طموح مكبّل.. لاجئون سوريون في فرنسا يتحدّون عوائق العمل ومعادلة الشهادات
شاهد هذا الموضوع -طموح مكبّل.. لاجئون سوريون في فرنسا يتحدّون عوائق العمل ومعادلة الشهادات- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع
يواجه اللاجئون السوريون في فرنسا تحديات كبيرة في سوق العمل، تدفع كثيرا منهم إلى تغيير مساراتهم المهنية، رغم امتلاك كثيرين منهم لمؤهلات علمية وخبرات عملية، مما يضطرهم إلى إعادة هيكلة حياتهم بشكل كامل.
تقول دينا بطحيش، التي تمتلك خبرة صحفية تتجاوز عشر سنوات لموقع “تلفزيون سوريا: “بعد خمس سنوات في فرنسا، اضطررت للعمل في إعادة تدوير المفروشات والدهان”، مشيرةً إلى أن التحديات ليست مقتصرة على اختصاصات معينة، وأن صعوبة معادلة الشهادات تؤثر على كثير من الأكاديميين، في ظل بيروقراطية حكومية تواجه الجميع، سواء كانوا لاجئين أم خريجين فرنسيين.
مسيرة جديدة رغم الخبرة
ومن جهتها، تقول ندى حميد لموقع “تلفزيون سوريا”: منذ طفولتي، كان حلمي أن أكون مذيعة على شاشة التلفزيون أو الراديو وبالفعل حققت معدلاً عالياً في الثانوية، والتحقت بتخصص الإعلام في قسم الإذاعة والتلفزيون” وتضيف: ” في تركيا، عملت في إذاعة معروفة، وشاركت في تحرير الفيديو وأداء التعليق الصوتي عليه. ولكن، للمرة الثانية، اضطررت للسفر من تركيا إلى فرنسا”.
وحول عملها في مهنة الصحافة في فرنسا تقول ندى: “عدّلت شهادتي في فرنسا، إلا أنني اضطررت لدراسة سنة إضافية على نفقتي الخاصة للتمكن من العمل في الصحافة، وهو ما لم أستطع تحمله مادياً ونفسياً، فوضعت شهادتي جانباً واتجهت إلى مجالات أخرى للعيش. عملت في المطاعم ثم محاسبة في سوبرماركت”.
دعم وتمسّك بالطموح
وفي المقابل، يكافح يحيى المعلم، الذي مارس مهنة المحاماة لأكثر من عشر سنوات، وواجه نصائح عديدة تدعوه إلى تغيير مساره المهني في فرنسا، ويقول لموقع “تلفزيون سوريا”: “رفضت الانصياع لهذه النصائح، رغم التحديات اللغوية والثقافية، وإصراري على ممارسة المحاماة كان بسبب دعم زوجتي وأنها مهنتي التي أحب”، ويضيف أن التحديات الاجتماعية والبيروقراطية تُصعّب من فرص اختراق سوق العمل الفرنسي، ما يدفع كثيرين إلى التخلي عن طموحاتهم المهنية.
تعديل شهادة الطب مهمّة شاقّة
بالنسبة للطبيب يزن السعدي، الذي يبلغ من العمر 57 عاماً، كانت معادلة الشهادات الطبية مهمة شاقة وغير ممكنة. يقول: “قررت العمل في بقالية لتأمين مصدر دخل بسيط”، ورغم شعوره بعدم الرضا، يؤكد أن الأهم هو عدم احتياجه لأحد.
ويضيف الطبيب السوري لموقع “تلفزيون سوريا”: “أقدّم الاستشارات حالياً للعائلة والأصدقاء المقربين، وأكتفي بذلك بعد سنوات طويلة من الدراسة والخبرة”.
وفي فرنسا، لا توجد معادلة رسمية لشهادات الصحافة الأجنبية، ولكن يمكن الحصول على “شهادة مقارنة” من مركز ENIC-NARIC France لتحديد المستوى التعليمي، وتشمل الخطوات تقديم الطلب، وتقييم الشهادة، وإصدار شهادة مقارنة. بالإضافة إلى إتقان اللغة الفرنسية، والحصول على اعتراف مهني، والمشاركة بتدريبات لتعزيز فرص العمل، وقد تستغرق هذه الخطوات خمس سنوات على أقل تقدير.
قلق وضياع الهوية المهنية
ترى الاختصاصية النفسية غزل سميح، أن آثار اللجوء تختلف من شخص لآخر، إذ تؤدي صعوبات تغيير المهنة إلى فقدان الهوية المهنية، وهو ما يسبب نقصاً في الثقة بالنفس، وقلقاً من المستقبل، وتضيف أن “التخلي عن المهنة يؤثر على نمط الحياة ويزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب”.
وتضيف سميح لموقع “تلفزيون سوريا” أن “كثيرين يعانون من إجهاد ما بعد الصدمة بعد الوصول إلى بر الأمان، مما يفاقم الشعور بالتعب النفسي”.
وتوصي بدورها، بتحديد أهداف قصيرة المدى، والنظر إلى أي عمل طارئ على أنه جزء من خطة أكبر، واستخدامه كوسيلة للتقدم ولو بشكل مؤقت.
كذلك التمسك بالإيجابيات في العمل الجديد، كتعلم اللغة والانخراط في المجتمع وتشكيل علاقات جديدة، يمكن أن يساعد في التكيف مع البيئة الجديدة.
وتشدد سميح على “أهمية التواصل مع شبكة العلاقات الداعمة، والاهتمام بالصحة الجسدية والتغذية السليمة”.
الأمان مقابل الطموح
وحسب إحصائيات رسمية، فإن نسبة البطالة بين اللاجئين السوريين في فرنسا تُعتبر مرتفعة، إذ تشير بعض التقارير إلى أن 22% منهم عاطلون عن العمل، وحوالي 19% غير ناشطين في سوق العمل.
في نهاية المطاف، ورغم الإجراءات التي وضعتها السلطات الفرنسية لمعادلة الشهادات، يظل الوقت والتكاليف الكبيرة عائقاً أمام اللاجئين للإكمال في مهنهم، خاصة الأكاديميين منهم، ما يضطرهم إلى البحث عن مسارات بديلة لتأمين متطلبات الحياة.
شارك هذا المقال
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي