أخبار المحيط

لماذا سوريا ومعظم الدول العربية دول مصطنعة؟ وهل ستصبح طبيعية؟

شاهد هذا الموضوع -لماذا سوريا ومعظم الدول العربية دول مصطنعة؟ وهل ستصبح طبيعية؟- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع

بمعنى أن وجود ثقافة قديمة بأراض معينة في بعض الأزمنة من الماضي لا يعد حجة الآن.

إقرأ المزيد

هل انتهى المحور الشيعي في الشرق الأوسط؟ هل انتصرت تركيا وإسرائيل نهائيا وإلى الأبد؟

والتركيب الجيني للسكان المحليين في ذلك الوقت والآن ليس أيضا معيارا، بل الهوية الذاتية هي ما يهم. وعلى سبيل المثال، فإن جميع سكان كرواتيا والبوسنة وصربيا هم وراثيا من الصرب، ولكن في كرواتيا اعتنق الصرب الكاثوليكية، وفي البوسنة اعتنقوا الإسلام وغيروا هويتهم الوطنية بالكامل. كذلك فمن الناحية الوراثية، فإن 90% من المصريين قد يكونون متطابقين مع سكان بلاد عصر الفراعنة، لكن دولة الفراعنة ضاعت، ولم تعد موجودة، ونشأ بدلا منها شيء آخر.

والتطور المنطقي لهذه الفكرة أنه إذا كان من الوارد فقدان الدولة، فلن ينشأ الاستبدال بالضرورة في هذه المنطقة من قبل سكان هذه المنطقة. وقد تكون دولة أجنبية أنشأتها شعوب أخرى. على سبيل المثال، كانت سوريا لعدة قرون تخضع لسلطة الإمبراطورية العثمانية.

وبعد انهيار الإمبراطوريات الاستعمارية، تم إنشاء عدد من الدول حول العالم، معظمها، إن لم يكن كلها، كانت مصطنعة، وذات حدود مصطنعة. وبعد خروج الأتراك، قامت في سوريا دولة مصطنعة، بل مصطنعة ثلاث مرات. لماذا ثلاث؟ أولا، تم رسم حدود الدولة بشكل مصطنع، بإرادة المستعمرين. وأعتقد أن أحدا لن يجادل في هذا. ثانيا، لم تكن الدولة نتاج مجموعة عرقية واحدة (في الشرق الأوسط، غالبا ما يتزامن هذا مع المجموعة الدينية)، والتي من شأنها أن تبذل جهودا مضاعفة للحفاظ عليها، وغالبا ما تقدم التضحيات من أجل ذلك. ثالثا، كانت المجموعة الدينية التي تبوأت هذا الموقع، العلويون، صغيرة جدا من حيث العدد، ولم تظهر المهارات الكافية لإنشاء الدولة والحفاظ عليها.

ونرى في التاريخ حالات يتم فيها إنشاء دولة على يد أقلية غريبة، ولكن تلك الأقلية تذوب بعد ذلك في الأغلبية، ويتم إنشاء شعب واحد. كان هذا هو الحال في بلغاريا، حيث استولت قبيلة البلغار التركية، التي جاءت من أعماق روسيا المستقبلية، على السلطة، لكنها اختفت بين السكان السلافيين. لكن البلغار فيما بعد تمكنوا من إنشاء دولة حملت اسمهم.

لكن، في الشرق الأوسط يتميز الجميع بالعنصرية، وكراهية الآخر، فلا يختلط أحد بأحد، والكل يقطع حناجر الآخر بدلا من التسامح والاختلاط مع بعضهم البعض!!

والأمر لا يقتصر على أن العلويين كانوا أقلية صغيرة في سوريا، وحتى لو وصلت الأغلبية إلى السلطة بعد المرحلة الاستعمارية، فإن هذا لم يكن ليعني تلقائيا أن هذه الأغلبية ستتولى مهمة إنشاء هذه الدولة أو على الأقل الحفاظ عليها داخل حدودها الحالية.

على سبيل المثال، حصل الأوكرانيون، بحكم نزوة تاريخية، على دولة معقدة متعددة الأطياف والأعراق ذات حدود مصطنعة. وفي إطار الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي، اعتادوا على موقف الطفل المدلل، الذي يتم تحقيق كل رغباته من الروس الصبورين. وبدأ الاوكرانيون، بعد حصولهم على الاستقلال على الفور، في اضطهاد الأقلية الروسية الموجودة داخل حدودهم، ونتيجة لذلك، دخلوا في حرب أهلية، ويخاطرون الآن بفقدان دولتهم. وليس لدى الأوكرانيين قرون من إنشاء الدولة الصبورة، وربما هذا هو الشيء الوحيد الذي يميزهم عن الروس، عدا ذلك فالشعبين متطابقين تقريبا.

إقرأ المزيد

ماذا يحدث في سوريا وماذا بعد؟ من وجهة نظر العمليات المنهجية

نفس الشيء في سوريا، فالسنة لم يخلقوا سوريا ضمن الحدود الحالية على حساب جهود وتضحيات هائلة على مر القرون، والآن بعد وصولهم إلى السلطة نرى حالات لقتل العلويين، وهم يقاتلون الأكراد إلى آخره. وهذا يعني أن هناك احتمالات كبيرة جدا بعدم استعادة الحدود المصطنعة السابقة لسوريا أبدا. ولنفترض أن السنة تمكنوا من إنشاء دولة سنية على جزء من الأراضي السورية، بما يتوافق مع حدود منطقة استيطانهم. لكن مثل هذه الدول الصغيرة، في كثير من الأحيان، لا تكون قابلة للحياة، ويتم استيعابها من قبل جيران أقوى، كما حدث بالفعل من قبل في تاريخ سوريا.

أيها السوريون، متى كانت هناك دولة على أراضيكم، أنشأها شعب جاء من سوريا وعاش في سوريا؟ الدولة الآرامية؟

الآن، حصل السنة في سوريا على فرصة حتى نتمكن خلال مئة عام، إن لم نقل “نعم”، فعلى الأقل يمكننا البدء في التفكير ما إذا كانت الدولة السورية مستقرة وحدودها طبيعية نسبيا أم لا. ومع الأخذ في الاعتبار عدم وجود حدود دائمة، حتى بين الأمم التاريخية، مثل البريطانيين أو الألمان أو الروس، فإن الحدود في حالة تغير مستمر، ولكن على الأقل هناك جوهر تتقلب حوله هذه الحدود.

لكن، وبرغم أنه من السابق لأوانه الحديث عن وجود دولة طبيعية ومكتملة وقابلة للحياة في سوريا، إلا أن هناك فرصة فقط لظهورها. في الوقت الراهن، لا يمكننا أن نعرف ما إذا كانت الحكومة الجديدة، وما إذا كان السنة في سوريا قادرين على إنشاء دولة مستقرة حتى داخل حدود جديدة أصغر بكثير. ربما سيبدأ السنة في القمع ضد الأقليات وتنكمش الأراضي الخاضعة لسيطرتهم بشكل أكبر. ونحن نرى بالفعل أن الدروز يريدون الانضمام إلى إسرائيل.

إقرأ المزيد

ألف ربيع وربيع عربي: هل يعود تنظيم

لا يوجد حتى الآن إجابة على سؤال ما إذا كانت سوريا ستبقى على قيد الحياة بأي شكل من الأشكال على الإطلاق، وما إذا كانت ستصبح جزءا من إسرائيل الكبرى أو الإمبراطورية التركية الجديدة، أو ربما جزءا من كردستان العظيمة إذا نجح الأكراد أكثر في خلقها، والحفاظ على دولتهم.

وما نطرحه ليس مجرد تفكير في قضية أكاديمية، بل هو أيضا دعوة للحكومة السورية الجديدة، والأهم من ذلك، الأغلبية السنية السورية، للتفكير في سبل التعايش مع الشعوب والطوائف الأخرى. حتى الآن أرى في الغالب إعجابات على الرسوم البيانية لانخفاض حصة المسيحيين وغيرها من الرسائل المشابهة، وهو ما لا يضيف تفاؤلا للقضية قيد البحث.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة “تلغرام” الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

يذكر بأننا قد نشرنا لكم أعلاه تفاصيل ,لماذا سوريا ومعظم الدول العربية دول مصطنعة؟ وهل ستصبح طبيعية؟, نرجوا بأن نكون قد وفقنا بتقديم التفاصيل والمعلومات الكاملة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع روسيا اليوم وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.

رابط الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى