اليمن

الإرهاب المدعوم دولياً..!


تتحدث المليشيا الحوثية الإرهابية عن الشرعية وتصفها بالارتزاق، وتصف كل من يقف معها أو لا يعاديها بموالاة المرتزقة، بينما هي أقذر جماعة وأداة تستخدم لتنفيذ الأعمال القذرة والارتزاق للعالم كله.
أضحى من نافلة القول أن الإرهاب الحوثي مدعوم دولياً؛ فتحت القوى الدولية كل الأبواب له كجزء من مشروع عام في المنطقة تسعى فيه لتطبيقه وخلط الأوراق، واستخدامه أداة تنفيذية بعد أن أُحرقت أوراقُ القاعدة وداعش المختلقتان من قبل أجهزة مخابراتية دولية.
لا يسع للمراقبين، وهم ينظرون للتدليل الدولي للإرهاب الحوثي، وتسهيل كل السبل أمامه للتمدد باستخدام كل أنواع الإرهاب الذي لم تصل إليه جماعة ومليشيا من قبل، إلا أن يقرأوا ما بين سطور ذلك الدعم، أو التغاضي عنه في أحسن الأحوال.
احتلت أمريكا وحلفاؤها العراق بحجة دعم صدام حسين للإرهاب، ففتحوا كل أبواب الشر والإرهاب على المنطقة، كما احتلت الولايات المتحدة وحلفاؤها من قبل أفغانستان بحجة دعمها القاعدة والإرهاب، ثم ما لبثت أن سلمت أفغانستان اليوم للجماعة ذاتها التي اتهمتها بدعم وإيواء الإرهاب وهي طالبان!
وعلى الرغم من كل التصريحات الأمريكية ضد إيران واتهامها بدعم الإرهاب إلا أنها من تحت الطاولة تقف معها بكل السبل، وتدعم أذرعتها الإرهابية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وسلمتها هذه الدول على طبق من ذهب.
قتلت المليشيا الحوثية وجرحت مئات آلاف اليمنيين، وصدرت إرهابها إلى دول الجوار، ورفعت شعار الموت لأمريكا، الذي لم يستفز أمريكا ولم يحرك لها ساكناً، وحرثت الأرض اليمنية بأكثر من مليوني لغم، ليس في الجبهات، ولكن في المساجد والمستشفيات والمدارس ومصادر المياه ومصادر الرعي، رغم ما تجرمه وتحرمه الاتفاقات الدولية وعلى رأسها اتفاقية إتاوا عام 1997، وصارت اليمن أكبر بلد في العالم مزروعاً بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب تصريحات رئيس مشروع مسام للألغام أسامة القصيبي.
المجتمع الدولي الكاذب تستفزه بعض التصريحات هنا وهناك، ويشن الحروب المختلفة، ويحتل البلدان بدعاوى كاذبة، لم يستفزه الإرهاب الحوثي الذي أهلك الحرث والنسل وأظهر في الأرض الفساد؛ في ظاهره يتحدى العالم، وفي باطنه هو ذراع إرهابية يستخدم لتنفيذ كل الأعمال القذرة العالمية، وهو يهدد المنطقة بأسرها، وليس اليمن فحسب.
الشعار الذي رفعته المليشيا الحوثية (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل…) شعار تُقيا سياسية كما هو معتقدهم الديني، يخفي خلفه الكثير من الأجندة الدولية القذرة؛ منها الاتجار بالمخدرات وترويجها إقليمياً، والاتجار بالأسلحة في القرن الأفريقي لدعم الفوضى، والتهجير والتشريد الذي يترتب عليه الكثير من الأعمال الدولية كالاتجار بالأعضاء البشرية، وفتح أسواق التهريب للآثار، وغيرها.
على الرغم من أن المجتمع الدولي يسوّق لاتفاقات سلام ومباحثات مع المليشيا الحوثية إلا أنه في الوقت نفسه يضغط لدعمها وتفوقها على الأرض وتثبيت واقع انقلابها على البلاد، ودعمها بالقرارات الفعلية على الأرض وليس القرارات الورقية في أروقة الأمم المتحدة؛ فما يجري على الأرض غير الذي يجري في أروقة الأمم المتحدة ومجس الأمن.
فعلى سبيل المثال: تم توقيع اتفاق استكهولم وكان هذا الاتفاق يشمل فتح الموانئ والمطارات بالتزامن مع فتح طرق تعز المحاصرة منذ مارس 2015، وانسحاب قوات الأطراف المختلفة من ميناء الحديدة عشرة و15 كيلو مترات، وتحييد الميناء أمام البضائع والحالات الإنسانية المختلفة، وتسليم خرائط الألغام، وتوريد كافة الموارد إلى البنك المركزي للحديدة لدفع رواتب الموظفين؛ لكن الحالة الإنسانية فقط هي حالة الحوثي فقط.
فُتح الميناء، وفُتح المطار، ونهبت المليشيا الحوثية كل أموال الميناء وعائداته والعائدات النفطية، ولم تُسلّم خرائط الألغام، ولم تفتح طرق تعز، بل وحوصر ميناء عدن مؤخراً، وحوصرت مارب، وضرب الإرهاب العائم النفطي في حضرموت، وتدفقت كل أنواع السلع إلى المليشيا الحوثية بما فيها الأسلحة، ولم ينبس المجتمع الدولي ببنت شفة على كل ذلك.
بل إن الأدهى من ذلك أن انسحبت القوات المشتركة من الحديدة، ليس فقط لخمسة عشر كيلو متراً بل لأكثر من 156 كيلومتراً تراجعاً إلى ميناء المخاء، الذي هو الآخر مازال مهدداً بالمسيرات الحوثية وبالمواقع العسكرية الحوثية المحيطة به من الشرق والشمال والجنوب، وقبل شهر من الآن قامت المليشيا الحوثية بضرب معدات شق طريق الكدحة، واستهداف موكب محافظ محافظة تعز بالطيران المسير وبعض القذائف.
في 2016، وبينما كان الجيش الوطني على مشارف مديرية أرحب المتاخمة للعاصمة صنعاء، اعترض المجتمع الدولي تقدم الجيش نحو العاصمة بحجة الحالة الإنسانية، والغاية من ذلك -كما يعلمها الجميع- هو إنقاذ المليشيا الحوثية من السقوط، بالضبط كما حصل في الحديدة؛ فبينما كانت القوات المشتركة على مشارف ميناء الحديدة، وقد توغلت في المدينة كثيراً، استنفر المجتمع الدولي كل أوراق الضغوط لإنقاذ الحوثية، وإجبار الشرعية على توقيع اتفاق استكهولم، وإجبار القوات المشتركة على التراجع والانسحاب ووقف تحرير الحديدة!
يتذكر الجميع كل سفن السلاح التي يتم اعتراضها في عرض البحر العربي الذي صار خطاً ساخناً لتزويد المليشيا الحوثية بالأسلحة، على أنها سفن إيرانية متجهة للمليشيا الحوثية، لكن في الحقيقة..أين ذهبت كل تلك الشحنات؟ ولماذا لم تتوقف المليشيا الحوثية عن استيراد أحدث الصواريخ من إيران بينما اليمن تقع تحت الفصل السابع وممنوع على الجميع استيراد الأسلحة بنص قرارات مجلس الأمن؟ ولماذا تصل الأسلحة للمليشيات الحوثية من كل اتجاه دون الشرعية؟ ومن هي الأطراف التي تسهل دخول الأسلحة لتلك المليشيا؟!
كل هذه الأحداث تكشف ما بين سطور ملفاتها ولم تعد تخفى على الطفل الصغير فضلاً عن الشعب كله، وتبعث أكبر التساؤلات: ما الذي يريده المجتمع الدولي من اليمن؟!
بطبيعة المجتمع الدولي يسمح للانقلابات ويدعمها على الحكومات، ويسمح بنشر الفوضى والمآسي الإنسانية ويستبدلها بالمساعدات البسيطة بكم سلة غذائية ولا ينتهي الأمر عند ذلك بل تجني الأمم المتحدة مليارات الدولارات بحجة تغطية الاحتياجات الإنسانية، وهذه واحدة من أهم أهداف إنشاء هذه المآسي والصراعات، وهي استنزاف أموال الشعوب، وجني الثروات الطائلة.
فالأمم المتحدة نفسها -عبر منظماتها المختلفة- تعمل على تدفق الأموال للمليشيات الحوثية الإرهابية وتدعمها بحجة المساعدات الإنسانية، وتعمل على توالد المنظمات المختلفة التي تسيطر عليها المليشيا وتعيق الأمم المتحدة كل المنظمات الأخرى للعمل أو التعاون معها، وكم من شواهد ميدانية كشفتها الحرب في بلادنا، ليس أقلها تمرير الأسمدة والمواد التي تصنع منها المليشيا الحوثية المتفجرات، كما حصل مع كثير من الشحنات التي مرت من ميناء الحديدة على أنها مواد غذائية من مساعدات الأمم المتحدة نفسها.
تقف بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسيا على رأس داعمي المليشيا الحوثية، وزرعها ليس من أجل اليمن وحسب ولكن من أجل خطة طويلة الأمد تعيد بها ترتيب أوراق المنطقة من جديد، كما رتبتها وتقاسمتها قبل مائة عام منذ اتفاقية سايكس بيكو، ولئن تم في ذلك الوقت زرع إسرائيل في المنطقة، فاليوم هذه الدول تزرع الإرهاب الحوثي والأقليات في المنطقة كأقلية دينية وتمكين هذه الأقليات في المنطقة، كما صرحت بذلك هذه الدول من قبل احتلال العراق عام 2003 فيما أسموه الشرق الأوسط الجديد.
تبقى المليشيا الحوثية، إلى جانب أذرع إيرانية أخرى، مهددة لأمن المنطقة، ولتمرير الأجندة الدولية بعد أن تعهدت إيران بهذه الأجندة للمجتمع الدولي مقابل سيادة مشروعها وضمان حماية إسرائيل، وفكفكة البلاد العربية من الداخل عبر مكوناتها الشيعية التي كانت على الدوام، وفي التاريخ كله أداة ضرب الإسلام وبلاد المسلمين من الداخل.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى