام في أرياف إدلب وحماة عَبْر كاسحات الألغام وفِرَق الهندسة، وبالتعاون مع عناصر سابقين في قوات النظام المخلوع، مشيراً إلى أنه تم العثور على عشرات الحقول وتم تفكيك مئات الألغام في تلك المناطق.

وفي حديث لتلفزيون سوريا دعا الشرتح السكان إلى تجنب الذهاب إلى المناطق الجبلية قبل أن يتم تفكيك جميع الحقول؛ لأن قوات النظام المخلوع زرعت حقولاً في مناطق واسعة جداً، وتحتاج وقت طويلاً من أجل الانتهاء من العمل فيها.

حصيلة الضحايا الأعلى منذ سنوات

في عام 2022 وثق الدفاع المدني السوري 32 انفجاراً لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا، أدت لمقتل 29 شخصاً بينهم 13 طفلاً وإصابة 31 آخرين بينهم 22 طفلاً وامرأة.

أما في عام 2023 وثق الدفاع المدني 24 انفجاراً لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا بينها 17 انفجاراً من مخلفات قصف سابق و7 انفجارات لألغام أرضية، وأدت تلك الذخائر لمقتل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال وإصابة 29 آخرين بينهم 19 طفلاً وامرأتان.

كما أجرت فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة 1411 عملية مسح غير تقني، قامت خلالها بتحديد 522 منطقة ملوثة، وتخلصت من 1054 ذخيرة منها 321 ذخيرة عنقودية، و201 مقذوف، و 176 قنبلة، و164 صاروخاً، و134 قذيفة هاون، و47 فيوزاً، و4 قنابل ملقاة من الجو، و3 صواريخ موجهة، و3 ألغام أرضية، ومقذوف عديم الارتداد.

في المقابل، وثق الدفاع المدني من تاريخ 27 تشرين الثاني الماضي حتى 14 كانون الثاني الحالي، مقتل 38 مدنياً بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة 56 آخرين بينهم 23 طفلاً بجروح نتيجة انفجار مخلفات الحرب في عموم المحافظات السورية.

وأشار منسق برنامج إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني، محمد سامي المحمد، إلى الجهود المكثفة التي يبذلها الدفاع المدني للحدّ من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب التي تركها النظام المخلوع وحلفاؤه كموت مؤجل للسوريين.

وأوضح المحمد في حديث لتلفزيون سوريا أنه خلال عمل فرق إزالة مخلفات الحرب بالفترة السابقة حددت 117 حقل ألغام ونقطة ملوثة في حلب، وإدلب، وحماة، واللاذقية، ودير الزور.

ألغام

وقامت الفرق بتحديد أماكن هذه الحقول مع وضع علامات تحذيرية حولها وتحذير المدنيين منها بأساليب مختلفة كون فرق الدفاع المدني غير مختصة بإزالة الألغام، وهذا أقصى ما تستطيع فعله بالفترة الحالية، بحسب المحمد.

وبخصوص الذخائر غير المنفجرة وهي القسم الآخر من مخلفات الحرب، قال المحمد إن الدفاع المدني تمكن من إتلاف 822 ذخيرة مختلفة أغلبها من القنابل العنقودية وحدد أكثر من 80 نقطة مؤكد تلوثها بالذخائر غير المنفجرة في عموم المناطق السورية.

وأشار إلى أن الدفاع المدني يولي أهمية كبيرة لعملية التوعية، سواء التوعية الفيزيائية للسكان والكوادر التعليمية والعمال الإنسانيين، أو التوعية عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

ويجري الدفاع المدني تواصلات مع الجهات الفاعلة في مجال إزالة مخلفات الحرب لزيادة التنسيق للوصول إلى خطة واضحة للعمل والتخلص من مخلفات الحرب وتمكين السكان من العودة لديارهم واستثمار أراضيهم، بحسب محدثنا.

 

يذكر بأننا قد نشرنا لكم أعلاه تفاصيل ,إزالة الألغام في إدلب.. تعاون استثنائي بين إدارة العمليات وعناصر النظام المخلوع, نرجوا بأن نكون قد وفقنا بتقديم التفاصيل والمعلومات الكاملة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.

رابط الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى