الجزائر

النظام العلوي يواصل تسييس الرياضة بعد فشله داخل الهيئات الرسمية إفريقيا وعالميا


صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .

الجزائرالٱن_ يبدو أنّ النظام العلوي في الرباط لا يمل من استنساخ مسرحيات هزلية استفزازية ضد الجزائر، وهو الذي فشل على مدى 62 سنة في تحقيق أي انتصار سياسي أو عسكري أو حتى ثقافي على الجزائر، ولأنّ الجزائر “قفلت اللعب” على عملاء الكيان الصهيوني، داخل الاتحاد الإفريقي (سياسيا)، لم يجد القصر العلوي في السنوات الأخيرة إلا اتخاذ الرياضة وسيلة لتحقيق انتصارات وهمية، مستغلا غياب الجزائر عن كل المناصب داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) ، التي استولى عليها فوزي لقجع وأحاط نفسه بعصابة وجدت ضالتها بخروج الأسد الكاميروني، عيسى حياتو، من (الكاف)، فما كان إلا لـ”الفئران” أن تحوّل أكبر هيئة كروية في إفريقيا إلى وسيلة لاستهداف الجزائر، فلعلها تحقق بـ”الألوان” ما عجزت عن تحقيقه على أرض الميدان.

رأس حربة القصر العلوي في حربه ضد الجزائري، ليس إلا فوزي لقجع، الذي يتنفس كره الجزائر، والأكيد أنّ لو توقف عن كرهها والمكيدة لها، لما عاش بعد ذلك.

هذه حقيقة قد يعتقد البعض أنّ فيها الكثير من المبالغة، ولكن لوعدنا لمواقف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منذ وصول لقجع إلى رئاستها، لما وجدناه يوما ذكر الجزائر بخير، وكل ما كان للجزائر حضور كان لقجع يخطط كالشيطان لإيذائها.

الأكيد أنّ الحديث عن مؤامرات لقجع ضد الجزائر لا يمكن حصرها هنا، ولكن من الممكن التوقف فقط عند مسرحيته الأخيرة، والتي ماتزال فصولها متواصلة حتى اللحظة والمرتبطة بمقابلة اتحاد العاصمة بنهضة بركان المغربي في إطار نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية، والتي من المقرر أن تجري غدا الأحد بملعب 5 جويلية الأولمبي.

لقجع وبإيعاز من أندري أزولاي الحاكم الفعلي لمملكة مراكش، وجد في المواجهة الرياضية بين فريقين من المفروض أن يكونا شقيقين، لنفث سمومه ومحاولة استنساخ ما حدث خلال بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، عندما اشترط رحلة مباشرة من الرباط إلى قسنطينة، عبر رحلة خاصة للخطوط الملكية المغربية، وهو يدرك تماما أنّ ذلك لن يحدث، فحاول توريط الجزائر مع الاتحاد الإفريقي، ولكنّه استسلم في الأخير وحرم شبان المغرب من لعب أحد أهم البطولات القارية

كان من المستحيل على لقجع إعادة ما حدث، لأنّ الكثير من النوادي المغربية بعد ذلك تنقلت إلى الجزائر بشكل عادي، بل أنّ منتخب أقل من 17 سنة متواجد حاليا بالجزائر للمشاركة في دورة شمال إفريقيا، وواجه قبل يومين المنتخب الجزائري في ظروف ممتازة، وبالتالي، فإنّ المطالبة برحلة خاصة عبر الخطوط الملكية المغربية، لن يكون مجديا، فما كان عليه وبمكر الصهاينة، إلا البحث عن وسيلة أخرى، قد تحقق أمنيته الوهمية في إرضاخ السلطات الجزائرية.

الخطة كما اكتشفها الجميع أمس الجمعة، ودائما بطريقة “الألوان” تم وضع صورة لخريطة المغرب الوهمية، التي تمتد من طنجة إلى الكويرة المحتلة، على قمصان لاعبي النهضة البركانية، وهو كالعادة يريد أحد الأمرين، إما أنّ السلطات الجزائرية تغمض عينيها ويدخل اللاعبون المغاربة إلى أهم ملعب بالجزائر، وهم يحملون شعارا سياسيا، وخريطة لا تعترف بها الأمم المتحدة، ويقول بعد ذلك أنّه انتصار للديبلوماسية المغربية في أهم صراع لها على أرض أهم أعدائها وهي الجزائر، وإما وهو الأكيد أنّ السلطات الجزائرية سترفض القميص الذي يمجد الاستعمار، وبالتالي فتح جدال جديد مع الاتحاد الإفريقي، ويعتقد لقجع أنّه فائز في كلتا الحالتين.

الجزائر تستند في قرارها على قوانين الكاف والفيفا

قرار السلطات الجزائرية دخول قمصان النهضة البركانية إلى الجزائر، لا يحمل أي تحامل من الجزائر ضد الأشقاء في المغرب، لأنّها لو كانت تريد ذلك، لفعلته خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وتواجد منتخبات الشبان والنوادي المغربية بمختلف أسمائها، ولكنّها تعتبر موقفها قانوني ويستند إلى قوانين لاتحادين الدولي والإفريقي، الذي يمنع الشعارات السياسية في مقابلات رياضية، وهو ما أكده رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي، فالفريق المغربي وبأوامر من فوزي لقجع، خالف المادة السادسة لقانون المسابقات الخاص بـ”الكاف”، والتي تنص بوضوح على أنّ الاعلانات المرخصة على القمصان هي فقط تلك المسموحة من البلد المحتضن للمباراة والمتوافقة مع قوانين الكاف الخاصة بالقمصان.

وتؤكد هذه المادة، أنّ “الكاف” تشترط وضع اسم اللاعب، رقمه، شعار الكاف، شعار النادي وعلمه فقط على القمصان المعنية بمباريات المسابقات القارية.

وهنا نتوقف عند كلمة (العلم)، فالمقصود علم الدولة بحدودها التي تعترف بها الأمم المتحدة، وهذا ما لا يتوفر في (خريطة الألوان)، لأنّ الأمم المتحدة، لا تعتبر الأراضي الصحراوية أراضي مغربية، بل الأكثر من ذلك، تؤكد أنّ القضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار.

ولتجاوز الإشكال في حال حدوثه، تشترط (الكاف) في المادة السابعة من قوانين المنافسة، على أنّ الفريق الزائر(النهضة البركانية في هذه الحالة)، يأخذ معه نوعين من البدلات (الطاقم)، بحيث لا تحتوي البدلة الثانية على أي إشهار أو دعاية.

أما بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فالمادة الرابعة (الفقرة الأولى والثانية) تمنع استعمال أي رموز سياسية أو دينية أو ما يميز بين أي بلد أو شخص أو مجموعة بسبب العرق والدين والسياسة.

وتشدد (الفيفا) على ألا تحتوي المعدات على أي شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية، وتعاقب كل من يستعمل ذلك، فالاتحاد الدولي لكرة القدم يلتزم من خلال لوائحه بأن يبقى محايدا في الأمور السياسية والدينية.

“الكاف” سبق أن منعت شبيبة القبائل من إظهار (الرمز القبائلي)

من خلال ما سبق من المؤكد أنّ السلطات الجزائرية لم ترتكب أي مخالفة تهدد مستقبل اتحاد العاصمة في المنافسة، وقد سبق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن تدخل لمنع شبيبة القبائل من اللعب بقميص عليه الشعار القبائلي المعروف.

ففي نفس المنافسة، في نهائي كأس (الكاف) سنة 2021، بين شبيبة القبائل والرجاء البيضاوي المغربي، احتج الرجاء على قميص الشبيبة وطالب بنزع الشعار الأمازيغي، وبالفعل طالب الاتحاد الإفريقي من إدارة شبيبة القبائل، إخفاء الشعار، وهو ما حدث دون أي بلبلة.

تضامن وطني واسع مع سوسطارة

بعد الحملة الشعواء الموجهة ضد اتحاد العاصمة من أبواق المخزن وعملاء القصر العلوي في كل مكان، دخلت الأندية الجزائرية على الخط لدعم الفريق الجزائري، حيث نشرت بيانات تعلن التضامن مع إدارة الفريق و اللاعبين، اليوم السبت، في شاكلة نجم بن عكنون، وفاق سطيف، شباب قسنطينة.

وانضمت بعد ذلك أندية أخرى إلى قائمة الداعمين لاتحاد العاصمة، وأعلنت إدارة شباب بلوزداد ومولودية وهران وشبيبة الساورة، كذلك عن التضامن التام مع النادي العاصمي، متفقين على جملة “السيادة قبل كل شيء”

وقالت إدارة شبيبة الساورة المنافس المغربي أصبح يستعمل الأساليب البعيدة كل البعد عن الأخلاقيات والمبادئ التي تقوم على أساسها لعبة كرة القدم منذ حلول بمطار هواري بومدين.

كما قالت إدارة بلوزداد، في بيان لها، اليوم: “على الرغم من منافسنا يوم الأربعاء في نصف نهائي كأس الجزائر، يعلن شباب بلوزداد عن تضامنه التام مع نادي اتحاد العاصمة”، واضاف: “ككل نادي جزائري سيبقى في الصفوف الأولى للدفاع عن القضايا الوطنية”

والتحق نادي مولودية الجزائري الغريم التقليدي للاتحاد إلى قافلة الداعمين للقضية التي أصبحت وطنية حيث قال الفريق في بيان له “مساندتنا مطلقة للنادي الجار على محاولات الزج به في متاهات سياسية”.



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى