سوريا

التنظيم المدني في سوريا صمد أمام الحرب ويعزز آمال إعادة الإعمار

شاهد هذا الموضوع -التنظيم المدني في سوريا صمد أمام الحرب ويعزز آمال إعادة الإعمار- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع

قالت دراسة أميركية إن التنظيم المدني استمر في سوريا طوال فترة الحرب، لكنه تحول إلى عمل تمارسه منظمات عابرة للمناطق في أماكن سيطرة المعارضة بالداخل السوري وفي دول الجوار، مشيرة إلى أن التنظيم المدني صمد أمام الحرب وهو اليوم يعزز آمال إعادة الإعمار.

وبحسب دراسة شاركت فيها باحثة متخصصة في العلوم السياسية من إحدى كليات جامعة إيلنوي الأميركية، تمكن التنظيم المدني الذي نفذه سوريون من تحمل العنف السياسي المستمر ومواجهته، إذ إنه لم يركز فقط على مصادر الخوف الأساسية المتمثلة بالحماية والبقاء، بل أيضاً ركز على قضايا بعيدة المدى مثل الحوكمة والسياسة الثورية، وذلك بحسب ما قالته رنا خوري أستاذة العلوم السياسية بجامعة إيلنوي، وأضافت: “كانت لدي رغبة في البحث بما حدث خلال الثورة التي قامت في سوريا ضمن السنوات التي أعقبت الربيع العربي، فكانت القصة التي سمعتها تدور حول وجود حركة لاعنفية تعرضت لقمع شديد على يد نظام الأسد، ثم تحولت الأمور إلى حرب بشعة. وهذا الكلام كله صحيح، ولكن في الوقت نفسه، لم يختف الناشطون السلميون السوريون، لأن بعضهم خرج من صفوف الثوار، وبعضهم الآخر انضم للجماعات المسلحة، ولكن كثيرين منهم واصلوا التأقلم والتكيف بحسب متغيرات ظروف الحرب، فوصلنا في نهاية الأمر إلى تطور لشيء يشبه كثيراً المجتمع المدني في الداخل السوري وفي المنفى”.

منهجية البحث

عبر الاعتماد على قاعدة البيانات الأصلية الموسعة المؤلفة من منشورات عامة ظهرت على فيس بوك نشرتها منظمات سورية خلال الفترة ما بين 2011-2020، وعلى دراسات لحالات نوعية قامت على بحث ميداني امتد لعشرة أشهر وأجري بين صفوف الناشطين السوريين الموجودين في تركيا والأردن، تمكنت خوري مع الباحث ألكساندر سيغيل من جامعة كولورادو بولدر من إجراء دراسة منهجية للتنوع “الجغرافي والزماني والموضوعي في التنظيم المدني” وذلك بحسب الدراسة التي نشرها مركز Perspectives on Politics للأبحاث.

وأشار البحث إلى أن التنظيم المدني ظهر واستمر في مناطق أخرى ولفترات أطول ومجالات أكثر فاقت كل الافتراضات المتوقعة لذلك التنظيم.

سوريا

تعلق خوري على ذلك بقولها: “ظهرت مئات المنظمات في وقت الحرب، إذ يمكن للتنظيم المدني أن يجمع بين جهود العناصر الفاعلة المحلية وجهود اللاجئين الموجودين في دول الجوار أو في الشتات. ولهذا فكرنا بطريقة لنتتبع هذا الطيف الواسع من العمل والنشاط، سواء على المستوى الجيومكاني أو الموضوعي، إلى جانب دراسة استمراره طوال فترة الحرب”.

أنشأت خوري قاعدة بيانات لصفحات عامة موجودة على الفيس بوك والتي وصفتها بأنها تمثل: “شكلاً من أشكال البيئة الرقمية أو المجال العام المتاح للمدنيين والمنظمات السورية”، وتضيف: “كان ذلك في العشرية الثانية من الألفية الثالثة، إذ بمجرد أن فتح الفيس بوك التفت المدنيون السوريون إليه، وهكذا جمعت قاعدة بياناتي التي تحوي أكثر من 1300 صفحة أنشئت على الفيس بوك، وبمساعدة الباحث المشارك معي، جمعنا بعد ذلك ملايين المنشورات التي ظهرت على الصفحات والتي قدمت لنا تلك الرؤية الغنية والدقيقة التي أنتجها سوريون عن أنشطتهم التنظيمية”.

وإضافة إلى تحليل وسائل التواصل الاجتماعي، أمضت خوري عشرة أشهر في بحث ميداني أجرته في الأردن وتركيا ولبنان، وعنه تقول: “قدمت لي حواراتي مع تلك العناصر الفاعلة والناشطين المدنيين فهماً أوسع عن الطيف الواسع من الأعمال التي كانوا يمارسونها، وكل شيء ابتداء من الإغاثة الإنسانية وصولاً إلى مناصرة حقوق الإنسان، والتحضير للعدالة الانتقالية، والمساعدات التي ستقدم على المدى الطويل في مجال التنمية والتعليم. بيد أن جمع البيانات في ظروف الحرب يعتبر تحدياً فريداً من نوعه، والبحث الميداني ساعدني على فهم الطرق والأساليب التي تتفاعل تلك المنظمات من خلالها والتي حققت عبرها وجوداً تمثيلياً على منصة الفيس بوك، ثم إنني لم أكن لأثق بقاعدة بياناتي من دون اعتمادي على هذا العنصر النوعي من عناصر البحث”.

مسح الفواعل المدنية

التنظيم المدني وتعافي سوريا

وتخبرنا خوري بأن دلالات الدراسة تشير إلى استمرار عمل المدنيين في ظل ظروف خطرة، وهذا ما جعلها تقول: “حتى في خضم كل هذا العنف، لم توقف مجموعات التنظيم المدني أنشطتها، على الرغم من إخفائها لذلك في بعض الأحيان، سواء بشكل فعلي أم رمزي، فقد هاجر هؤلاء إلى مناطق أخرى أغلبها باتجاه مناطق سيطرة الثوار، أو لجأوا إلى دول أخرى، لكن وجودهم لم يختف أو ينقطع، وفي بعض الأحيان اتخذ نشاطهم طابع السرية بسبب المناطق التي يعملون فيها، أما في مناطق سيطرة الثوار، فكانوا عرضة دوماً لقصف النظام. كما استعدتهم في أحيان أخرى الفصائل المسلحة التي كان بينها فصائل متشددة، ولهذا بدأت بعض المدارس المخصصة للأطفال النازحين تعمل بشكل سري، كما أجروا تبادلات طبية سرية، إذ حاولوا الحصول على مستلزمات طبية وإيصالها إلى المناطق التي كان النظام يحاصرها. وعلى الرغم من كل تلك الظروف الخطرة، واصلت المنظمات عملها وتطورت، وتحول بعضها إلى منظمات غير حكومية رسمية تتعاون مع منظمات إغاثية، وهذا ما بيناه في دراسات الحالات التي قدمناها، وأخيراً فإن هذا النوع من المجموعات التي تعمل في مجال التنظيم المدني لابد أن يسهم في تعافي سوريا وإعادة إعمارها بعد حقبة الأسد”.

 

للإطلاع على الدراسة يمكن زيارة: Phys.org

شارك هذا المقال

يذكر بأننا قد نشرنا لكم أعلاه تفاصيل ,التنظيم المدني في سوريا صمد أمام الحرب ويعزز آمال إعادة الإعمار, نرجوا بأن نكون قد وفقنا بتقديم التفاصيل والمعلومات الكاملة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.

رابط الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى