تونس

مركز ستراتفور يكشف عن سيناريوهات إسرائيل لإغتيال قادة حماس


عمليات الاغتيال الإسرائيلية المحتملة ستكون في لبنان وسوريا كأولوية، وبدرجة أقل في تركيا وقطر، ثم ماليزيا والدول الأوروبية هذا ما كشف عنه تقرير لمركز ستراتفور وهو مركز دراسات إستراتيجي وأمني أميركي.

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليماته لأجهزة المخابرات في البلاد لتعقب كبار مسؤولي حماس الذين يعيشون في لبنان وتركيا وقطر.

تركز النقاش بين قادة الأمن الإسرائيليين بشكل أكبر على متى وكيف يتم تنفيذ الاغتيالات، بدلا من التركيز على ما إذا كان سيتم القيام بذلك في المقام الأول.

الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية اعتمدت تاريخيا بشكل كبير على التهديد بالانتقام الشامل، ومن أجل تنفيذ هذا التهديد وردع الهجمات المستقبلية من المرجح أن يحسب القادة الإسرائيليون أنهم بحاجة إلى قتل مسؤولي حماس وغيرهم من المنتسبين الرئيسيين للحركة أينما كانوا.

لدى إسرائيل تاريخ طويل في تنفيذ الاغتيالات في الخارج، الأمر الذي أكسب أجهزة استخباراتها الشهرة بسبب براعتها، إضافة إلى الازدراء أيضا.

حتى قبل إعلان إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948، اغتالت الجماعات الصهيونية الخاضعة للانتداب البريطاني على فلسطين العديد من المسؤولين الأوروبيين والعرب كجزء من حملتهم لإنشاء دولة يهودية.

بعد وقت قصير من إعلان قيام الدولة، بدأت أجهزة الأمن الإسرائيلية سلسلة من الهجمات ضد المسؤولين النازيين السابقين في جميع أنحاء العالم.

جاءت حملة الاغتيالات الإسرائيلية الأكثر شهرة بعد عملية ميونيخ عام 1972، عندما قتل فلسطينيون من جماعة أيلول الأسود 11 عضوا في الفريق الأولمبي الإسرائيلي. وفي أعقاب ذلك الحدث، أطلقت إسرائيل “عملية غضب الله” التي اغتال فيها جواسيسها العديد من قادة أيلول الأسود وغيرهم من القادة الفلسطينيين في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط.

لكن هذه العملية أسفرت عن معاناة عملاء الاستخبارات الإسرائيليين من أسوأ حالات الإحراج عندما قتلوا نادلًا مغربيًا في النرويج ظنوا خطأً أنه مسؤول كبير في جماعة أيلول الأسود، ما أدى إلى أزمة دبلوماسية وإجبار أجهزة المخابرات الإسرائيلية على تقليل عملياتها في الغرب لسنوات بعد ذلك.

عندما كان نتنياهو يشغل منصب رئيس الوزراء في عام 1997، عانى نتنياهو نفسه أيضًا من إحراج كبير بعد أن أمر عملاء الموساد بقتل خالد مشعل، زعيم الجناح السياسي لحركة حماس آنذاك، في الأردن. في عملية جرت على نحو خاطئ للغاية، تم القبض على قاتلين إسرائيليين بعد رش مشعل بمادة سامة أصابته ولم تقتله. وبعد أن هددت الحكومة الأردنية بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل ووسط ضغوط من الولايات المتحدة آنذاك، اضطر الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، نتنياهو إلى إرسال رئيس الموساد إلى عمان ومعه الترياق لمشعل، ولم يتم إطلاق سراح عملاء الاستخبارات الإسرائيليين إلا بإطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين.

ستكون عمليات الاغتيال الإسرائيلية المحتملة في لبنان وسوريا كأولوية، وبدرجة أقل في تركيا وقطر، في حين تبقى الدول خارج المنطقة، مثل ماليزيا، مواقع محتملة للهجمات الإسرائيلية.

تزعم بعض التقارير الإعلامية أن نتنياهو وعد قطر بأن إسرائيل لن تهاجم قادة حماس الذين يعيشون فيها كشرط لوساطة قطر مع الحركة الفلسطينية.

أما الهجمات الإسرائيلية في الولايات المتحدة وأوروبا فهي غير مرجحة إلى حد كبير، فالقادة الفلسطينيون المسلحون لا يتمتعون بملاذات آمنة في الغرب، ما يعني أن هناك عدداً قليلاً من الأهداف التي يمكن لإسرائيل أن تلاحقها، إن وجدت.

ستحتاج إسرائيل إلى أي دعم يمكنها الحصول عليه من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، خاصة في ظل مواجهتها لإدانة واسعة النطاق لعملياتها العسكرية في غزة، والتي من المرجح أن تتصاعد خلال الاحتلال الإسرائيلي المتوقع للقطاع بعد انتهاء الحرب ونهاية القتال النشط هناك، وهو الدعم الذي سيتعرض للخطر حال تنفيذ هجوم إسرائيلي في الغرب.

حملة اغتيالات ينفذها الموساد ستثير المزيد من ردود الفعل الغاضبة ضد المصالح اليهودية والإسرائيلية في الخارج مثل الإضرار بالممتلكات والمضايقات والهجمات المستهدفة ضد الأفراد اليهود.

إزاء حسابات سياسية محلية، مثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والرغبة في منع الأعمال الانتقامية العنيفة في الشرق الأوسط، ستلجأ الحكومات الغربية على الأرجح إلى دفع إسرائيل للحد من نطاق أي حملة اغتيالات في جوارها القريب.

إذا أدت الاغتيالات الإسرائيلية إلى سقوط ضحايا من المدنيين و/أو إذا تم الكشف عن العمليات الإسرائيلية علنًا بأدلة واضحة مثل لقطات الفيديو، يرجح أن تتخذ الحكومات الغربية خطوات علنية متزايدة للضغط على إسرائيل للتخفيف من حدة حملة الاغتيالات.

يمكن أن تشمل هذه الجهود المزيد من التوبيخ العلني وإرسال مبعوثين لزيارة إسرائيل حاملين رسائل رفض واضحة، وربما تصل إلى حجب المساعدات العسكرية أو الاقتصادية عن تل أبيب، لكن ذلك لن يحدث إلا بالاقتران مع تطورات أخرى، مثل الاتهامات بارتكاب فظائع إسرائيلية كبرى.

داخل الشرق الأوسط، يرجح أن تؤدي الاغتيالات الإسرائيلية المتوقعة إلى خطر التسبب في ردود فعل دبلوماسية واقتصادية، وتأخير التطبيع مع إسرائيل مع الدول الإقليمية الرئيسية الأخرى.





رابط المصدر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى