رغيد الططري.. ما قصة الطيار السوري الذي كرّمه أهالي حماة؟

كرّم أهالي محافظة حماة وسط سوريا، يوم أمس الجمعة، الطيار رغيد الططري عقب قضائه 43 عاماً في سجون نظام الأسد قبل الإطاحة به.

واعتُقل الططري عام 1982 لرفضه أوامر قصف المدنيين في مدينة حماة، وأظهرت لقطات تكريم الططري في أحد جوامع مدينة حماة عقب صلاة الجمعة، التي شهدت إقامة صلاة الغائب في عموم البلاد، وتقديم هدية عبارة عن سيف مذهّب.
 

وباسم أهالي حماة، قدّم الشيخ معاذ ريحان السيف المذهّب للططري، مشيراً إلى أنه “هدية رمزية لقضائه أكثر من نصف عمره في سجون النظام”.

وخلال معركة “ردع العدوان”، حررت فصائل إدارة العمليات العسكرية الططري من السجن المركزي في مدينة طرطوس إضافة إلى آخرين، عقب انهيار النظام وفرار رئيسه بشار الأسد.

الاعتقال الأطول في تاريخ سوريا الحديث

رغيد الططري، الضابط السوري الذي لُقِّب بـ”عميد المعتقلين السوريين”، عانى أطول فترة اعتقال سياسي في تاريخ سوريا الحديث، وفقاً لمنظمات حقوقية.

قضى 43 عاماً في سجون نظام الأسد بعد اعتقاله عام 1982، ليتم تحريره من قِبل الفصائل خلال عملية “ردع العدوان” التي أسقطت نظام بشار الأسد.

وُلد الططري عام 1954 في دمشق، والتحق بالقوات الجوية السورية حيث أصبح طياراً حربياً في عشرينيات عمره، وتزامنت مسيرته العسكرية مع تصاعد المواجهات بين نظام حافظ الأسد ومعارضين له، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، التي شهدت ذروتها في مجازر حماة عام 1982.

رفض تنفيذ أوامر القصف

خلال الحملة العسكرية في حماة، رفض الططري تنفيذ أوامر بقصف مواقع مدنية في المحافظة.

لم يكتفِ بذلك، بل رفض أيضاً الإبلاغ عن زملاء منشقين. هذا الموقف أدى إلى اعتقاله واستجوابه، ثم فصله من الجيش، وبعد محاولات للهروب من البلاد، اعتُقل لدى عودته إلى سوريا نهاية عام 1981.

بدأت رحلة اعتقال الططري في سجن المخابرات العامة، حيث تعرض لتعذيب وحشي قبل نقله إلى سجن المزة العسكري.

لاحقاً، أمضى 21 عاماً في سجن تدمر سيئ السمعة، قبل أن يُنقل إلى سجن صيدنايا حيث شهد أحداث تمرد السجناء وقمعها بوحشية.

مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، نُقل إلى سجن عدرا المركزي حيث استمرت معاناته في ظروف إنسانية قاسية.
 

شارك هذا المقال