مستشفى المجتهد في دمشق.. بنية متهالكة ونقص حاد بالمستلزمات الطبية

تواجه مستشفى المجتهد في العاصمة السورية دمشق أزمة حادة تتمثل في تهالك البنية التحتية ونقص شديد في المعدات والمواد الطبية الأساسية، ما ينعكس بشكل مباشر على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى.

وأفاد الاختصاصي بالجراحة العامة في المستشفى، د. محمد الحلبوني، بأنه وخلال السنوات الماضية، تعرضت المستشفى لاستنزاف كبير في أجهزتها الطبية والبنية التحتية، ما أدى إلى خروج العديد من المعدات عن الخدمة وظهور أعطال متكررة تعيق تقديم الرعاية الصحية.

وأشار الحلبوني في لقاء مع تلفزيون سوريا إلى أن الوضع تسبب في نقص كبير بالمستلزمات الأساسية مثل الحقن، الكفوف الطبية، وخيوط الجراحة، حيث يُجبر المرضى أحياناً على تأمين هذه المواد من خارج المستشفى.

نقص حاد في المستلزمات الطبية

وبحسب تصريحات العاملين، فإن المستشفى يعاني أيضاً من نقص حاد في أدوات العمليات الجراحية، بما في ذلك الأدوات الضرورية لإجراء أبسط العمليات.

ورغم وجود كوادر طبية مؤهلة يتجاوز عددها 100 طبيب، إلا أن المشكلة الرئيسية تكمن في قلة الموارد والمستلزمات الطبية، ما يزيد من صعوبة تقديم الخدمات المثلى.
 

كما أشار العاملون إلى تدهور حالة النظافة والتعقيم داخل المستشفى، خاصة في أقسام الطوارئ، حيث تعاني من نقص حاد في العناية والنظافة، ما يعكس تدهوراً عاماً في مستوى الرعاية الصحية المقدمة.

ويضع الوضع الحالي تحديات كبيرة أمام القطاع الصحي الحكومي الذي يفتقر بشكل عام إلى التجهيزات والموارد اللازمة، بسبب إهمال نظام الأسد المخلوع لهذا الجانب.

إرث الإهمال والتسييس

تعكس حالة مستشفى المجتهد في دمشق فصلاً مأساوياً من تاريخ القطاع الصحي في سوريا، حيث يكشف هذا التدهور عن إرث ثقيل من الإهمال والتسييس الذي مارسه نظام الأسد المخلوع.

وعمد النظام السابق خلال سنوات حكمه إلى تحويل المشافي إلى أدوات تخدم جيشه وتساهم في معالجة جرحاه، بدلاً من خدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم الصحية الأساسية.

وساهم هذا التجيير الممنهج للمرافق الصحية لصالح آلة الحرب في تدهور البنية التحتية للمستشفيات، واستنزاف معداتها الطبية.