لماذا يلتزم النظام السوري الصمت وسط تصاعد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟

ملخص:

• النظام السوري يلتزم الصمت تجاه التصعيد بين حزب الله وإسرائيل بسبب تهديدات إسرائيلية بتدمير بنيته التحتية إذا تم استخدام الأراضي السورية للهجوم، بالإضافة إلى نصائح روسية لتجنب التدخل لتفادي الضغوط العسكرية والدبلوماسية.

• بشار الأسد يهدف للحفاظ على نظامه وتجنب أي تصعيد قد يعرضه للخطر، لذلك يلتزم بموقف الحياد بناءً على ضغوط دولية وإقليمية.

• هناك مخاوف من أن يمتد الصراع ليشمل سوريا والعراق، لكن ليس بسبب النظام السوري نفسه، بل عبر ميليشيات إيرانية وحزب الله.

ناقشت الحلقة الجديدة من برنامج “ما تبقى”، التي عرضت على تلفزيون سوريا الأحد، قضية الصمت الذي يتبعه النظام السوري تجاه التصعيد المتزايد بين حزب الله وإسرائيل على جبهة جنوب لبنان. 

واستضاف البرنامج النائب السابق في البرلمان اللبناني، خالد الظاهر، لمناقشة الموقف السوري والإقليمي في ظل هذه التوترات.

استعرضت الحلقة المواجهة العسكرية التي تشهدها المنطقة، حيث يزداد احتمال اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط بعد الاشتباكات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله. 

وأوضح الظاهر أن حزب الله، باعتباره جزءا من المشروع الإيراني في المنطقة، يعتمد على الدعم المالي والعسكري من إيران. 

صمت النظام السوري

من أبرز المحاور التي ناقشتها الحلقة كان صمت النظام السوري. فمنذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، لم يظهر النظام السوري أي تحرك ملموس أو مواقف واضحة تجاه ما يحدث على الجبهة الجنوبية. 

وأشارت تقارير إلى أن النظام السوري قد تلقى تهديدات مباشرة من إسرائيل بتدمير بنيته التحتية إذا تم استخدام الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل. كما نقلت الحلقة تحليلات تفيد بأن روسيا قد حثت النظام السوري على البقاء بعيدا عن هذه الحرب لتجنب المزيد من الضغوط العسكرية والدبلوماسية.

وتطرق الظاهر إلى هذا الموضوع، مشيرا إلى أن الأسد يسعى للبقاء في السلطة وتجنب أي تصعيد يمكن أن يعرض نظامه للخطر. وأضاف أن بشار الأسد يلتزم بموقف الحياد نتيجة ضغوط دولية وإقليمية.

كما ناقشت الحلقة أيضًا الخسائر التي تعرض لها حزب الله مؤخرا، حيث استهدفت إسرائيل منصات إطلاق صواريخ تابعة للحزب ودمرت عددا من مواقع الاتصال والقيادة. وأكد الظاهر أن الحزب لم ينتهِ بعد رغم الضربات، وأنه يمتلك قدرات عسكرية، مدعومة من إيران، تمكنه من الاستمرار.

هل يتوسع الصراع؟

وفي سياق الحديث عن احتمالية توسع الصراع ليشمل سوريا والعراق، أكد الظاهر أن جبهة الجولان السورية قد تشتعل، لكن ليس بسبب النظام السوري نفسه، بل عبر الميليشيات العراقية والإيرانية وحزب الله. وأشار إلى أن الأسد يسعى لتجنب أي صدام مباشر قد يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي أو دولي يدمر ما تبقى من نظامه.

وتناولت الحلقة أيضا الموقف الدولي من هذا الصراع، حيث أعربت الأمم المتحدة عن قلقها المتزايد من احتمال اندلاع حرب إقليمية واسعة. وحذر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، من أن الحرب قد تشمل سوريا، ما يضع النظام السوري في موقف حرج.

من جهة أخرى، تناولت الحلقة الانقسام الداخلي في لبنان حول دور حزب الله في هذا الصراع، حيث يرى بعض اللبنانيين أن الحزب يستخدم القضية الفلسطينية لتحقيق مصالحه الخاصة ويورط لبنان في صراع غير متكافئ. وأوضح الظاهر أن هناك انقساما عموديا في لبنان بين مؤيدين لحزب الله ومعارضين يعتبرون أن الحزب يجر لبنان إلى مواجهة لا طائل منها.

شارك هذا المقال