سوريا

هل تغيّر التوترات الإقليمية الجغرافيا السورية؟

شاهد هذا الموضوع -هل تغيّر التوترات الإقليمية الجغرافيا السورية؟- عبر شبكة الإعلام العربية محيط والآن الى تفاصيل الموضوع

مع تصاعد التوترات الإقليمية واحتمالات توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله في جنوبي لبنان، تزداد المخاوف من إمكانية قيام الحزب بنقل جزء كبير من قواته وحاضنته إلى شمالي سوريا، وتحديدًا إلى مناطق حلب وريفها.
حزب الله الذي يُعد أحد أهم حلفاء النظام السوري على الأرض، أسهم بدعم وتغطية جوية روسية في الحفاظ على سيطرة النظام على المناطق الحيوية. ومع وجود احتمالات لانتقال الحزب إلى هذه المناطق، فإن ذلك قد يفرض تحديات جديدة على قوى المعارضة السورية، خاصة في ظل تعقيد الأوضاع العسكرية والسياسية في شمالي سوريا.

في حال تحقق هذا السيناريو، قد يطرأ تغيير ديمغرافي كبير في المنطقة. فمن جهة، انسحاب أو تقليص وجود حزب الله في جنوبي لبنان قد يؤدي إلى إعادة توزيع القوى هناك، وربما يعزز النفوذ الإسرائيلي أو الفصائل المحلية المدعومة من الخارج. ومن جهة أخرى، تعزيز وجود حزب الله في مناطق حلب وريفها قد يخلق بيئة جديدة من الصراع المستمر، حيث تتداخل مصالح النظام السوري مع نفوذ فصائل المعارضة السورية.

في هذا السياق، تُطرح فكرة أن فصائل المعارضة، وبدعم تركي، قد تسعى للقيام بعملية عسكرية بهدف استعادة السيطرة على حلب أو بعض مناطقها. حلب كمدينة تاريخية واستراتيجية، تُعد جائزة كبيرة لأي طرف يسيطر عليها، وقد تشهد في المستقبل محاولات من المعارضة لاستعادتها بعد أن فقدت السيطرة عليها لصالح النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين في 2016.

من المتوقع أن تتخذ روسيا موقفًا صارمًا إذا شعرت بأن هناك تحركًا معارضًا مدعومًا من تركيا للسيطرة على حلب.

قد ترى تركيا في هذا التحرك فرصة لتعزيز موقفها العسكري والسياسي في المنطقة. أنقرة لطالما دعمت الفصائل السورية المعارضة، وعملت على تأمين مناطق شمالي سوريا حفاظًا على أمنها القومي من خلال عمليات عسكرية مثل “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، وقد تدرس الآن إمكانية توسيع نفوذها ليشمل حلب إذا سنحت الفرصة بما يضمن عودة عدد كبير من اللاجئين السوريين من سكان تلك المناطق إلى بيوتهم الأصلية. هذا قد يكون هدفًا أساسيًا لدى تركيا في المرحلة المقبلة، خصوصًا إذا حدثت تغييرات على الأرض نتيجة للصراع بين حزب الله وإسرائيل أو تحركات أخرى للنظام السوري.

من غير المرجح أن تقف روسيا، الحليف الأساسي للنظام، مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة من المعارضة السورية للسيطرة على حلب أو مناطق أخرى خاضعة لسيطرة النظام. موسكو تعتبر حلب واحدة من أكبر منجزاتها في التدخل العسكري الذي بدأ عام 2015، إذ تمكنت عبر دعمها الجوي والبري المكثف من استعادة المدينة لسيطرة النظام.

من هذا المنطلق، من المتوقع أن تتخذ روسيا موقفًا صارمًا إذا شعرت بأن هناك تحركًا معارضًا مدعومًا من تركيا للسيطرة على حلب. وقد تستخدم موسكو قوتها الجوية أو حتى تتدخل دبلوماسيًا لإيقاف أي تقدم تركي-معارض في هذه المنطقة.

التحرك في حلب لن يكون فقط مسألة عسكرية، بل له أيضًا أبعاد ديموغرافية وسياسية.

العلاقة بين تركيا وروسيا في سوريا معقدة؛ إذ رغم تعاونهما في بعض الملفات، مثل اتفاقات خفض التصعيد في إدلب، فإن هناك اختلافات استراتيجية جوهرية بين الطرفين. لذا، فإن أي محاولة للسيطرة على حلب قد تؤدي إلى تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو.

روسيا لن تسمح بسهولة بفقدان ما تعتبره “مكاسبها” في سوريا، بينما تركيا قد تسعى إلى توسيع مناطق نفوذها لحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

في هذا السيناريو، من المرجح أن تكون حلب نقطة ارتكاز للصراع المستقبلي بين هذه القوى، مع تأثيرات عميقة على مصير المدينة ومستقبلها.

فالتحرك في حلب لن يكون فقط مسألة عسكرية، بل له أيضًا أبعاد ديموغرافية وسياسية. فالمعارضة السورية قد تحاول استغلال الفرصة لإعادة ترتيب المناطق الحدودية بما يخدم مصالحها السياسية على المدى الطويل، وقد يشمل ذلك إعادة توطين لاجئين أو نازحين في تلك المناطق.

إذا تحقق هذا السيناريو، فإن الوضع المستقبلي في شمال سوريا ولبنان سيكون أكثر تعقيدًا. قد يؤدي تصاعد الصراع إلى تقسيم فعلي للمناطق بناءً على تحالفات جديدة بين القوى المحلية والدول الإقليمية. دخول فاعلين دوليين مثل تركيا وإسرائيل على خط الصراع بشكل مباشر قد يزيد من حدة التوتر، ويفتح الباب أمام تطورات جديدة على الأرض.

في المجمل، المنطقة مقبلة على تحديات جسيمة قد تعيد تشكيل خريطتها السياسية والديموغرافية بشكل غير مسبوق. وأي تغيير في الوضع القائم، سواء بدخول حزب الله إلى شمالي سوريا أو بمحاولة قوى المعارضة السورية السيطرة على حلب بدعم تركي، سيعيد تشكيل المشهد السياسي والجغرافي في الشمال السوري بشكل غير مسبوق.

 

شارك هذا المقال

يذكر بأننا قد نشرنا لكم أعلاه تفاصيل ,هل تغيّر التوترات الإقليمية الجغرافيا السورية؟, نرجوا بأن نكون قد وفقنا بتقديم التفاصيل والمعلومات الكاملة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع تلفزيون سوريا وقد قام فريق التحرير في شبكة الإعلام العربية محيط بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا تتحمل الشبكية أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.

رابط الخبر الأصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى