اليمن

طالما باب بيتك من زجاج


    

القضية العدنية قضية مظلومية أرض وشعب وهوية وهي قضية سياسية من الطراز الأول  برزت للواقع نتيجة جرائم ارتكبت بممارسات وإجراءات  سياسية لقوى الظلم والبغي والطغيان الجبهة القومية سابقا فالحرب الاشتراكي لاحقا وبسبب ما ارتكبت ضد عدن ( أرض انسان.هوية ) من جرائم اصبحت  القضية العدنية قضية سياسية  لا خلاف عليها  ، وابرز واهم الجرائم التي ارتكبت ومازالت ترتكب ضد عدن ( أرض انسان هوية ) من العام 1967م إلى يومنا هي :-   
1- اغتصاب واستباحة عدن تحت مسمى عاصمة ، ونهبها أرض وثروة ، وتعطيل مرتكزاتها الاقتصادية ( الميناء والمنطقة الحرة والمطار والمصافي )  . 
2-  حرمان شعب عدن من مختلف الاجناس والاعراق والاديان والطوائف والمذاهب ، من حقوقه السياسية والمدنية ، وحقه في ادارة مدينته والحفاظ على  امنها  ، ونهب وسرقة أموال العدنيين  وممتلكاتهم وبيوتهم وتشريدهم قسرا للخارج ، وتصفية واخفاء  الكثير منهم من خلال عصابات الاغتيالات ونصب المشانق وفتح السجون والمعتقلات .
3-  فرض سياسات.وممارسات  واساليب طمس الهوية العدنية والغاءها بنكرانها واقصاءها وتهميشها والعمل على فرض تغيير ديمغرافي في عدن بتشجيع النزوح السياسي لاعضاء الجبهة القومية وانصارها من ريف الجنوب والشمال لتأسيس مستوطنات خاصة بهم تهدف تغيير التركيبة السكانية لعدن . 
تلك هي الأسباب والسياسيات الممنهحة  التي ادت إلى النتيجة تدمير عدن وريادتها للمدنية والتطور والثقافة والتجارة ، وتعايش الأجناس والاعراق والاديان والمذاهب والطوائف بتناغم وسلام وامان تحت مظلة النظام والقانون . 
لهذا فالحقيقة ان ماحصل ومازال يحصل في عدن هي تبعات سياسات وممارسات ممنهجة  لسلطة الظلم والبغي والطغيان التي فرضت  على عدن وشعبها .من العام 1967م إلى يومنا  ، واي محاولات لتزوير الحقيقة بجعل النتائج مكان الأسباب والعكس فهذا تصرف مدفوع الاجر لاقلام انتهازية نفعيةبهدف تزوير التاريخ والحقيقة  ، وليس هذا من فراغ وإنما للدفاع عن كل من اجرم ضد عدن وشعبها وهويتها إلى جانب الجبهة القومية من احزاب ومكونات سياسية وأفراد في عموم اليمن بالأفعال اوالتاييد او الترويج بالمدح والتطبيل او الصمت المخزي ، الا ان يبقى السؤال لماذا كان ذلك بهذا التوقيت بالذات ومتزامن مع هجمة شرسة من قوى الشر التي حتى اذا اختلفت فيما بينها في بعض القضايا الا انها تتفق مصالحها في تدمير عدن في اطار لعبة صراع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية اقليميا ودوليا لفرض الهيمنة والنفوذ في المنطقة ، وهنا ياتي دور الأقلام الرخيصة في دس السم بالعسل لعدن ( ارض إنسان هوية ) تحت عباية النوايا الطيبة كدب وزور ، والتي تعتمد على النفاق والكدب والتضليل  ، ودرف دموع التماسيح على عدن في وجهها ، وطعنها بالظهر بخنجر الغذر والخيانة لحرفها عن مسارها وافراغها من مضمونها واهدافها واستحقاقاتها كما يملى عليهم من اولياء نعمتهم مقابل مايقبضون ، لتبقى عدن تحت هيمنة وسيطرة قوى الشر من احزاب ومكونات ذات ارتباطات بايديولوجيات خارجية  ، فعدن ليست كلمة حق يراد منها باطل  . وليس من السياسة التضحية بمباذئ وقيم واخلاق المجتمع العدني  ، وللتاكيد لم ولن تكون عدن  وسيلة للارتزاق والتسول والتكسب السياسي والشخصي بركب الموجة ودر الرمد على العيون بالغوغائية ، ولايمكن السماح بالسمسرة والمتاجرة بالقضية العدنية ( أرض شعب هوية ) لحرف مسارها وافراغها من مضمونها ، وما كان  من تحاشي بالرد في حينه على دعاة السمسرة والمتاجرة باسم عدن لايعني الرضى والقبول ، ولكن كان للمتابعة وإعطاء الفرصة ليعودوا للصواب  وبعد ان فاض الكيل وكان منهم التطاول والتمادي على مضمون القضية العدنية وخصوصيتها واستحقاقاتها ، وكذا عدم احترام المكونات السياسية العدنية والاساءة لها ، وهم مجرد ابواق وطبول لمدح وتمجيد النظام الشمولي في زمن لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ، يصبح من الصعب الاستمرار في تحاشي الرد  ليعرف كل شخص حقيقة من هو وماهو حجمه الطبيعي  ، وسيكون لكل حادث حديث  ، وستبقى القضية العدنية ( أرض شعب هوية )  سياسية المضمون والأهداف والاستحقاقات رغم انف كل أبواق وطبول النفاق والكدب والتمجيد لعقلية النظام الشمولي في زمن لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ، فالمثل يقول لا ترمي أبواب بيوت الناس بالحجارة  وباب بيتك من زجاج   …………  نقطة سطر جديد  .

عبدالكريم الدالي


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى