مشهد جديد في اللاذقية.. شوارع من دون صور الأسد ودعوات لضبط الأمن
شاهد هذا الموضوع -مشهد جديد في اللاذقية.. شوارع من دون صور الأسد ودعوات لضبط الأمن- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع
في اللاذقية غربي سوريا حيث كانت تغزو صور الرئيس المخلوع بشار الأسد شوارع المدينة اختلف المشهد اليوم. لم تعد تلك المدينة تحوي أي صور أو يافطات أو تماثيل لعائلة الأسد التي حكمت البلاد 54 عاماً، احتفلت المحافظة بجميع مكوناتها بسقوط النظام على غرار جميع المحافظات.
وشهد يوم الأحد الفائت سقوط النظام السوري وهروب رئيسه إلى روسيا بعد إطلاق فصائل المعارضة المسلحة عملية “ردع العدوان” في 27 من تشرين الثاني الفائت، وترافق هذا السقوط مع حدوث فوضى عارمة تجلت في تخريب وإحراق عدد من المؤسسات الحكومية.
الساحل معارضة صامتة
“عندما حاول سكان اللاذقية الاعتراض على سياسة الأسد وتركه الساحل بلا خدمات ضمن ما عرف بـ انتفاضة الساحل، اعتقل النظام مجموعة من الشباب لترهيب هذه الانتفاضة ووقفها”، يقول غزوان لـ موقع تلفزيون سوريا. مشيراً إلى أنّ النظام أرهب سكان الساحل وأفقرهم بذات الوقت.
وفي حي المشروع العاشر حيث يعيش غزوان مع زوجته وأولاده الأربعة منذ وُلد، يرى الرجل البالغ من العمر 55 عاماً أنّ سقوط النظام السوري كان خارج حساباته، وأنّ خبر سقوطه كان مفاجئاً له، “هكذا فجأة خلصنا من بيت الأسد للأبد”، قال الرجل.
في المقابل، ورغم تلك الفرحة، إلا أنّ الوضع في اللاذقيّة غير مطمئن، لـ غزوان، عازياً ذلك لانتشار حالات السرقة والتهديد بالانتقام، إلى جانب حدوث عمليات تصفية في بعض المناطق خصوصاً في الأرياف، إضافة لكثرة انتشار الشائعات، وإعادة تداول فيديوهات قديمة تحرّض على العنف.
ويرجع غزوان انتشار الفوضى والسرقات في اللاذقية، إلى تأخر وصول فصائل المعارضة إلى المدينة وترك عناصر الشرطة للمخافر فجر يوم الأحد الفائت، إلى جانب هروب كل عناصر وضباط الأفرع الأمنية والعسكرية وترك السلاح في الشوارع ومداخل الحارات، ما خلق فوضى عارمة وسط إطلاق رصاص كثيف.
الخوف من الانتقام
أما، صفوان، وهو من سكان ريف اللاذقية، فقال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ سقوط النظام هو أفضل ما حدث بعد عقود من الاستبداد”، لكنه كان يتمنى أن يكون هذا السقوط قد حصل دون حل الشرطة المدنية على أقل تقدير مع بقاء عناصر المخافر لضبط الأمن.
يروي صفوان، وهو مدرس لمادة الرياضيات كيف أن ّ الخوف انتشر بين سكان حارته من رد فعل انتقامي تجاه الطائفة التي ربطها النظام بسياسته الأمنية والإجرامية لقمع الحراك والاحتجاجات بداية عام 2011.
ورغم تطمينات “إدارة العمليات المشتركة” لعموم سكان الساحل، إلا أنّ اليوم الأول لسقوط النظام كان قاسياً على هؤلاء الذي التزموا منازلهم خوفاً من المجهول، كما أفاد عدد من سكان اللاذقية لـ موقع تلفزيون سوريا.
ومع وصول فصائل إدارة العمليات العسكرية إلى المدينة كُسر هذا الخوف قليلاً، بحسب غزوان، وبدأ الناس بالخروج والاحتكاك الحذر مع عناصر الفصائل بشكل تدريجي، ومع تقدم الأيام بدت المدينة وكأنها تخلصت من كابوس الأسد، الذي اعتبر الكثير من سكان الساحل بإنه “باعهم”، ولذلك هم مع المرحلة الجديدة وسط احتفالات عمت المدينة بعد سقوطه.
فشل المجتمع المدني والديني
خلقت الفوضى التي شهدتها المدينة مصدر قلق عميق “الكل ضد الكل”، وفق تعبير صفوان، مضيفاً أنّ المجتمع المدني وحتى الديني فشل في التعامل مع هذا التغيير وفي طمأنة السكان والحفاظ على المؤسسات الحكومية والخاصة.
وفي حين لم تسجل المدينة أية خروقات أو اعتداءات تذكر، شهد ريف اللاذقية انفلاتا أمنيا وحالات سرقة واعتداء.
ويناشد سكان ريف اللاذقية “إدارة العمليات المشتركة” الإسراع في ضبط الوضع الأمني وإرسال قوات أمن وتشكيل إدارات محلية من سكان المناطق تفادياً لخروج الأمور عن السيطرة وتفاقم الاعتداء الذي لا يقابله اعتداء مقابل حتى اللحظة.
وتأتي تلك المناشدات بعد فشل المجتمع المدني ومن ثم الديني في ضبط الفوضى وعدم قدرته على إدارة شؤون الناس كبديل لسلطة النظام السابق. إذ اختفت منظمات المجتمع المدني ولم تكن فاعلة ومتماشية مع لحظة سقوط النظام لتهدئة الشارع ضد أعمال الشغب والسرقات والاعتداءات، وفق ما قال همام، وهو ناشط مدني من سكان اللاذقية.
كذلك، تأخرت بيانات مشايخ اللاذقية ولم ترقى لمستوى ما حصل في المدينة، رغم دعوتها لقبول الحكم الجديد وعدم القيام بأعمال عدائية وحمل السلاح.
ومن جانب آخر، يوضح همام، أنّ تعامل الفصائل المسلحة مع سكان حمص وقبلها حلب أشعر سكان الساحل بالطمأنينة “الحذرة”، كما وصفها، مشيراً إلى أنّ ما حصل في حمص تحديداً قلل الشعور الخوف وبددَ المخاوف، قائلاً: “أنا متفائل بالوضع الجديد، وبأنه لا يوجد أسوء من حكم الأسد بتاريخ سوريا”.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي