سوريا

إسرائيل في سوريا: امتحان تركي أميركي أيضا

شاهد هذا الموضوع -إسرائيل في سوريا: امتحان تركي أميركي أيضا- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع

تسير العلاقات التركية الأميركية منذ سنوات فوق حقل ألغام بسبب كثير من ملفات التوتّر والتباعد. لم يتردد جو بايدن في اعتماد سياسة إضعاف تركيا وتعريض مصالحها للخطر في الإقليم. أنقرة بالمقابل تمسّكت باستهداف شركاء واشنطن على خطّ شرق الفرات والسليمانية. هي لم تشأ أيضا التفريط بعلاقاتها مع روسيا والصين على أكثر من جبهة.

أمام تغيرات المشهد الإقليمي بدأنا نسمع الرئيس التركي وهو يكرر مقولة أنّ هناك لوبيات كثيرة يهمّها تسميم العلاقات التركية الأميركية، لكنّنا سنقف سدّاً بوجهها. رسائل انفتاحية جديدة باتجاه دونالد ترمب قبل أيام من عودته إلى البيت الأبيض، لكننا لا نعرف كيف سيفعل أردوغان ذلك وهل ترمب على استعداد لإعطائه ما يريد؟

 لا أحد يتوقع انفراجة باكرة وسريعة في العلاقات التركية الأميركية، إذا لم نقل إن العكس هو الصحيح على ضوء ما نسمعه ونقرأه نقلا عن فريق ترمب الرئاسي الجديد. لكن المتغيرات الإقليمية الأخيرة في المنطقة خصوصا على جبهتي لبنان وسوريا قد تشكل حافزا باتجاه انفراجة واسعة في العلاقات بين البلدين.

الحديث يدور في الداخل التركي عن احتمال تحول المشهد السوري إلى فرصة للتقريب بين واشنطن وأنقرة في التعامل مع ملفات وأزمات إقليمية فيها كثير من المقايضات والصفقات

العقبة اليوم هي دخول تل أبيب على الخط بعد باريس لمواصلة سياسة بتحريض واشنطن ضدّ تركيا في سوريا وشرق المتوسط وإيجه وشمال أفريقيا بعدما تضرّرت مصالحهما بسبب السياسات التركية. صعّد نتنياهو ضدّ أنقرة بسبب مواقفها من الحرب على قطاع غزة وممارسات إسرائيل في جنوبي سوريا. لكن المشكلة هي أن واشنطن أيضا بدأت تنتقد الممارسات الإسرائيلية في المكانين. إسرائيل ستكون من بين المتضرّرين في حال أي تقارب تركي أميركي في سوريا. خصوصا وأن الحديث يدور في الداخل التركي عن احتمال تحول المشهد السوري إلى فرصة للتقريب بين واشنطن وأنقرة في التعامل مع ملفات وأزمات إقليمية فيها كثير من المقايضات والصفقات.

سبب المواجهة التركية الأميركية في سوريا هو ليس تضارب السياسات، بل طريقة تعامل الطرفين مع مصالح شركاء وحلفاء لهم هناك. يمنح سقوط المشروع الإيراني في المنطقة وتراجع النفوذ الروسي في سوريا، فرصة لأردوغان وترمب باتجاه صناعة سياسة إقليمية أكثر تأثيرا، لكن عليهما أولا تجاوز “قطوع” شرق الفرات وتوغل نتنياهو في المشهد السوري مستغلا الظروف السياسية والأمنية القائمة.

سيبذل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جهدا إضافيا لإقناع صديقه ترمب بفوائد “التهدئة الإقليمية” التي يتحدث عنها منذ عامين، وبارتداداتها الإيجابية على مصالحهما المشتركة، وحيث تعود غالبية أسباب الخلاف والتباعد بشأنها إلى طريقة تعاملهما ونظرتهما إلى سبل حماية مصالح شركاء وحلفاء لهم لا يريدون التخلي عنهم.

سقوط المشروع الإيراني في المنطقة وتراجع النفوذ الروسي في سوريا، يشكل فرصة لأردوغان وترمب باتجاه صناعة سياسة إقليمية أكثر تأثيرا.

سيتمسك أردوغان بموقف عدم مواصلة التصعيد ضد طهران في الإقليم أكثر من ذلك، لأن ارتدادات المزيد من التصلب ستنعكس على أنقرة قبل غيرها. كما سيصر على تفعيل سيناريو التقريب بين ترمب وبوتين لوقف الحرب في القرم، والبحث عن خيارات وبدائل مقبولة فيها بعض التنازلات والمساومات وتفتح الطريق أمام معادلة ” إربح ودع غيرك يربح “.  في المقابل سيحاول الرئيس الأميركي إقناع نظيره التركي بعدم إشعال جبهة شرق الفرات ضد مجموعات “قوات سوريا الديمقراطية” مقابل سحب ورقة “داعش” من يدها، وتفعيل الحوار السوري السوري، المرتبط بالحؤول دون عودة إيران إلى دمشق ومراعاة مصالح موسكو في إطار صفقة إقليمية أوسع. كما سيعمل على إقناع أردوغان بالتخلي عن مواصلة توتير العلاقة مع تل أبيب في سوريا مقابل دفعها للانسحاب من المناطق التي دخلتها في مناطق فض الاشتباك والبحث عن فرص الاستفادة من المتغيرات السياسية والأمنية في المشهد السوري.

رسائل ماركو روبيو المرشح لمنصب وزير الخارجية الأميركي أمام “امتحان الفحص” في مجلس الشيوخ الأميركي لم تكن مشجعة “الحكام الجدد في سوريا لا يمنحوننا الطمأنينة.. إيران وروسيا ستعودان لملء الفراغ في سوريا إذا لم تقم واشنطن بـالاستفادة من هذه الفرص”. ويتابع “أردوغان عائق أمام تحسن الأوضاع في سوريا.. إدارة ترمب ستتواصل فورا معه لثنيه عن اتخاذ أي خطوة ضد الأكراد في سوريا. لأنه على واشنطن أن تستمر في دعم قوات سوريا الديمقراطية “. فهل مواقف روبيو هي التي ستعتمد في سياسة ترمب السورية؟

تجاهل اجتماع روما الأميركي الأوروبي الأخير بحث موضوع داعش في سوريا وسبل معالجته مع الجانبين التركي والسوري. فهل يتبنّى ترمب بعد أيّام السياسة نفسها، وهو الذي أعلن قبل سنوات انتهاء الحرب على “داعش”؟

إذا ما قدم ترمب لأنقرة ما تريده في الملفّ السوري، فلن يتردد أردوغان بالرد عبر كثير من الهدايا السياسية والاقتصادية بطابع إقليمي. العقبة أمام جهود ترمب للتقريب بين أنقرة وتل أبيب هي التصلب الإسرائيلي في سوريا. فكيف سيتصرف ترمب لإنهاء التوتر التركي الإسرائيلي وهو يستعد لتفعيل صفقة القرن بشكلها ومضمونها الجديد؟

كشف الرئيس الأميركي جو بايدن وقبل أيام من مغادرته للبيت الأبيض عن نقاشات كواليس دارت بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. “حاولت ثني إسرائيل عن القصف العشوائي للتجمعات البشرية بغزة، فرد عليه نتنياهو بقوله أردتم الفوز في الحرب العالمية الثانية فقصفتم برلين وألقيتم قنبلة نووية على اليابان”. تراشق فاضح قد يخدم أهداف أردوغان الذي قال إن إسرائيل ستنسحب عاجلا أم آجلا من سوريا. لكنه ينفع ترمب أكثر لأنه يورط الثنائي بايدن – نتنياهو أكثر فأكثر في ارتدادات الملف الفلسطيني بسبب سكوتهما المشترك عما فعلته إسرائيل طوال 17 شهرا في قطاع غزة، وينتزع بالتالي كثيرا من التنازلات الإسرائيلية قبل دخوله البيت الأبيض لإطلاق حملة صفقة القرن – 2 بعد إدخال كثير من التعديلات عليها والتي سيكون لسوريا حصتها الكبيرة فيها.

سيقوي ارتفاع أصوات المنددين عربيا وتركيا وغربيا بالممارسات والسياسات الإسرائيلية في الإقليم موقف ترمب، إذا ما كان يحتاج إلى مثل هذه الفرصة لوضع خطة سلام إقليمي جديدة معدلة. الشق السوري مهم هنا فهو قد يمنحه فرصة أقوى بعد سقوط نظام الأسد وانهيار الجدار الإيراني واستعداد موسكو للدخول في لعبة تفاهمات متعددة الأهداف والجوانب. نتنياهو هو الذي يوسع من رقعة اعتداءاته ويخرق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ولا يحترم قرارات مجلس الأمن الدولي في جنوبي سوريا، ويعلن أنه لن ينسحب من المناطق التي دخلها.

بمقدور ترمب هنا أن يستمد قوته مما تقوله العواصم العربية وأنقرة إذا ما كان راغبا في محاصرة القيادة الإسرائيلية وإلزامها بالتخلي عن سياساتها الحالية في التعامل مع الملفات الإقليمية. اتساع رقعة الاصطفافات الإقليمية في مواجهة نتنياهو قد يمنح ترمب فرصة لا تعوض إذا ما كان راغبا في الذهاب وراء التهدئة الإقليمية مستفيدا من التحولات والمتغيرات الإقليمية الحاصلة والتي قد لا تتكرر بمثل هذه السهولة.

أسلوب الشرع في عملية توحيد سوريا من جديد قد يغضب إسرائيل، رغم الرسائل المعتدلة التي وجهها وزير الخارجية السوري تجاه تل أبيب حول أننا لن نشكل أي تهديد لأي دولة بما فيها إسرائيل. لكن نتنياهو يريد البقاء في سوريا لأطول مدة ممكنة ينجز خلالها عملية تحييد القوة العسكرية لسوريا وإلزامها باتفاقية سلام مع إسرائيل. الطريق إلى ذلك يمر عبر تفكيك سوريا وشرذمتها إلى كانتونات تتناحر حول تقاسم الثروات والسلطة. فهل هذا هو أيضا ما سيدعمه ترمب؟ أم هو سيصغي لما سيقوله أردوغان حول مخاطر سيناريوهات كارثية من هذا النوع على أمن واستقرار المنطقة بأكملها؟

يذكر بأننا قد نشرنا لكم أعلاه تفاصيل ,إسرائيل في سوريا: امتحان تركي أميركي أيضا, نرجوا بأن نكون قد وفقنا بتقديم التفاصيل والمعلومات الكاملة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.

رابط الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى