سوريا

هل غيّرت الولايات المتحدة موقفها من “قسد” بعد انتفاضة العشائر؟

ملخص:

  • تصريحات قائد قوات سورية الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي حول دعم جوي من التحالف الدولي خلال مواجهات مع العشائر العربية في دير الزور تم نفيها من قبل مصادر ميدانية.
  • طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي تدخلت لمنع وحدات حماية الشعب من التوجه إلى بلدة ذبيان.
  • قبيلة العكيدات نفذت هجومًا مضادًا واستعادت أجزاء من بلدة الشحيل من قوات قسد.
  • السلوك الأميركي يظهر استمراره في تجنب إنهاء النفوذ العربي في دير الزور للحفاظ على التوازنات في المنطقة.
  • الجانب الأميركي يسعى لتوسيع دور الشيخ هفل الجدعان في قبيلة العكيدات.
  • الولايات المتحدة تسعى لتخفيف هيمنة المكون الكردي على “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا وتروج لتأسيس “إقليم شمال شرق سوريا” مع إشراف محلي أوسع.
  • قوات التحالف الدولي تبحث تشكيل قوة عسكرية عربية للتخفيف من سطوة قسد في مناطق الرقة، لكن تواجه صعوبات في التنفيذ.

نفى مصدر ميداني في محافظة دير الزور لموقع تلفزيون سوريا صحة ما ورد في تصريحات قائد قوات سورية الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، الذي ادعى فيها أن التحالف الدولي قدم دعماً جوياً لقواته خلال المواجهات مع قوات من العشائر العربية بريف دير الزور.

وأفادت المصادر أن طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي تدخلت في وقت متأخر من الليل في 3 أيلول سبتمبر الجاري، وحلقت فوق رتل لـ”وحدات حماية الشعب” المكون الأكبر ضمن قسد، ومنعتها من التوجه إلى بلدة ذبيان بريف دير الزور، المعقل الذي يتجمع فيه مقاتلون من قبيلة العكيدات، التي تواجه الوحدات على مدار الأيام الماضية.

وفي 4 أيلول/ سبتمبر الجاري شن مقاتلو قبيلة العكيدات هجوماً مضاداً، استعادوا فيه الأجزاء التي فقدوها من بلدة الشحيل الإستراتيجية بعد أن تقدم أحرزه مقاتلي وحدات حماية الشعب.

تجنب أميركي لإنهاء النفوذ العربي ومساع لاستبدال رموزه

وأفادت مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا أن السلوك الأميركي يشير بوضوح إلى تجنب إنهاء النفوذ العربي في محافظة دير الزور، حرصاً من واشنطن على عدم الإخلال بالتوازنات، خاصة وأن المرحلة اللاحقة قد تحتاج إلى ثقل العشائر العربية من أجل إحداث توازن مع نفوذ الميليشيات الإيرانية في المنطقة.

وأكدت المصادر أن دبلوماسيين أميركيين تواصلوا في 2 أيلول/ سبتمبر مع أقارب للشيخ إبراهيم الهفل متزعم انتفاضة قبيلة العكيدات ضد وحدات الحماية، وشددوا خلال عملية التواصل مع أقارب الهفل المقيمين في العاصمة القطرية الدوحة أن واشنطن ليست طرفاً في النزاع، ولن يستهدفوا المكون العربي.

وبحسب المصادر فإن الجانب الأميركي يسعى لتوسيع دور الشيخ هفل الجدعان، عم الشيخ إبراهيم الهفل في قيادة قبيلة العكيدات، نظراً لأن الجانب الأميركي يثق بهفل المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، ولديه شكوك حول مواقف إبراهيم وماذا يمكن أن يتخذ قرارات مستقبلية بخصوص التعامل مع قوات التحالف الدولي.

وحصل موقع تلفزيون سوريا على معلومات من مصادر في المعارضة السورية، تؤكد أن نائب إيثان غولدريتش معاون وزير الخارجية الأميركي، أجرى محادثات مع رئيس الائتلاف السوري سالم المسلط خلال لقاء جمعها في إسطنبول التركية يوم الأحد 3 أيلول/ سبتمبر، تطرقت إلى الأسباب التي أدت لانتفاضة العشائر ضمن قوات سوريا الديمقراطية، حيث طرح المسؤول الأميركي استفسارات عن وجود انتهاكات من “المكون الكردي” في قسد ضد باقي المكونات العربية، وتم اطلاعه من قبل رئاسة الائتلاف على الانتهاكات التي تورطت فيها وحدات الحماية على مدار السنوات الماضية.

عبدي

مقاربة أميركية لتخفيف هيمنة المكون الكردي على “الإدارة الذاتية” وقسد

أفادت مصادر مطلعة في الولايات المتحدة الأميركية لموقع تلفزيون سوريا، أن واشنطن لديها مقاربة قديمة متجددة هدفها تخفيف هيمنة المكون الكردي على “الإدارة الذاتية”.

وبحسب المصادر فإن الجانب الأميركي يدفع باتجاه تأسيس “إقليم شمال شرق سوريا”، على أن يتألف من إدارات محلية، مما يتيح هوامش أوسع للمكونات العربية والآشورية وغيرها في إدارة شؤون مناطقها.

وحاولت قوات التحالف الدولي على مدار الأشهر الماضية إقناع القائد السابق للواء ثوار الرقة المدعو “أبو عيسى الطبقة” للعودة للعمل الميداني، وتشكيل قوة عسكرية عربية تتولى الانتشار في مناطق من ريف الرقة بهدف تخفيف سطوة وحدات الحماية، لكن أبو عيسى لم يعط موافقة حتى اللحظة، لأنه يشترط تأسيس مجلس عسكري يتبع مباشرة للتحالف الدولي، ولا يرتبط بالقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية.

وحتى هذه اللحظة لا يوجد مؤشرات على جدية أميركية بإحداث تغيير واسع في خريطة السيطرة شمال شرق سوريا، حيث يرفض الجانب الأميركي مقترحات تتضمن السماح لفصائل المعارضة السورية المنحدرة من دير الزور والمنضوية ضمن الجيش الوطني السوري، بالعودة إلى مناطقهم، ويفضل تأسيس قوات عربية بإشرافه وتحت قيادة موثوقة لديه.

ومن المحتمل أن تدفع الانتفاضة العشائرية الأخيرة الجانب الأميركي لتسريع خطوات منح المناطق العربية نوع من الاستقلالية الإدارية، شريطة ألا تعطل بعض الشخصيات النافذة في الإدارة الأميركية اتخاذ هكذا خطوة، والحديث هنا تحديداً عن بريت ماكغورك منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، والمعروف بانحيازه للمكون الكردي في قوات قسد، وعدم نظرته الإيجابية للعشائر العربية منذ أن كان مسؤولاً ضمن الملف العراقي.

 

شارك هذا المقال


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى