سوريا

حملات تنظيف تطوعية تحاول إنقاذ دمشق.. الغبار والأوساخ يلوثان وجه المدينة

شاهد هذا الموضوع -حملات تنظيف تطوعية تحاول إنقاذ دمشق.. الغبار والأوساخ يلوثان وجه المدينة- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع

لو عاد الشاعر السوري الكبير نزار قباني اليوم إلى دمشق لما عرفها من شدة بؤسها واتساخ بيوتها وشوارعها، وحدهم أهلها من عادت البسمة إلى وجوههم بعد سقوط النظام، لكن رائحة الياسمين لم تعد ظاهرة فقد يبست معظم أشجار هذه الزهرة البيضاء ولم يعد للورد الجوري نضارة إلا ببعض المناطق الراقية التي اهتم سكانها بها.

صحيح أن الغيث النازل من السماء قليل ويصل إلى حد الندرة، إلا أن أشجار الطرقات تعيش إهمالاً مقصوداً إلى حد اليباس أو الجفاف، شيء قريب من الذبول والحزن الذي يمسك بيدك ليخبرك عن واقع المدينة.

في فندق الشام أحد أشهر الفنادق وسط العاصمة وضمن تصنيف خمس نجوم، يوجد في طوابقه العليا شرفة مزروعة بعشرات شجر النخيل التي شارفت على اليباس.

دمشق بعد سقوط النظام.. جهود تنظيف المدينة تواجه تحديات التلوث والإهمال

في دمشق، الغبار في كل مكان، قد يظن البعض أن هذا التلوث فقط من قلة العناية والإهمال وندرة تكنيس الشوارع وهذا صحيح إلا أن هناك ركام هائل يحيط بدمشق في غوطتيها الشرقية والغربية، ومع كل نسمة ينتشر الغبار في الأجواء.

محافظة دمشق المسؤولة عن تنظيف الشوارع بدأت بعد أيام من سقوط النظام بتنظيف العاصمة وتحسين حدائقها ومنتزهاتها.

ورغم الجهود المبذولة في إعادة الحياة إلى دمشق، ما زالت شديدة الاتساخ، الأوكسجين الذي نستنشقه مليء بالسواد والغبار وعوادم السيارات القديمة التي تطلق سموماً سوداء بكل مكان فهي لا تخضع لأي مراقبة وترسيم دوري يجبر أصحابها على صيانة عوادمها أو تغيير زيوت محركاتها.

في دمشق، معظم الأبنية لم تعد بيضاء أو رمادية أو بلون الحجر الفاتح هي أقرب للون الفحم والغبار، أبنية بلا روح وشبابيك لا ترى منها الحياة.

يقول عبد الله العثمان أحد السكان في حي أبو رمانة الراقي بدمشق: إن الحي الذي استلبه منا وزراء النظام وضباطه الكبار ومسؤوليه جعل الحي نظيفاً أو أكثر نظافة وترتيباً من غيره على مستوى الخدمات والحدائق لكن كنا في سجن محاط بالحواجز التي تأخذ منا رشاوى يومية.

وأضاف العثمان لموقع تلفزيون سوريا، أن التلوث الحاصل في دمشق هو بسبب منظومة الفساد المتكاملة التي كانت تحكم سوريا، أي مشروع حديقة أو منتزه أو حملة تنظيف سيسرق من ميزانيتها معظمها.

وأشار إلى أن الهواء أصبح أنظف بعد سقوط النظام معنوياً، لكن الواقع يقول إن المدينة التي تصنف أقدم عاصمة في التاريخ تتراكم بها القمامة والأوساخ بكل مكان تقريباً.

بيت "أبو خليل القباني" في دمشق ـ خاص

ولفت إلى أن المناطق التي يطلق عليها المخملية بلا شك وضعها جيد ونظيفة مقارنة بالمناطق والأحياء العشوائية والفقيرة اذهب إلى دويلعة وجرمانا والطبالة وغيرها الوضع كارثي حرفياً، إهمال مقصود وفساد هائل في البلديات والمجالس المحلية المسؤولة عن التنظيف.

الفساد والإهمال يحولان دمشق إلى مدينة تعاني التلوث والبؤس

وفي منطقة البرامكة التقينا بعامل النظافة علي أبو أحمد وهو فلسطيني سوري يعمل في محافظة دمشق منذ 30 عاماً في تنظيف شوارع دمشق.

وأضاف لموقع تلفزيون سوريا، أن دمشق من ناحية النظافة ليست بوضع جيد، لوجود البسطات التي زادت تردي أوضاعها.

وأشار إلى أن دمشق قبل 20 عاماً كان وضع النظافة فيها أفضل لحد كبير إلا أنها اليوم متأثرة من الغبار الذي يحيط بها من كل جانب جراء المدن المدمرة بريف دمشق.

ولفت أبو أحمد إلى أن عامل النظافة راتبه لا يكفي أجرة مواصلات مؤكداً أن الإدارة الجديدة وعدتهم بزيادة رواتبهم إلا أنه لم يحصل ذلك حتى الآن.

دمشق

وتابع أن عاملي النظافة في الدوام المسائي لا يحصلون على بدل مواصلات بينما يتم نقل موظفي الدوام الصباحي فقط من خلال مركبات تابعة للمحافظة.

ودعا أبو أحمد الذي أشاد به كل من تجمع حولنا خلال لقائه بأنه من أفضل عاملي النظافة في حي الحلبوني ودائماً يجتهد ليبقى الحي بأفضل حالاته.

وعائلة أبو أحمد مهجرة من قضاء صفد الفلسطيني إلى الجولان عام 1948 على يد الاحتلال الإسرائيلي، ثم هجر مجدداً عام 1967 إلى مخيم سبينة جنوبي دمشق، والذي يقيم فيه إلى الآن.

المبادرات الشعبية والتطوعية تحاول إنعاش روح دمشق التاريخية

لم تكن الفرق التطوعية في دمشق تنشط بشكل فاعل قبل سقوط النظام بما يخص تنظيف المدينة للعوائق الأمنية الكثيرة وفقدان معظم المتطوعين في تلك الفرق لأي أمل بمستقبل سوريا تحت حكم النظام المخلوع.

ومنذ الأيام الأولى نشطت بعض الفرق التطوعية في حملات لتنظيف الشوارع ودهان الأرصفة والمنصفات بهدف دعم مستقبل سوريا رغم بعض الأخطاء التي ارتكبت بما يخص طلاء جدران معتقل في اللاذقية وتنظيف مقر الأمن السياسي في كفر سوسة بدمشق وإزالة صور المعتقلين من على نصب الشهداء بدمشق.

كما عمل الدفاع المدني السوري بمشاركة فرق تطوعية محلية بدمشق على تنظيم حملة خاصة لتنظيف مجرى نهر بردى المليء بالأوساخ والقمامة منذ سنوات الأمر الذي أدى إلى منع تدفق المياه القليلة فيه وحول العديد من مساراته إلى مستنقعات ذات رائحة بشعة، في محاولة جادة لإنعاش أحد أشهر أنهار سوريا من جديد.

ومع فقدان المدينة لروحها تعيش حديقة السبكي بحي الشعلان أتعس أيامها مع تحولها إلى منتزه مليء بالغبار والأوساخ وغياب أي اهتمام به وهو ما ينطبق على كل حدائق ومنتزهات المدينة القليلة بالنسبة لعدد السكان.

وقال إبراهيم النشواتي الذي التقينا به في حديقة الشعلان، إن الحديقة كانت من أجمل حدائق دمشق وأكثرها حيوية وخضرة أما اليوم فهي بحالة بائسة فعلياً.

وأضاف النشواتي أنها اليوم فالحديقة مهملة تماماً ولا يتم العناية بها ويعود ذلك للكثير من الأسباب فقد كانت المحافظة مرتعاً للفساد حيث تسرق معظم المحروقات المخصصة لسيارات القمامة والإطفاء والسقاية والعناية بدمشق ما زاد من اتساخ العاصمة.

وتساءل النشواتي، إن كانت دمشق مدينة شديدة التلوث فكيف هو حال بقية المدن الأخرى التي كانت تحت سيطرة النظام المخلوع، كيف هو حال ريف دمشق الذي حول النظام أكثر من نصفه لركام وخراب؟

وتمنى عبر موقع تلفزيون سوريا، أن تصبح دمشق أفضل حالاً خصوصاً مع المبادرة الشعبية في تنظيف الشوارع وترتيبها بعد سنوات من الإهمال المتعمد لواحدة من أعرق عواصم التاريخ.

 

يذكر بأننا قد نشرنا لكم أعلاه تفاصيل ,حملات تنظيف تطوعية تحاول إنقاذ دمشق.. الغبار والأوساخ يلوثان وجه المدينة, نرجوا بأن نكون قد وفقنا بتقديم التفاصيل والمعلومات الكاملة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.

رابط الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى