سوريا

تواصل جغرافي واجتماعي.. الطريق بين إدلب واللاذقية أصبح مفتوحاً

شاهد هذا الموضوع -تواصل جغرافي واجتماعي.. الطريق بين إدلب واللاذقية أصبح مفتوحاً- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع

دخلت إلى الكراج وسمعت أحدهم يسألني: أذاهب إلى إدلب؟ أحسست أني في حلم”. 

هذا ما قاله أحمد، شاب جامعي من اللاذقية، يصف وضع الكراج عندما دخل إليه مؤخراً، واصفاً الحالة بالحلم. فالطريق إلى إدلب، الذي مُحي من ذاكرة أهالي اللاذقية تقريباً خلال 13 عاماً عاد ليفتح من جديد. حيث كانت الطرقات مع إدلب قد قطعت وتلاشت كل سبل الوصول إلى مناطقها في السنوات الأخيرة قبل سقوط النظام.

تختلف علاقة إدلب بالساحل عن علاقة أي محافظتين متجاورتين. فأهالي جسر الشغور أقرب إلى اللاذقية من كونهم يتبعون لإدلب جغرافياً، وقسم كبير من أهالي الجسر استقروا في ريف اللاذقية الشمالي أو في أحياء مدينة اللاذقية، بحسب ما يقول أحمد. هذا ما خلق علاقة مودة بين أهل الجسر واللاذقية، بالإضافة إلى علاقات التجارة والقرابة التي نشأت على مدى سنوات طويلة.

عند التجوال اليوم في اللاذقية، تُلاحظ وجوهاً جديدة وغريبة، هي وجوه أبناء البلد الذين حُرموا من زيارة اللاذقية لسنوات. تسمع لهجاتهم المحببة وجملهم التي تتكرر كثيراً بين أهالي إدلب في الشوارع وفي كل مكان. وبين وجوه مبتسمة وأخرى ما زالت متفاجئة، تستطيع التكهن بارتياح شعبي غريب في اللاذقية، ناتج عن تعرفهم إلى شعب حُرموا من لقائه طوال سنوات الحرب والدمار. “هدول ولاد البلد، متلهن متلنا، النظام فرقنا واليوم عم نجتمع”، يضيف أحمد. 

وما إن بدأ دخول الأدالبة إلى اللاذقية، حتى امتلأت الأرصفة بالبضائع التجارية، وهي حالة حُرم منها السوريون عامة وأهالي اللاذقية خاصة. هذه البضائع تشمل كل شيء، من المواد الغذائية إلى الأجهزة الكهربائية والملابس، بأسعار مريحة ورمزية مقارنة بما كان السوريون يدفعونه سابقاً. ومع غياب رقابة آل الأسد عن اللاذقية، يشعر السكان بالارتياح لعدم وجود سلطة تضيق الخناق على أرزاقهم وتمنعهم من كسب عيشهم. 

4

ما إن استقرت الأمور حتى بدأ سكان الساحل بالتوافد إلى إدلب وزيارتها، للتعرف إلى آثار الدمار الذي خلفته قوات النظام السابق في مناطقها. كما عاد كثيرون منبهرين بجمال مناطق سرمدا والدانا، التي تضم مراكز تجارية حديثة ومباني منظمة. كما نظمت شركات سياحية عدة رحلات ليوم واحد إلى إدلب، في خطوة اعتُبرت إيجابية لتعريف سكان الساحل بالمدينة وسكانها.

ريم، فتاة من إدلب اضطرت إلى البقاء في اللاذقية مع شقيقتها لإكمال دراستها الجامعية، عادت لاحقاً إلى إدلب بطريقة غير نظامية. تتذكر ريم كيف كان النظام السابق يصف أهالي إدلب بـ”الإرهابيين”، وكيف كانت موضع شكوك واتهام في كل مكان، سواء في دوائر الدولة أو الجامعة أو السكن الجامعي وحتى الحي الذي عاشت فيه لفترة قصيرة بعد التخرج ريثما تستصدر أوراقها الجامعية.

قالت ريم لموقع تلفزيون سوريا: “كنا نعاني منذ أيام حافظ الأسد ولاحقاً ابنه بشار لقد حلت علينا اللعنة دوماً، واليوم تحررنا فعلاً..”. يتذكر السوريون حادثة دخول حافظ الأسد إلى مدينة إدلب ورميه بالأحذية، ومنذ ذلك الحين لم يدخلها ألبتة، وهو ما جعل المدينة تعاني من القطيعة والحرمان.

مول
مول الحمرا في إدلب

ريم، كسائر أبناء إدلب، تشعر بالفرح لتوافد عموم السوريين، وخصوصاً سكان الساحل إلى مدينتها، معتبرة أن ذلك يتيح لهم التعرف إلى إدلب بجمالها وبساطة أهلها، بعد قطيعة طويلة بين المنطقتين.

في الأسابيع الماضية، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعان لشابين من الطائفة “العلوية” يزوران إدلب، ما اعتُبر كسراً لحاجز الخوف بين المنطقتين. هذه الخطوة شجعت آخرين على تكرارها، وأسهمت في تقريب وجهات النظر، رغم الحاجة إلى جهود أطول لجمع شتات السوريين وترميم العلاقات بين مختلف المناطق التي هشمها النظام المخلوع.

تشكل لدى السوريين بالساحل صدمةً بما رأوه خلال زيارتهم لإدلب، إن كانت من ناحية تنظيم العمل هناك أو الازدهار التجاري نسبة لمدينة محاصرة أو الدمار المرعب الحاصل في باقي مناطقها.

ماذا قال الأدالبة عن اللاذقية وجبلة؟

“مازن” شاب من إدلب سعد كثيراً بوجوده في اللاذقية، فقد درس في جامعتها سابقاً وأحبها، لكنه يقول إن شوارعها كانت ممسوحة من ذاكرته. مازن اندهش من التنوع الموجود في اللاذقية، وبتنوع السكان وقدرتهم على التأقلم مع كل جديد، حتى تعايشهم معاً وجده نواة لبناء سوريا المستقبل. ولا يخفي مازن صدمته من الريف الساحلي، ومقدار الفقر الموجود هنالك.

“كان لدينا تصور مختلف، توقعنا مشاهدة قصور ومبانٍ فخمة وبيوت فارهة الجمال، للأسف الريف العلوي أسوأ من مناطقنا المدمرة”. هكذا ولد انطباع لدى مازن عن مقدار الفقر والإهمال الذي أغرق به النظام المنطقة، ليزيد التفرقة بين أهالي المحافظة.

“هدى” باحثة وناشطة في مجال السلم الأهلي، تجد أن لهذه الصدمة التي عايشها أهالي إدلب واللاذقية أثراً إيجابياً سنلحظه لاحقاً. فبحسب تصورها ودراستها “فهاتان المنطقتان كونتا أفكاراً خاطئة عن بعضهما البعض، وبالرغم من وجود كثير من مهجري إدلب في اللاذقية وانطباعاتهم الجيدة عن السكان في اللاذقية فإن اختلاطهم اليوم على أرض الواقع يعتبر شرارة لبدء تكوين مجتمع سوري متنوع ومتعدد” وتضيف، “اليوم هاتان المنطقتان تتعرفان إلى بعضهما وتكونان صورة حقيقية عما عانوه من النظام السابق، غداً. سيشاركون في بناء سوريا”.

 

يذكر بأننا قد نشرنا لكم أعلاه تفاصيل ,تواصل جغرافي واجتماعي.. الطريق بين إدلب واللاذقية أصبح مفتوحاً, نرجوا بأن نكون قد وفقنا بتقديم التفاصيل والمعلومات الكاملة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.

رابط الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى