احتجاج روسي على غارة إسرائيلية سابقة قرب قاعدة حميميم في سوريا

أعربت وزارة الدفاع الروسية عن احتجاجها على تنفيذ إسرائيل غارة جوية استهدفت مواقع بالقرب من قاعدة حميميم الجوية الروسية بريف اللاذقية في سوريا، الشهر الماضي.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف لوكالة أنباء “ريا نوفوستي” الروسية، اليوم الأربعاء، إن الهجوم الإسرائيلي على مواقع قرب قاعدة حميميم في سوريا أثار غضب موسكو.

حذر لافرنتييف إسرائيل من استهداف المصالح الروسية في سوريا لأن ذلك سيكون له “عواقب وخيمة”.

وقال مبعوث بوتين إلى سوريا، إن الجيش الروسي نقل رسالة احتجاج إلى الجانب الإسرائيلي مفادها أن مثل هذه الأعمال غير مقبولة على الإطلاق لأنها “تعرض حياة الجنود الروس للخطر”.

وأوضح لافرنتييف، أن إسرائيل شنت هجوماً قرب حميميم، ولم تستهدف القاعدة نفسها لأن ذلك سيكون له عواقب سلبية للغاية، وأضاف، “يجب على الإسرائيليين أن يفهموا ذلك جيداً”.

وتابع المبعوث الروسي قوله، “نأمل ألا تتكرر أحداث أكتوبر”.

ووفقاً للافرينتييف، فإن “القاعدة الروسية لا تستخدمها إيران لتزويد حزب الله بالأسلحة، وأنا مقتنع بأن هذا لا يحدث”.

لكن لافرنتييف أشار إلى أن هناك “رحلات جوية إيرانية تحمل مساعدات إنسانية تصل إلى القاعدة”. على حد تعبيره.

#عاجل | مصادر لتلفزيون سوريا: إسرائيل قصفت قاعدة حميميم بعد ساعة من وصول طائرة إيرانية تابعة لشركة “قاشيم فارس” #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/hkBh0hCdmX

— تلفزيون سوريا (@syr_television) October 3, 2024

الغارة الإسرائيلية قرب حميميم

في 3 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تعرض مطار اللاذقية الدولي وقاعدة حميميم العسكرية الروسية لهجوم إسرائيلي أدى لنشرب حريق وتدمير مستودع أسلحة وذخائر داخل المطار، وذلك بعد وصول طائرة إيرانية، في أول قصف لمطار اللاذقية منذ بدأت إسرائيل غاراتها على سوريا.

وأفادت مصادر خاصة لـ “تلفزيون سوريا” أن غارات إسرائيلية استهدفت قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية ومواقع عسكرية أخرى على الساحل السوري، وذلك بعد ساعات من وصول طائرة إيرانية تابعة لشركة “قاشيم فارس إير”.

وأضافت المصادر أن القصف الإسرائيلي لم يستهدف المدرجات والأبراج في قاعدة حميميم ومطار اللاذقية المدني.

والجدير بالذكر أن قاعدة حميميم جزء من مطار اللاذقية المدني حيث تشترك القاعدة والمطار في المدرجات في حين تقع حماية المطار على عاتق القوات الروسية.

بحسب مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا فإنّ الهجوم تم عبر سلاحي الجو والبحرية مستهدفاً المطار بعدة صواريخ، نجح اثنان منهما في إصابة المستودع المستهدف داخل المطار في حين اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية والتابعة لقوات النظام بقية الصواريخ الإسرائيلية.

وأضافت المصادر أن القصف الإسرائيلي استهدف مواقعاً عسكرية أخرى في محافظة اللاذقية، بالتزامن مع ضرب المستودع داخل قاعدة حميميم ومطار اللاذقية، حيث بدأ القصف الساعة 3.55 وانتهى الساعة 4.41.

وأعطت قيادة القوات الجوية الروسية في قاعدة حميميم عقب انتهاء القصف الذي استمر لأكثر من نصف ساعة أوامر بتشكيل دورية جوية مؤلفة من طائرتي Su-27 على امتداد الساحل السوري والمياه الإقليمية.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو بثت على وسائل التواصل الاجتماعي انفجارات عنيفة واندلاع النيران في عدة مواقع، بينما قالت مصادر محلية إن أحد الصواريخ استهدف مستودعاً للذخيرة داخل مدينة جبلة ما أسفر عن انفجاره.

وكشف مصدر عامل في مطار اللاذقية أنّ فرق إطفاء المطار وآخر تابع للقوات الروسية لم يتمكنوا من الوصول إلى المستودع خلال الساعة الأولى من استهدافه لشدة الانفجارات، إضافة لتطاير الصواريخ بشكل عشوائي في محيطه.

وجاء القصف عقب مغادرة طائرة إيرانية من طراز Boing-748 تحمل الرمز QFZ9951 ومملوكة لشركة “قاشيم فارس إير – Faris Air Qeshm ” والخاضعة للعقوبات الأميركية منذ العام 2019 لتبعيتها للحرس الثوري الإيراني وقيامها بأنشطة محظورة مثل تهريب الأسلحة ونقل مقاتلين لصالح ميليشيات طائفية من أفغانستان وباكستان ودول أخرى.

ووصلت الطائرة إلى مطار اللاذقية، قبل يوم من الغارة الإسرائيلية، وهي في وضع التخفي وإغلاق أنظمة الملاحة والرادار في رحلة قادمة من إيران، وبقيت في المطار لمدة 6 ساعات وغادرته الساعة الخامسة مساء، أي قبل الغارات الإسرائيلية بـ 8 ساعات.

وكانت وكالة أنباء النظام “سانا”، نشرت قبل يومين الهجوم الإسرائيلي، صوراً لوصول أول طائرة مساعدات إيرانية للنازحين من لبنان، كما نشر موقع “روسيا اليوم” تسجيلاً مصوراً يظهر فيه ضباطاً روس وهم يفتشون الحمولة، ويظهر في الصور والفيديوهات أن الطائرة تتبع لذات الشركة.