اليمن

الشيخ/ محمد صالح حسين الرشيدي .. رجل لن يكرر الزمن من امثاله !

لكل زمان دولة ولكل دولة رجالها، وفي وقتنا المعاصر يبرز إلى الواجهة بعض الرجال المخلصون الذين يثبتون بأفعالهم واعمالهم بأنهم رجال دولة بحق وحقيقة ،قولا وفعلا وعملا ،ومن هذا المنطلق دفعتني القناعة لإنصاف هذا الرجل بقول كلمة حق عن الشيخ/محمد صالح حسين الرشيدي كونه
من الرجال الأوفياء الذين تربعوا عرش المحبة في قلوب الناس وكسبوا ودهم ونالوا منهم أعلى درجات التقدير والأحترام بأعتباره رجل البر والإحسان ورائد الأعمال الخيرية والمشاريع التنموية والمجتمعية على محافضة لحج خاصة والجنوب بشكل عام.

-الميلاد والنشأة 
ولد الشيخ/ محمد صالح الرشيدي في منطقة لقمر الـ رشيد مكتب الموصطة لبعوس مديرية يافع ونشأ وترعرع فيها ثم التحق في السلك العسكري وكان من الطراز الأول في وزارة الداخلية منذ يوم الاستقلال وتخرج من كلية الشرطة  العسكريةفي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية برتبة ملازم اول بعد دراسته الاولى في يافع ثم في منطقة قعطبة بمحافظة الضالع  وأكمل الإعدادية والثانوية في مدينة صنعاء 
وعاد إلى الجنوب والتحق بكلية الشرطة في السبعينيات 
وعمل في وزارة الداخلية كمسؤول قسم الاتصالات وللا سلكي وانتقل بعدها للعمل في وزارة التجارة كمدير للمخازن العامة في شركة التجارة الداخلية في الثمانينيات ومدير دائرة التوزيع في شركة التجارة في التسعينات
حتى  اندلعت حرب ٩٤م حيث كان من أبرز القيادات العسكرية  الذين تصدوا لقوات الغزو الشمالي ،وكان من أهم القيادات الذين حافظوا على الممتلكات العامة من السطو والنهب أثناء الحرب وبعدها.

لم يتم ترقيته للسلطة التي جاءت بعد ٩٤م و التي اوقفت الرجال الأوفياء والغيورين على وطنهم فأحيل إلى التقاعد الاجباري (خليك بالبيت)
ومورست ضده أصناف القمع والتهديد وتعرض للسجن عدة مرات في سجون طريق وغيران والأمن المركزي في محافظة لحج وعدن ،لكنه ظل مناظلا صلبا مدافعا عن حقوق المظلومين والطبقة العاملة والمغلوبين على أمرهم ،ووقف شامخا أمام كل تلك التعسفات بعز وشموخ لأجل الإنتصار لقضية وطنه وشعبه.

– الشيخ محمد صالح الرشيدي وأول منتدى اجتماعي

كان للشيخ/ محمد صالح الرشيدي دورا فاعلا في إنشاء اول منتدى اجتماعي في عدن المعلا والذي كان يضم عدد من الشخصيات الاجتماعية والوزراء ومدراء عموم  واستمروا بالنظال لسنوات حتى قيام الحراك الجنوبي فكان من أول المؤسسين له في عدن، وشارك في كل المسيرات السلمية كداعم أساسي، ومشارك ومتحدث في عدن ولحج وأبين 
وعندما قامت حرب ٢٠١٥م دعم الجبهات بالتغذية والأسر العالقة في كريتر وبعدها قدم دعمه للمقاتلين في المنصورة والنازحين والمتضررين من الحرب ،وكان له دور فعال أثناء الحرب وبعدها، ومثلا رائعا للمناظل الصلب الجسور الذي قدم كافة اشكال الدعم منكرا لذاته حبا في وطنه الجنوب الحر المستقل.
– المناصب التي عرضت للشيخ /محمد صالح الرشيدي وقوبلت بالرفض. 
بعد تحرير عدن من عصابة المليشيات الحوثية عرضت عدة مناصب عليه وكان اسمه من ضمن الاسماء المرشحة لقيادة المحافظة كمحافظ للعاصمة عدن إلا أنه أبى ورفض الترشيح قائلا يجب أن نعطي الفرصة للأجيال القادمة للشباب الواعد 
،ورفض حتى أن يكون من ضمن قائمة المرشحين ،ولكنه ظل يؤدي دورة النظالي في كل الاتجاهات مدافعا عن وطنه و مبادئه وادبياته وتاريخه الكبير الزاخر بالعطاء والتضحيات
مرددا كلمته الدائمة أن الوطن يحتاج للشرفاء والشرفاء سيخدمون وطنهم من اي مكان كانوا فيه نحن خرجنا وناظلنا من أجل أن تنعم الأجيال القادمة بمستقبل وضاء ومشرق يلبي كافة الآمال والتطلعات ولم نخرج من أجل مناصب أو مكاسب شخصية.

– ابرز المواقف التاريخية

كان للشيخ/ محمد صالح الرشيدي الدور الفعال والكبير في إنشاء وإشهار المركز الاعلامي الجنوبي smc في عام ٢٠١٤ 
الذي كان يشغل رئيساً لمجلس الإدارة بينما الاستاذ /محمد سعيد سالم كان يعمل مدير المركز وعضوية كوكبة من الإعلاميين منهم ردفان الدبيس وصلاح بن لغبر وفتحي بن لزرق وعبدالسلام عاطف وإخلاص الكسادي ومحمدالهمشري وسمية المشجري وكثير من الإعلاميين ،وتم تجهيز المركز بدعم منه ومن الوطنيين الشرفاء وبدأ بالعمل كنافذة للجنوبيين للعالم ليبين قضيتهم ولكن للاسف اول مادخلت قوات الغزو الحوثية عدن كان أول عمل عملوه هو إحراق المركز في خور مكسر بالمقر الرئيسي.

– الشيخ/ محمد الرشيدي الرجل الذي لن ينساه أبناء الجنوب

يعد الشيخ/ محمد صالح الرشيدي من الرجال الشرفاء والابطال، وعرفه الجنوبيون بنضاله الوطني وحسه الثوري وخطاباته الحماسية وإنتمائه الجنوبي وولائه الشعبي وعنفوانه الدائم، واندفاعه الواعي وإحساسه بشرف القيادة وإمانة الوظيفة، كما عرفه أبناء الجنوب بدوره الكفاحي في المقاومة والنضال والتضحية، ومسؤوليته في حماية الوطن والدفاع عن حقوق ابناءه، وبغيرته على شعبه وحنيته عليهم وقربه منهم واحساسه بمعاناتهم وألمهم ومشاطرته لهمومهم وأحزانهم وتفانيه في عمله العسكري الذي كان يراه كرسالة يؤمن بها وواجب وجودي وأخلاقي،يسخر لأجله كافة قدراته وإمكانياته وضل شامخا كجبال بلاده يافع  لاتنحني للأوغاد، وعاش مثالاً للصبر والجلد والتضحيات،  أسماً لامعاً ودوراً لافتاً، ونموذجاً في كل محطات النضال، حمل بين جوانحه واجباً مقدساً ومهمةً وطنية، آمن بعدالة قضية الجنوب وأخلص لها، وأيقن بان حمل السلاح وخوض المعارك هو السبيل الأنسب لأسترداد واسترجاع الحق المسلوب، وشارك في كل ملحميات الثورة الجنوبية المعاصرة والحديثة منذ بزوغ فجرها الأول اعقاب الاجتياج الظالم في حرب صيف 94م، وكانت له البصمات المشرقة في نشؤ حركات التحرر والمقاومة باشكالها المختلفة في عام 2007م.

وضلّ حاضراً وبقوة في كل الأحداث المفصلية التي مر بها الجنوب، لم يغب عن أي مناسبة او فعالية وطنية او نضالية، عرف فيها شديد المراس، متقد الحمية كلماته كانت كأنصال السيوف، تتوق للشهادة وتسترخصها في سبيل القضية والوطن، وفي حرب 2015 ضد الاحتلال الثاني للجنوب من قبل الحوثي وعصابات عفاش لم يهتز لدوي المدافع او ارتعد من صليات الرصاص، بل كان ثابتاً في المبدأ وشجاعاً في الموقف ومقداماً في المواجهة،وكان من الذين اذا غضبوا كانوا براكيناً تتفجر حمماً وما استاءوا، فما هانوا ولا غروا ولا هجعوا ولا انغروا، غرسوا الصحاري والجبال رجالاً أشداء، كبيرهم ما شاخ وشبلهم ما مال، من بأسهم فر الموت ومات اليأس وطرد الغم.

– الشيخ محمد صالح الرشيدي رجل الخير والإنسانية

أما في مجال الأعمال المجتمعية والخيرية يعتبر “الشيخ/ محمد صالح حسين الرشيدي أحد أعمدة النجاح في دعم الجانب الإجتماعي والثقافي والخيري وحل المشاكل ،والخلافات بين اوصاط المجتمع باذلا جهوداً كبيرة لخدمة الناس في هذا السياق،والذي يمثل بتلك الأعمال الجليلة قبيلة الـ /الرشيدي اليافعية الأصيلة  تلك القبيلة التي لا تعني البندق والجنبيه والشعر الطويل والمسدس والجُعب والمسبت والحقايب ورفع الصوت والأستعلاء وتفاحيط السيارات والاطقم وأكل حقوق الآخرين والظلم ،بل تعني الشهامة والأصالة والكرم كموروث قبلي لم تغيره عوامل الزمن بل ضل سلوكا متوارثا أباً عن جد.

قبيلة الـ /الرشيدي في يافع  هي القبول بالعادات والتقاليد والأعراف والأخلاق الحميدة والتضحية ونصرة المظلوم والدفاع عن الدين والكرامة والحق والحدود والعرض، وتعني النظام والعدل وحماية الحقوق والاستماع إلـى كلام العاقل وتربية الصغير وتنشئته علـى المبادئ والقيم الحميدة وحب الخير وفعله كما تعني الرضوخ والالتزام لكل ماتعارف عليه الناس من عادات وتقاليد وعهود ومواثيق واتفاقات بمايحفظ الدين والحق والدم والعرض لكل ابناء المجتمع دون تمييز بعيد عن الكبر والاستعلاء والعنجهية المقيتة والمضالم التي نراها ونلمسها اليوم في بعض المناطق الأخرى.

مهما تحدثت عن الشيخ /محمد صالح حسين الرشيدي لن افيه حقه حتى وأن تحدثت بكل لغات العالم أجمع ،فهو بحق نموذجاً وطنيا لن يكرر الزمن من امثاله ،فما قلته هو مقتطف بسيط مما عرفته عنه ،ولاتزال هناك الكثير من التفاصيل عن هذا الرجل الشامخ الذي ملئ قلبه حبا لوطنه الجنوب وضل عطاءه وكرمه متواصلا في اغلب مناطق الجنوب ،ووصل خيره إلى الكثير من الناس فله مني كل معاني الود والتقدير والإحترام ،واتمنى من الجميع أن يحذوا كحذوا هذا الرجل الاصيل الذي أحبه كل الناس.


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى