“العقيد” و100 يوم من الإبادة الجماعية!
شاهد هذا الموضوع -“العقيد” و100 يوم من الإبادة الجماعية!- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع
رواندا بلد صغير يقع في شرق القارة الإفريقية وتعيش به مجموعتان عرقيتان رئيسيتان هما التوتسي والهوتو. سيطر الهوتو على السلطة في البلاد منذ استقلالها عن بلجيكا في عام 1962 وبدأوا في طرد قبائل التوتسي خارج البلاد.
هذا البلد كان شهد في عام 1994 مذابح وحشية نفذتها وحدات مسلحة تابعة لقبائل الهوتو ضد قبائل التوتسي في أعقاب مقتل رئيس البلاد جوفينال هابياريمانا الذي ينتمي لقبائل الهوتو.
قتل رئيس رواند وجميع من كان معه إثر إسقاط طائرته في 6 أبريل 1994 عند اقترابها من العاصمة كيغالي قادمة من بوروندي المجاورة.
شكل “التوتسي” لحماية أنفسهم والدفاع عن مصالحهم الجبهة الوطنية الرواندية التي قاتلت السلطات الحاكمة بهدف نيل المساواة وإقامة نظام عادل في البلاد.
جومينال هابياريمان وصل السلطة في رواندا في عام 1973 عن طريق انقلاب عسكري، وحاول اتخاذ مواقف مرنة من الصراع العرقي الدائر. قرر هابياريمان في عام 1992 إبرام اتفاق هدنة مع التوتسي ممثلين في الجبهة الوطنية الرواندية. هذا الموقف اعتبر خيانة من قبل بعد الأوساط المتطرفة الحاكمة لقبائل الهوتو، ومن هنا بدأ دور هذا العقيد الدموي.
تينوسيت باغوسورا ينتمي لقبائل الهوتو، وهو على صلة قرابة بعيدة بزوجة رئيس رواندا لاحقا جوفينال هابياريمانا. تخرج باغوسورا في عام 1964 من المدرسة العسكرية في كيغالي ثم أكمل دراسته العسكرية في فرنسا.
ترقى بسرعة في السلك العسكري بفضل صلة القرابة مع زوجة رئيس رواندا، وعين في عام 1992 في وزارة الدفاع.
بعد مقتل رئيس رواندا بإسقاط طائرته في 6 أبريل 1994، تولى العقيد تينوسيت باغوسورا رئاسة لجنة أزمة شكلت لملء الفراغ في السلطة ومواجهة الموقف.
هذه اللجنة ألقت بمسؤولية مقتل الرئيس هابياريمان على التوتسي، وقررت القضاء ليس فقط على الجبهة الوطنية الرواندية بل والانتقام من جميع التوتسي. هذه اللجنة حظيت بدعم الحرس الرئاسي والجيش وقوات الدرك وجماعات متطرفة من الهوتو.
بدأ العقيد باغوسورا المذابح بقتل جميع الوزراء والمسؤولين المعتدلين من الهوتو. داهم رجال الدرك والجنود منازلهم وقتلوهم مع عائلاتهم، ولم يسلم الأطفال وكبار السن.
شاركت في المذابح أيضا مليشيات كانت شكلتها سابقا النخبة الحاكمة من الهوتو في رواندا، وقامت بتزويدها بأسلحة خفيفة وبالمناجل، وكان ذلك كله تحت إشراف هذا العقيد.
هام المتطرفون مثل المجانين في الشوارع وقاموا باقتحام المنازل بحثا عن التوتسي وقتلهم على الفور. وجه المتطرفون عبر الراديو دعوات لأفراد الهوتو العاديين لحمل السلاح بما في ذلك السكاكين وقتل جيرانهم من التوتسي.
انتشر العنف الدموي الذي لا مثيل له في كل مكان وجرت ملاحقة التوتسي حتى في الكنائس والمستشفيات وقتلهم بلا رحمة، كبيرهم وصغيرهم.
قتل في الفترة من 6 أبريل إلى منتصف مايو 1994 حوالي 800 الف شخص، فيما استمرت عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي حتى 18 يوليو من نفس العام وارتفع عدد الضحايا إلى مليون شخص.
عمليات الإبادة الجماعية الوحشية التي جرت في رواندا وصفت بأنها كانت وصمة عار للأمم المتحدة التي لم تفعل شيئا لمنعها على الرغم من التحذيرات العديدة التي كان وجهها عدة صحفيين إضافة إلى شخصيات بارزة في رواندا.
الأدهى أن قوات حفظ السلام الأوروبية الحاضرة وقت المذابح اكتفت بتوفير الحماية لشخصيات مهمة فقط.
قوات الجبهة الوطنية الرواندية التي كانت متمركزة بشمال البلاد حسمت الموقف وأنهت أعمال الإبادة الجماعية بتطهيرها أراضي البلاد من المتطرفين والقوات الحكومية موقعا وراء آخر، وبحلول 4 يوليو سيطرت على العاصمة كيغالي.
على الرغم من تفوق القوات الحكومية الساحق عدديا لم تتمكن من مواجهة مقاتلي التوتسي وفر قادتها من البلاد.
العقيد تينوسيت باغوسورا الذي وصفه البعض بهتلر الإفريقي، فر إلى زائير ثم انتقل إلى الكاميرون، حيث اعتقل في عام 1997.
مثل أمام المحكمة الدولية الخاصة برواندا وفشل محاموه في إقناع المحكمة بأن المجازر وعمليات الإبادة الجماعية التي جرت على مدى 100 يوم وقضت على مليون شخص، لم تكن عفوية وغير منظمة.
محكمة جرائم الحرب الخاصة برواندا قضت بسجن هذا العقيد الدموي مدي الحياة. قدم المدان أوائل عام 2021 التماسا للعفو عليه لأسباب صحية، إلا أن الطلب رفض في 1 أبريل من نفس العام. توفى تينوسيت باغوسورا وراء القضبان في 25 سبتمبر 2021 بسبب أمراض في القلب.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
الولايات المتحدة و”القتل خنقا في الأحضان”!
وصف خبراء الدفء المفاجئ في العلاقات الأمريكية الكوبية الذي بدأ رسميا بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 17 ديسمبر 2014 بأنه محاولة أمريكية لـ”خنق كوبا في الأحضان”!
حرب كبرى انتهت بعبارة “أنا أموت مع وطني”!
شهد يوم 13 ديسمبر 1864 إعلان باراغواي الحرب على الإمبراطورية البرازيلية في أعقاب غزو لأوروغواي قامت به القوات البرازيلية بالتحالف مع الأرجنتين، انتهى باستسلام هذا البلد.
الساحل المبتسم و”فجوة القذافي”
بعد أن أخرج بلاده من الكومنولث، أعلن الرئيس الغامبي يحيى جامع في 11 ديسمبر 2015 بلاده دولة إسلامية لتصبح الدولة الثانية في القارة الإفريقية التي تحمل هذه الصفة بعد موريتانيا .
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع روسيا اليوم وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي