شقيقة سنية الدهامني تلاحق قضائيا مديرة سجن النساء بمنوبة — Tunisie Telegraph
شاهد هذا الموضوع -شقيقة سنية الدهامني تلاحق قضائيا مديرة سجن النساء بمنوبة — Tunisie Telegraph- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع
عادت رملة الدهماني شقيقة المحامية والاعلامية سنية الدهاني للحديث مجددا عن معاناة شقيقتها بسجن النساء بمنوبة بعد ان حصلت على تطمينات من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان التي تلقت بدةورها تطمينات من ادارة السجن ولكن حسب تدوينة شقيقتها رملة لم يتغير أي شيئ حتى أنها أكدت أنها قررت رفع قضية ضد مديرة السجن
وبانتهاء الزيارة التي أداها اليوم والد سنية الدهماني لابنته بالسجن ومن خلال ما نقله عن الاجواء التي مازالت تعيشها داخل السجن كتب رملة الدهماني التدوينة التالية ”
اليوم مهدي كلّمني كي خرج مالحبس وقالي: “هاو بابا باش يحكيلك”. ما زاد معايا حتى كلمة. فهمتو مقهور ما ينجمش يحكي. بابا بجنبو رصاتلو يغلي بالساكتة ما ينجمش يفضفض.
بابا، يحكى و صوته يوجع. صوت حزين، مشوي، كل كلمة توجع أكثر من اختها. قالي: “اختك تضحك. ضحكة متاع ما تخافوش راني لباس. أما أنا شفت اللي مخبّي ورا الضحكة.” وبدى يحكيلي على يديها. يديها اللي ما عادش يدين. صوابعها، ولاو كي المخالب. يابسين، عاكشين مالبرد والروماتيزم. “ما عادش تنجم لا تحلّهم لا تسكّرهم. ما عادش تحسّ شي للمرفق.” بدنها، كل يوم يزيد يتهد بشوية بشوية.
نسمع في صوت بابا و تقول نار شاعلة في جواجية. وجيعة سنية فاتت الحبس، هدت لحيوط و قاعدة تهد فينا الكل. صوت بابا الرّجال، القوي، اللي راسو ديما عالي اليوم حزين. وأنا نسمع و ما لقيت كيفاش نواسيه، كيما مانيش لاقية كيفاش نخفف على أمّي. امي ما عادش تقوم مالفرش. ادّوش يشدها البكاء. اشهرة ما خرجتش مالدار.، تشيحلنا ريقنا بش تاكل. ما تحب تعمل شي مللي بنتها محرومة منه. أمّي قاعدة تموت بالعرق. اختارت تحرم روحها كيما حرمو بنتها.
سنية في الحبس تعاني، و العذاب متاعها خرّب عايلة كاملة.
اليوم قعدت نخمم نعمل ستاتي و إلا لا؟ ما عندي حتى جديد نحكي عليه، الحبس هكاكة ما فيهش الجديد. كل جمعة فرد حكايات. فرد وجيعة. فرد قهر. وكل جمعة نكتب على فرد كوشمار. قلت لعباد فدت، جوّ راس العام و عشوات و سهريات يزيهم مالنكد. نلقى روحي ما نجمش نسكت. خاطر كان أنا نسكت، شكون باش يحكي على سنية؟ كان أنا نسكت، هاني وليت كيفهم.
سنية ڤرسانة. سنية بش تموت بالبرد. كان فما حاجة باش تقتلها، راهو البرد. مش حاجة أخرى. قالت ما ندفى شوية كان كي يخرجونا للآرية، البرى اسخن مالبيت.تحكي قالت: “فمّا 16 دوش. 3 منهم مكسّرين من نهار اللي دخلت. 13 دوش لألاف النسا. الماء ملوّل يغلي و في الاخر مڤلص. انت و زهرك وقتاش تتعدى. يا تتلسع بالسخانة يا بالبرد.” هذيكة الدوشة متاع درج في الجمعة. بقية ليامات الماء المڤلصة متاع سبلات البيت، أكلي ما عاتش تنجمو . ولات تنظّف بالنجات، متاع عندكشي عندي. وبعد تتلف في البطانية وتخنس نهار كامل لا تقوم لا تتحرك.
و مع هذا الكل سنية ما زالت واقفة. ما زالت تتكلم و تعارك. ما زالت تحكي و دافع على النسا. بابا قالّي، الفيزيتا هذي ردتهالنا محاضرة على حقوق النسا. قالتلهم: “علاش الرجال يمشيوا للمحكمة لابسين مكستمين، محجمين، متهممّين، دافيين ومحترمين؟ وإحنا يخرجونا كيما وجوه قوموا اندبو. ململمين في سفساري شايط، شلاكة بلاستيك في ساقينا، بلاش كبوط نتڤضرفو بالبرد؟ علاش الهم هاذا؟ علاش الظلم هذا؟” كي تمشي للجلسة تضرب بالاثناش ساعة في الجاول متاع المحكمة. دموس بارد و اضلم و البر يأكل فيها. الرجال، لابسين، دافيين. والنساء ليهم ربي. عقاب فوق عقاب. يحبّو يحطموهم. الحبس ما يكفيش.
زيد فوق الشهر قاطعينها مالعالم. منعو عليهم الجرائد. قصو عليهم الراديو و قنوات الأخبار في التلفزة. سنية والنسا اللي معاها ما عادش يعرفوا شنوّة صاير في الدنيا . حتى الكتب و الجوبات اللي تبعثوا بالميات، افوكاتية فرانسيس، توانسة و أجانب نعرفوهم و ما نعرفوهمش. يحبوا ياقفو معاها و يقلولها راك ماكش منسية ما وصللها منهم شي. لا كتاب، لا جواب. يحبّوها تعيش وحدها، ضربها القلق، ڤرسانة، مسكر عليها، صفر أمل.
الجمعة اللي فاتت مشاولها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان. كي خرجوا، طمنونا: “سايا تحلّوا المشاكل الكل، كل شي باش يتصلّح.” يخي سنية، قالتلنا: “كذبو عليهم ما تبدّل شي و ما تصلح شي.” جيست عيطولها الأربعاء اللي فات،. قالولها: “ما في بالناش تحب تخرج صبونك المسّخ. هانا كتبنا للإدارة العامة، وإذا وافقوا، خرجو.” مسرحية. مهزلة و كذب. سنية ملداخل و احنا مالبرّى غرقناهم بالمطالب على الصبون، لا عمرهم تحركتلهم شعرة.
هو الحبس خايب من اصلو اما من نهار اللي دخلت المديرة الوقورة م.د كانت تشخر زادت بف. كل شي ولّى ممنوع. باش تعاقب سنيّة، وصلت عاقبت الحبس كامل. تسخين الماكلة؟ ممنوع. كبّوط؟ ممنوع. تخريج الحوايج؟ ممنوع.
في أوت، شكينا بيها في تونس وفي الأمم المتحدة. وقتها شكينا بم د اللي أمرت بالاعتداء وبالڤرديانة أ اللي نفّذتو . شكينا في التعذيب و الاغتصاب و الاعتداء. جرائم لا تسقط بمرور الزمن. يعني يجيك نهار و تخلص، ليوم، غدوى، عشرة سنين القدام مش مهم، المفيد تخلص. واليوم زدت شكيت، شكاية جديدة. شكيت بالكلونالا- عقيد – م د في التعذيب. على القهر اللي تعيش فيه أختي. منيش بش نقعد نتفرج و ساكتة.
اما الحق في وسط القهر هذا، فمّا ناس باهين. ڤاردينات. اعوان استقبال و غيرهم. ناس نحسّوهم يحبّوا يعاونوا، يحبوا ينطقوا. يشوفو في القهر و مغلوبين على امرهم، لا عندهم لا حول و لا قوى قدام سيستام مخزّز، سيستام لا إنساني.
فمّا حاجات ما يتسكتش عليها. فمّا ظلم لازمو يتحكى عليه. اليوم، بابا يحكيلي و أنا نخمم: اش مازلت بش نكتب؟ اش مازلت نجم نقول. كيفاش بش نوصل الظلم و القهر اللي عايشتو سنية؟ كيفاش نجم نفهم حاجة منيش فاهمتها علاش؟
سنيّة موش وحدها تعاني في القهر. آلاف النساء مكسورين، محطّمين. نسا عملو و إلا ما عملوش عندهم الحق بالإنسانية و بالقانون في القدر و المعاملة الإنسانية، مش ينحيولهم كل شي حتى الكرامة. سنية تحكي، مازالت تدافع عليهم، صوابعها عاكشين، موجوعة، يحبو يخوفوها اما مهيش ساكتة.
وأنا مكبشة ننبح و نكتب و نشكي خاطر ما نجمش نسكت. كل كلمة نكتبها نكتة في بحر الظلم، صيحة في هالسكات اللي ماشي و يزيد. ما نجمش نوقف. ما نجمش نخلّي أختي وحدها. خاطر كان أنا نسلم و نسكت، شكون باش يحكي على اللي يحبّوا يغطّيوه؟
باش نقعد نكتب. باش نقعد نفضح. باش نقعد نصيح. حتى تخرج سنية حرة. حتى الحبس معاتش يكون جبانة يدفنوا فيها الناس و حقوقهم الأساسية.
وإنتوما، اللي قاعدين تقروا في كلامي، اللي قاسمة معاكم الغصّة والوجيعة، نطلب منكم ما تسلموش، ما تعملوش مغناني. سنية معملى عليكم. النسا اللي معاها معملين عليكم. و مادام وجيعتهم ترنّ في وذني، ما نوقفش .خاطر سنية ماهيش تحارب كان على روحها. سنية تحارب على كل واحدة يحاولوا يسكتوها، على كل واحدة حرموها من إنسانيتها. وأنا زادة، باش نحارب معاها، ومعاهم، باش أصواتهم ما تسكتش وما تموتش “.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلغراف تونس وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي